صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

الفرق بين داعش والسياسيين!
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فوضى اعلامية وتضارب في الآراء ، ساسة ارهابيون وآخرون عاكفون ، مدن تسقط واخرى تخلي سكانها، لماذا وكيف واين ومتى ؟.
لن اعود الى الخلف كثيرا سأبدأ من نشوء اول حكومة ديمقراطية بعد عام 2003 حيث كان العراق عبارة عن خراب تام وكل شيء معطل، الناس عبيد والجوع هائم والقتل قائم.
أسقطت امريكا حفيدها هدام لتكوّن منشأة في الشرق الأوسط تعنى بخدمتها إلى الأبد، هذه المنشأة غنية بما تشتهيه حليفة الخليج (امريكا) فالنفط دافق من الف عين وعين والقافلة مترعة بخيرات العراق اضافة الى المكان الستراتيجي الذي يشغله هذا البلد وحسب المصمم المعماري بريمر فإن العراق عبارة عن قصر مزجج يطل على شعوب العالم وهو موطن فلكي يستطيع الغرب من خلاله دراسة طوالع الأمم المجاورة له،  ولضمان ديمومة حسن النية توجب على امريكا تنصيب شخصيات عراقية للحيلولة دون تشويه سمعتها الكريمة وجلاء فكرة الاحتلال من عقول العالم.
تشهد السياسة اليوم حالة تشابه عسر الهضم متزامنة مع عملية إجهاض شبه ناجحة لطرح زيف السياسيين من العلمانيين والإسلاميين، الكل  يبني ويعمر لكن ما يبني هؤلاء الا قبور للشعب ، وآخرون يدينون ويشجبون وما هم بمناوئين للفعل الإرهابي بل يدينون وجود شعب ماكث على بركان نفط ومن حق الغزاة سحب البساط من تحت اقدام المواطنين!، لكن هل للمواطن حق في فعل او افتعال شيء يصب في مصلحته ؟ كلا إطلاقا فإن قلت فأنت مؤبد في السجن من دون سبب او حادثة او منهاج سليم يوازي حق المواطنة.
نحن لا نريد هذه السياسة المريضة ونسعى الى الارتقاء بواقع جديد ونشجب وندين ونلعن قادة الرئاسات الثلاث بسنتها وشيعتها وكردها ومسيحها ، لأنهم فشلوا ودمروا وسفكوا دماءنا وطمروا معالم حضارتنا وشوهوا اسم العراق وجعلوه طاولة حوار للشرق الأوسط الغجر الملاعين الذين لم يقدموا شيئا لأقرانهم سوى العمالة لإسرائيل لضمان بقائهم.
طفح كيل الشعب نتيجة العجلة المكسورة التي أبقت العراق ماكثا في مكانه دون تقدم ، فحين يطلق قانون واحد في خدمة المواطن فعلينا انتظار فارج الكرب أسامة النجيفي ان يعتلي مقصورة البرلمان كي يشاور نفسه في المصادقة عليه او لا بغض النظر عن نرجسيته في انتقاء الأفكار ، كما ويشهد هذا الحال تأجيل الجلسة لعدة مرات الى ان يتناساها تماسيح البرلمان واصحاب الكروش المنتفخة، حادثة تأجيل الجلسات هي سمة النجيفي لانه لا يستطيع الاستغناء عنها ولكي لا ينسى الشعب تلك الاطروحة التأجيلية فقد كرر النجيفي أطروحته بعد ان قام بتأجيل الجلسة الأولى للحكومة الجديدة !! فهل هذا منطق مقبول وفعل ناتج من واقع سياسي ام ان حلماً مزعجاً عصف بالنجيفي فأيقظه كئيباً ؟ أهكذا يعـُمل بالسياسة وهكذا هي أوضاعها في العالم ؟ ، الحل الأمثل لمأساة العراق هي تغيير الكادر الحاكم جملة وتفصيلا وإفراغ البرلمان من الرضـّع وكذلك رئاسة الوزراء والجمهورية ، وعلى الشعب ان يقيم برنامج انتخابي آخر يرشح فيه شخصيات مهنية وفاعلة كما ويجب ان يخط دستور جديد تندرج في فقراته الزام السياسي بتنفيذ ما يطلبه الشعب فإن تراجع او اخفق يترتب عليه عقوبات وإجراءات قانونية كي لا تصبح السياسة روضة لكل من هب ودب وان يكبل النائب بسيل من الاحكام والقوانين الصارمة وان تسري عليه جميع الشروط وليس تكثيف العقوبات على المواطن ، شهدنا آلاف المرشحين بصورهم البراقة التي استنزفت ملايين الدولارات ومن ثم ذهبت الى معامل الخردة، وهذا الكم الهائل من المرشحين جاء نتيجة عدم مصداقية الدستور العراقي وعدم مهنية القائمين عليه ونظرا للمغريات التي وهبت للنائب جعلت من المتنافسين يتسابقون في سبيل الولوج الى جنة الارض ( البرلمان ) التي تمتع النائب بحصانة مطلقة ليبطش ويلقلق كما يشاء فان أراد ان يسب الشعب جهرة فلا ضير وان يسرق وينهب ويفجر كذلك لا ضير لكن ان يخدم ويصلح فهذا حرام في شرعية الدستور.
افعال السياسيين لا تختلف عن افعال داعش الوهابيين القتلة المجرمين لأنهم يحلوّن ويحرمون ما يحلوا لهم ويستخدمون اساليب عدة تصب في مصلحتهم دون النظر الى الجرائم الفظيعة التي يرتكبونها نتيجة القتل والتهجير والنهب، وان ساستنا المنزهين قد استخدموا هذا الاسلوب من خلال مخصصاتهم الباهظة ومستحقاتهم ونثرياتهم وخلافاتهم التي تعصف بالبلد يوميا بالمفخخات والاغتيالات اضافة الى تجريد العراقي من شخصيته ومكانته بين الدول  ولم يسعهم التغلغل بين المواطنين لرؤية مدى ضعف حالهم وصعوبة حياتهم فمنهم من سكن بين القمامة تحت سقف معدني ومنهم من لم يجد لنفسه دار في وطنه ولا يزال كالرحالة ينتقل بين الدور المؤجرة وضاع حقه بين تسويف الوزارات والطعون وانشغال السياسيين باعمالهم ومشاريعهم ومستقبل اولادهم، فقد حق القول من ان البلد ضاع والى الابد وقد تم تقسيمه منذ عشر سنوات لذا يتوجب علينا اليوم مواجهة هذه الهجمة المفتعلة وان نمسح من العراق حركة داعش ومسانديها وان نبني حكومة عادلة بكادر جديد دون تمييز او محاصصة او طائفة او قومية فكلنا عراق والعراق يبدأ بالشعب المنكوب وليس باصحاب النفوذ لان خمسة عقود مضت هي ما ساعدت على تأسيس شعب لا يعرف معنى الراحة وهو ينظر بحسرة الى البدو وغجر الصحراء وسكانها كيف اصبحوا بعد ان كانوا عبيدا مؤجرين لدى العرقيين.
سلمت انامل كل من المالكي والنجيفي والطالباني ومسعود برزاني على هذه الحرب التي وثقت فشل السياسة ودمرت العراق لتجعله قصة يتناولها عبيد العراق وخدمـّه ومتملقيه وخوّنته.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/27



كتابة تعليق لموضوع : الفرق بين داعش والسياسيين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net