صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

الانتخابات سبيلُ اختيار الأصلح
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مع تصاعد الاصوات التي تدعو الى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات والاقضية المقبلة، ومع محاولة الحكومة العراقية جس نبض الشارع العراقي من تأجيل هذه الانتخابات في تصريحاتها الاخيرة ومن على شاشة العراقية والتي قررت فيها تأجيل الانتخابات في عموم العراق ومن ثم الغي الخبر بعد مرور فترة من الزمن ، ظهرت صيحة مدوية رافضة لهذا التأجيل المفتعل ، والذي يقرأه المحلل السياسي مرة تشبث المسؤولين بكراسيهم ، ومرة لم ولن يجدوا فرصة اخرى في التحكم بمصالح الشعب العراقي كالتي تحققت لهم من خلال الانتخابات السابقة والتي جاءت على انقاض القانون الانتخابي الجائر والتي ضاعت بسببه اغلب الاصوات لمرشحين هزيلين لم يصلوا حتى الى عتبة باب مجلس المحافظة .
يعتقد اغلب الناس خصوصا في الدول الشرق أوسطية إن عملية قيادة الدولة تتم عن طريق الحكومة المركزية ممثلة برئيس الوزراء أو رئيس الدولة او الحاكم العسكري او الملك فقط ولا علاقة لأي جهة أخرى بقدر اختصاص المركز بذلك، وهذا تصور غير دقيق إن لم يكن خاطئا أصلا.وإذا بقيت هذه الثقافة سائدة فأننا لن نستطيع تغيير الواقع السياسي.
أن الصندوق الانتخابي هو الأداة الوحيدة لتعزيز الديمقراطية في عملية التغيير التي تحتاج الى وعي وتثقيف الناخبين من اجل الوصول الى نتائج مرجوة تكون قادرة على تحسين اوضاع البلد.
صوت الناخب يعتبر عاملا فاصلا وحاسما في التغيير، لذا يجب ان لا يكون متأثرا بالوعود الوظيفية او المالية ويعطي صوته الى مرشح دون التأكد من ولائه الوطني وكفاءته ونزاهته ، بل يجب إعطاء الصوت الى مرشح مهني ووطني وقادر على تطوير البلد".
مفوضية الانتخابات بدأت العملَ للتحضير لإنجاح الانتخابات المقبلة، التي تأتي في وقت تبرز حالة الامتعاض والإحباط يعلنها مواطنون، يلوحون بعدم المشاركة لعدم جدواها، وهذا ما يدفعنا الى الخشية من ضعف المشاركة الانتخابية في الانتخابات القادمة وبقاء حالة الفساد الاداري والمالي سائدة في مؤسسات البلد، وانعكاساتها النهائية على مهمات المجالس الجديدة. 
ان المشاركة في اختيار الأعضاء الجدد هي الوسيلة الأفضل بدل الإحجام عن التصويت.
ومن هنا يجب الحث على المشاركة الفاعلة في الانتخابات ، وهذا ما اكدت عليه المرجعية الدينية في خطبها في صلا الجمعة بكربلاء في اختيار ممثليهم الى مجالس المحافظات الجديدة وفق مبدأ النزاهة والكفاءة وانتخاب من لم يكن له منصباً في الحكومة لاعطاءهم الفرصة في خدمة الناس بعدما فشل الاخرون فشلاً ذريعاً، لأنها الوسيلة الوحيدة لاختيار الأصلح وإبعاد الأضعف .
الأزمات السياسية المتتالية ونقص الخدمات، وغياب الانجاز على صعدٍ حياتية مختلفة تركت آثارَها على الكثير من العراقيين ووضعتهم في موقف التردد من هذه الانتخابات .
المواطن العراقي مازال في حالة ترقب وحذر لما ستقدمه له المجالس القادمة كونها الحالة التي دافع عنها السياسيون بقوة واعتبروها علامة ومنعطف كبير لبداية التغير من سياسية التوافقات الى سياسية الكفاءات والخدمات، واليوم الوعود تنصب وتراهن على نجاحها وتعتبره بداية النجاح الفعلي في بناء الديمقراطية الحديثة في الدولة العصرية العادلة 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/29



كتابة تعليق لموضوع : الانتخابات سبيلُ اختيار الأصلح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net