مؤتمر بغداد للتقريب واحة أمان للمنطقة
جواد كاظم الخالصي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تحت غبار الطائفية والتجييش والتحشيد على التباغض بين المسلمين الذي تقوده منظمات ارهابية معروفة في العالم العربي، تحتضن بغداد السلام مؤتمرا للتقريب الاسلامي وإزاحة الغبار الطائفي نهاية الشهر الحالي مستندة في شعاره الذي يستمده من القرآن الكريم (انما المؤمنون اخوة ) وهو عنوان جامع مانع يختزن في كل حرف منه روح التسامح والتواد والتراحم باعتباره عنوانا شاملا يحمي الانسانية وبالخصوص الامة المسلمة من كل الشرور لأنه يعتبر الاخوة في الدين اقوى من الاخوة في النسب باعتبارها الثابت القوي الذي لا يمكن ان ينفصل فيها المسلم عن اخيه المسلم فيما لو تعامل بقوة الدين وسماحته التي ارساها لنا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، لأنك لو نظرت الى شخص مسيحي يتحول مسلما ويعتقد بالاسلام دينا فإنه يخرج حينها عن الاخوة النسبية ضمن اطار عائلته الاجتماعية كونهم سوف ينزعون عنه صفة الاخوة بخروجه هذا ونفس الامر يحصل عندما يخرج المسلم من دينه الى دين اخر سيعتبر مرتدا في نظر ابناء جلدته وعائلته وهنا ينقطع الرابط النسبي معهم ، لذلك تعتبر الاخوة في الدين الرابط المتين والقوي بين ابناء الامة الاسلامية.
لقد عمد العراق الى قيام هذا المؤتمر بسبب الممارسات التي يقوم بها البعض من دعاة الدين وللاسف المعممين منهم على وجه التحديد من خلال الشحن وشحذ الهمم من اجل تثوير العاطفة الدينية التي تؤدي الى الاحتراب بين ابناء امة الاسلام وما اصعب ان تكون الحرب الطائفية بين مذاهب اسلامية كلها تتجه لله الواحد الاحد ، وكلها تتعبّد في التشهد على رسول الانسانية ونبي الاسلام محمد عليه افضل الصلاة والسلام ، وجميعهم يقرؤون في قرآن واحد ليس فيه حرف زائد لدى مذهب على اخر.... ولذلك برز صوت الاعتدال الديني وسط هذه الجموع الكبيرة من رجال الدين في العراق ،صوت سماحة الدكتور الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق الذي بقي متوازنا وصادقا في طرحة ووقوفه بوجه كل الفتن التي عصفت في بلاد الرافدين طيلة السنوات التي تلت سقوط النظام البعثي والى اليوم وهذا نابع من حرصه على وحدة العراق والخوف من تمزيقه شر تمزيق بأقوى سلاح وهو الفتنة الطائفية التي يمكن ان تكون اقوى حتى من استخدام السلاح الجرثومي لأنه سيكون في النفوس قبل البدن ، وكنت قد وصفت هذا الرجل قبل سنين بأنه زيتونة الاسلام المثمرة وحقا أنه كذلك لمعدنه الصافي وكم اتمنى ان يتعلم منه العديد من رجال الدين المتشددين والمتعصبين ومن كل الاطراف سنة وشيعة لأن البلد بعد عشر سنوات من القتل والتدمير والتآمر بات لا يحتمل ذلك، فارحموا أبناء العراق وارجعوا الى صوابكم وتعالوا الى كلمة سواء نهتدي بها تحت مظلة قرآننا المجيد الذي يحدثنا في آيات كثيرة عن الود والتراحم وحرمة الدم والتآلف والتقارب والتعاون و. و. و. الخ سنجد الكثير من الشواخص التي يحددها لنا كتاب الله تعالى لتكون هدفنا الذي نسير نحوه.
اجريت اتصالا هاتفيا مع الشيخ الجليل خالد الملا هذين اليومين باعتباره رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر والحريص على انجاحه من اجل العراق وصون الدم العراقي لأسأله عن مشاركة الدول العربية والاقليمية والجوار في هذا المؤتمر ليؤكد ان الكثير من الدول العربية وغيرها بل الكثير من الشخصيات وجهت لها دعوات خاصة من اجل الحضور ليكونوا بحضورهم هذا دعوة الى السلم الاهلي والحفاظ على وحدة الاسلام والمسلمين ، وفي اعتقادي ان مثل هذه المؤتمرات ستحاول احتضان وتقريب حتى الذين يدعمون توجه المتشددين من اجل وضعهم في خانة مراجعة النفس والتفكير مليا في افكارهم وتوجهاتهم التي لن تجني حتى اليوم غير الخراب والدمار ،، وفي المقابل اكاد اجزم ان البعض الضال والمنحرف فكريا ولديه اجندات حمراء بلون الدم سوف لن يتوقفوا عن افعالهم الجرمية بل سيحاربون هذا المؤتمر ويعتبرون كل من يحضر به خارجا عن الدين والملة ولا أبالغ اذا قلت أنهم سيعتبرونهم صفويين يعملون على تدمير ابناء السنة والجماعة كما يسوقون لبضاعتهم المتعفنة في أدراج الطائفية والأموال الحرام التي تأتيهم من أنظمة وحكومات ومنظمات لا تتورع ان تعتاش على مخططات صهيونية لها مكاتب الى جانب قصورهم وممالكهم في واحات خضراء تعمل ليلا نهارا من اجل شق الصف الاسلامي وزرع الفتنة الطائفية وطحن المجتمع تحت شعارات دينية وكلام حق يراد به باطل ،، فعندما يقوم البعض على تكفير هذا المسلم او ذاك لعنجهية وعناد في رأسه فهو خارج على قوله تعالى في تلك الآية شعار المؤتمر حيث يقول تعالى (انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) وعلى هذا الاساس سأضع بين يدي القارئ الكريم هذه القصة التي ينقلها تفسير القرطبي وليست تفاسير الشيعة الذين يكفرهم البعض في بلادنا العربية وعليها ان نحتكم لضمائرنا كي نقف وقفة واحدة سنّة وشيعة بوجه الطائفيين والتكفيريين، يقول القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (((في هذه الآية والتي قبلها دليل على أن ""البغي لا يزيل اسم الإيمان"" لأن الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين مع كونهم باغين قال الحارث الأعور: سئل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - وهو القدوة عن قتال أهل البغي من أهل الجمل وصفين : أمشركون هم ؟ قال : لا ، من الشرك فرو : فقيل أمنافقون؟ قال لا ، لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، قيل له فما حالهم؟ قال اخواننا بغوا علينا))) هذا الحوار بين الامام علي (ع) وأصحابه يخص البغاة فكيف اذا كان المسلم يتعامل مع اخيه المسلم بأعلى درجات التسامح والاخوة كما قال المرجع الديني آية الله العظمى السيد السيستاني عن أهل السنّة في العراق ""إنهم انفسنا"" ثم يكفروه ومن معه في طائفته!!!!! لنتعظ من قول حكيم الحكماء امير المؤمنين الامام علي (ع).
Jizza555@hotmail.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جواد كاظم الخالصي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat