صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

العاصفة التي لا تبقي ولا تذر
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أنا ، قلصت مغادرة البيت لشراء العلف الانساني لعائلتي الى مرة واحدة في الاسبوع بعد ان كانت مرتين على امل تقليص المرة الى النصف لاحقا . انت ، تحوقل عندما يحين موعد الصلاة الظهر ، اما قرآن الفجر فقد قرئت على روحه الفاتحة سبقتها الصلوات . هو ، يلعن سنسفيل المعلم الذي يكلفه بواجب بيتي يستغرق اداؤه نصف ساعة او اكثر . هي ، لا تطيق الجلوس مع والديها لمتابعة المسلسل المصري "تحت الارض" . هما مستغرقان في دردشة على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يقطع تغازلهما العفيف جدا حتى امواج تسونامي اندونيسيا و اليابان مجتمعين . هن ، قلصن رعاية اطفالهن الى الحد الادنى فاذا بكى الرضيع قلن انها حالة صحية دعه يبكي من خشية الله . سماحة الشيخ استغرق في جلال وجه الفيسبوك اضعاف  الساعات التي صام فيها رمضان وصلى التراويح واحيا ليلة القدر . نحن كل ظل عاكفا على الهه المزروع على فخذيه بكل قدسية وكانه تمثال بوذا يداعب مفاتيحه السحرية اضعاف ما يداعب ابناءه . فاي هزيمة انكر من هذي الهزيمة سنتجرع . زميلي في العمل وكان قارئا نهما حتى في التواليت قبيل هذا الغزو السايبري المنظم يقول انه بدأ يشعر بكارثة تحل به عندما يدب النعاس الى جفنيه . لان سلطان النوم - حسب قوله - سيخطفه قسرا من ذراعي الفيسبوك الحانيتين . و هو منذ اكثر من سنتين ادمن شرب المنبهات لاضافة ساعات اخرى يؤدي فيها فريضة الفيسبوك المؤكدة . وبسبب قصر النظر كنت اظن ان الكارثة تتمركز بالاساس في العالم الغربي فرحت اشكو بثي وحزني الى اخي المدرّس هاتفيا عبر المحيطات ، فاجأني سائلا عن مستوى اولادي الدراسي ، فصارحته بانهم الافضل في صفوفهم . حينها كشف لي انه باغت تلاميذه بالجرم المشهود وهم يفسبكون اثناء المحاضرة في الصف ، وان مستوى التعليم في تراجع بسبب الاستخدام المفرط  للفيسبوك لكن لا احد يجرؤ على اعداد دراسة تكشف حجم الزلزال وهزاته الارتدادية . فاي كارثة بعد ذلك نحن منتظرون ؟ الادهى والامر اننا نبرر لكل هذه الماساة المكتملة بان مواقع التواصل الاجتماعي قربت البعيد ووصلت ما اراد الدهر ان يقطع . وساكون في غاية البلادة لو نفيت هذا الانجاز للفيسبوك كونه قرب البعيد واختزل المسافات ، لكن ما فائدة اتصالي بصديقي البعيد في ابو الخصيب بالبصرة وانا لا املك من الوقت ما يكفي لاحكي نكتة لابني او ابنتي . وهب انني انتزعت وقتا للنكتة من فخامة الفيسبوك "مع احترامي لمام جلال" فهل بوسع ابنائي انتزاع وقت مماثل؟ والله انا في شك . نحن الان في عين العاصفة سكارى من دون وعي بسرعة دورانها حول انفسنا ، فلا تستغربوا من يوم سيطل فيه شيوخنا اصحاب الفضائل علينا بفتوى تجيز الصلاة قصرا اذا تعارض وقتها مع فريضة الفيسبوك التي اصبحت عمود الحياة . ولا تتفاجأوا لو انكم اصبحتم على حكم شرعي يجيز صلاة الجمعة او الجماعة عبر الفيسبوك . و نحن لموعودون بغد يهرم فيه الكبير ويشيب فيه الصغير ، وهذا الغد آت لاريب ،فكل آت قريب    
IRAQZAHRA@YAHOO.COM

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/21



كتابة تعليق لموضوع : العاصفة التي لا تبقي ولا تذر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net