شمجر يقتل (600) رجل بضربة محراث ؟!
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لربما يزعل اخواننا واصدقائنا النصارى وهم يسمعوننا نتهم كتابهم المقدس بانه (محرّف) ، ونقول لهم ، ياليت الامر توقف على التحريف ، لأن الذي يقرأ بعض فصول الكتاب المقدس تطالعه اشياء لا يُمكن تصديقها إلا في زمن صواريخ كروز او القنابل النووية. فلا ادري هل نحسب هذه الاخبار الكارثية العجيبة ضمن التحريف او ضمن الخرافات او ماذا ؟
طبعا اليهود يحملون كره اسطوري ضد الفلسطينيين منذ آلاف السنين ولذلك نرى اليهود يصوغون الاساطير التي تزعم انهم ذووا باس شديد وقوة خارقة بحيث أن رجل واحد بضربة رمح يقتل المئات من الفلسطينيين وفلاّح يقتل بمحراثه المئآت منهم ، تعالوا معي لنقرأ هذه العجائب معا. طبعا أن لم اكتب هذه الموضوع إلا بعد أن اطلعت على كافة التبريرات التي كتبوها لتفسير هذا الاشكال.
في سفر صموئيل الثاني 23: 8 فإن يشيب التحكموني قتل بضربة رمح دفعة واحدة ثلاثمائة رجل : ((يشيب بشبث التحكموني رئيس الثلاثة. هو هز رمحه على ثمان مئة قتلهم دفعة واحدة)).
وفي سفر صموئيل الثاني 23: 18 فإن أبيشاي هز رمحه فقتل ثلاثمائة : ((وأبيشاي أخو يوآب ابن صروية هو رئيس ثلاثة. هذا هز رمحه على ثلاث مئة قتلهم)).
وفي سفر أخبار الأيام الأول 11: 11 فإن يشبعام رمى رمحه على ثلاثمائة فقتلهم جميعا : ((يشبعام بن حكموني رئيس الثوالث. هو هز رمحه على ثلاث مئة قتلهم دفعة واحدة)).
ولتبرير سبب قوة هذا الرمح يخبرنا الكتاب المقدس بأن ابطال اليهود كانت رماحهم ثقيلة جدا فكل رمح وزنه كما في سفر صموئيل الثاني 21: 16 ((ووزن رمحه ثلاث مئة شاقل نحاس)).
كل ذلك قبلناه على مضض وقلنا لربما هذا الرمح (خيّطهم خياط) كلهم برمية واحدة لأنه ثقيل وطويل بحيث تحمله عربة خلف الفارس، ولكن الذي لا يقبله العقل هو أن يقوم مزارع بسيط بقتل ستمائة فارس بضربة (محراث) واحدة فهذه ما نقبلها .
تعالوا لنقرأ الخبر ونشوف شنو القصة .
يقول في سفر القضاة 3: 31 بأن فلاّحا من فلاليح اليهود اسمه (شمّجر) كان يعمل في حقله يحرث الارض وفجأة رأى جيش الاعداء يتقدم عبر ارضه فما كان من (شمجر) الفلاّح إلا ان يقوم بفصل محراثه ورميه على الاعداء فقتل منهم ستمائة بضربة واحدة : ((وكان شمجر بن عناة، فضرب من الفلسطينيين ست مئة رجل بمنساس البقر)).
تعالوا لنقرأ ماذا يقول تفسير الكتاب المقدس حول هذا (المحراث)!. ولنأخذ تفسير القس انطونيوس فكري الذي يقول في تفسير هذه الآية : (( شمجر كان عملهُ محليًا أي محصورًا في مكان معين فقط. وفي أيام شمجر اعتاد الفلسطينيون أن يقطعوا الطريق على شعب الله ويضربونهم ويسرقونهم ويبدو أن شمجر كان يحرث الأرض وفي يده منساس البقر وهي عصا في طرفها قطعة حديد حادة ، وبينما هو في عمله ظهر الفلسطينيون (قطاع الطرق) فأرشده الله أن يضربهم بما في يده والله قادر أن يستخدم القليل كما الكثير. والله قادر أن يستخدمنا مهما كانت إمكانياتنا)).
أولا في هذا التفسير تبين ان القتلى من الفلسطينيين حيث وصموهم بأنهم (قطّاع طرق).
والثاني : ان اليهود وصفوا انفسهم بأنهم (شعب الله).
الثالث : ان هذه الفرية رموها في عبّ الله حيث فسروا قوة رمية (شمجر) بأنها من قدرة الله.
فهل نجد تفسير لذلك عند اخواننا رعاهم الله .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat