صفحة الكاتب : حسين نعمه الكرعاوي

الاِنفصَال , بِبصيرة الكَبار
حسين نعمه الكرعاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لكل جواد كبوة, ولكل مرحلة هفوة, ولكل زمان مفترق طريق يجب مراعاته, ويجب أن يؤخذ بالحسبان, أن لكل بلد عدة مراحل يمر بها, فلا وضع ممكن أن يأتي بتلك السهولة التي نتصورها, ولا أستقرار ممكن أن يتم بلا مشقة وعناء, مأخوذة بعين الاعتبار كافة الظروف والعوامل الاساسية والثانوية, التي ادت أو ستؤدي بشكل أو بأخر, لتلك النتيجة المُتصورة, ولكن الادراك يحُتم على كبار البصيرة, الادراك الواعي لتلك المراحل, لكي يتم التعامل معها, بكل حيادية ودبلوماسية وحنكة سياسية متقنة, فالهفوات هي استغلال لنقاط ضعف, ليتم تنفيذ مآرب ومصالح معينة, ولفئة معينة, قد تكون معروفة ضاهرياً, أو تدير الاوضاع من خلف الكواليس, داخلياً كانت او خارجية, يكفي معرفة ان تلك المصالح, لن تسلك طريقاً صحيحاً, بل ستبتعد عن الاستقامة, والأهم من ذلك, أن تمتلك الادوات والحواضن الفعالة, لاغراضها الغير شرعية .

أحد أهم تلك الموجات التي نتعرض لها اليوم, هي موجة الاقليم, والاستفتاء حول استقلاله, فالتصعيد والتخبط, يجتاح لغة الاعلام يميناً ويساراً, دون التوصل لموقف محدد, ربما لاعتلاء نظرة ضيق الافق, لبعض من لا يفقه لغة السياسة بشيء قط, فحكومة الاقليم تسعى وتسير في طريق مظلم, وأن كان داخل ذلك الظلام وعود وأمال , ولكنها تبقى جزء من ذلك الظلام, الذي لن يجعلهم يصلون لأي حلم وهمي, فالأنفصال لا يمكن أن يتم عن طريق ورقة أستفتاء, معارضة للدستور, وبأعتراف من يقوم به فقط, فمركزياً هو مُعارض للدستور, ودولياً معارضاً للعديد من الدول التي من شانها أن تقف ضده وبقوة, لانه يمس الخارطة الاقليمية لتلك الدول, وبالتالي لن يكون الطريق في ذلك النفق الحالك ظلاماً طريقاً سهلاً بالنسبة لمن يريد تنفيذ مآربه, حتى ولو كان الداعم واللاعب الاساسي والمنشئ لذلك النفق أسرائيل .

بصيرة الكبار, صوت المرجعية, كان واضحاً وصريحاً, وكلمة الفصل, فكما كان لها الدور المحوري الاهم والاكبر , في تجاوز محنة داعش, بفضل ابناء هذا البلد الواحد وتضحيات رجاله, مما يجعلنا تحت تلك المسؤولية التي تتطلب ضرورة المحافظة على وحدة العراق أرضاً وشعباً, ولا نقبل بأي نفس يعيش بيننا بطائفية أو بعنصرية, فالكل في هذا البلد متساوي, وتعدد المكونات والطوائف لا يمكن أن يكون الا تحقيقاً للوئام المجتمعي تحت مظلة الدستور الضامن لحقوق كل فرد عراقي, فلا وجود لتقسيماً ولا انفصالاً في داخل ذلك البلد الذي اعتاد العيش بكل طوائفه ومكوناته بوحدة ولا نظير لها ابداً, الخطوات والقرارات القادمة , والمٌتخذة تجاه هذا الامر, يجب أن لا تؤثر سلباً على الحقوق الدستورية لكل طرف من تلك المعادلة, فالمسار الدستوري واضح في حل تلك القضايا الخلافية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم, ويجب أن تكون العلاقة المتينة بين ابناء الوطن , والوحدة الموجودة بين كافة فئاته , عرباً كانوا, أو كرداً, أو تركماناً, المبدأ الاعلى والاسمى في هذه المرحلة , متجنبين كل ما يمكن أن يؤثر على اللحمة الوطنية بشكل أو بأخر ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين نعمه الكرعاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/02



كتابة تعليق لموضوع : الاِنفصَال , بِبصيرة الكَبار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net