نعم هي نفس عبارة خالف تعرف ، ومن البديهي تعني مخالفة المعتاد علي او المتعارف عليه ، تعالوا لنتصور ان هنالك طابور طويل يقف بانتظام للحصول على استحقاق معين او ترويج معاملة ، وفي هذه الاثناء ياتي شخص لا يقف في الطابور ويخالف النظام ويقتحم الشباك للحصول على ما يريد دون غيره ، هنا كل من يقف بانتظام سينظر الى هذا المخالف وكلهم سيشخصون وجهه بل حتى لا ينسوه بينما الذين يقفون بانتظام لا احد يتذكر الاخر ، هنا اشتهر المخالف وعرف من قبل الجميع بسبب مخالفته ، هذه الشهرة غير الشرعية ، وهنالك شهرة شرعية عندما يعتاد المجتمع على عمل معين وياتي شخص بعمل مغاير ينهض بمستوى المجتمع ثقافيا اقتصاديا صحيا فانه يشتهر مع كلمات الثناء .
هكذا هي كل مفاصل الحياة ، حتى على مستوى التصريحات السياسية للحكام او من له علاقة بمصدر القرار عندما يصدر عنه تصريح او قرار شاذ فانه ياخذ مساحة واسعة من الاعلام ويصبح كما يقولون ( ترند ) ، وفي العراق اليوم المخالف اصبح امر معتاد عليه والملتزم يتلقى ثمن التزامه ، بل تسلب حقوقه .
حتى قنوات اليوتيوب اليوم تستخدم عناوين غريبة لبرامجها حتى تكسب اكبر عدد من المشاهدين ، وخصوصا عندما يمس هذا العنوان شخصية لها مكانتها في المجتمع ، واكثر شخصية استهدفت هي السيد السيستاني واكثر منصب اعتبر اقصر طريق للشهرة هو منصب المرجعية او الاصح مكانة المرجعية عند المقلدين لها .
اعتاد مراجع الشيعة كما هو دأب ال البيت عليهم السلام في انتقال الامامة من امام الى امام وفق الية معروفة بالتوصية وسيرة الامام مع من بعده لتوحي على هويته ، ومن يدعي امامته كان سرعان ما يكشف زيفه وهؤلاء المدعون تذكرهم كتب التاريخ ولو لم يدعون هذا المنصب الالهي لما عرفهم احد ، بل بعضهم اسس فرق ومذاهب بعضها لازالت موجودة الى اليوم ، بينما خط الامامة سميت بالاثني عشرية لتمييزهم عن بقية الفرق ، وبعد الغيبة الكبرى استمر منهج العلماء الذين وصفهم الامام الحجة عليه السلام في احد جواباته بانهم يجب ان يكونوا على درجة عالية من العلمية والعدالة ومخالفة الهوى ونتبعهم ، وسار على هذا المنهج علماؤنا الاعلام حتى عصرنا الحاضر ، وقد عملت سلطة البعث على اختلاق مراجع من اجل شق الصف الشيعي المقلد لمرجعيته ، نعم من حق الفقيه الاجتهاد والافتاء وفق شروط اهل البيت عليهم السلام ولا ضير فيمن يتبعهم وكل مسؤول عن ما يحكم ، بل ان بداية القرن العشرين كانت هنالك حركات ثورية وجهادية وعلمية لرجالات الاعلام الشيعة في ايران والنجف وكلهم يعملون من اجل حماية ونصرة الاسلام وان اختلفوا بالوسائل امثال السيد اليزدي والشيخ النائيني والشيخ الخراساني والمحدث النوري والسيد الشيرازي والشيخ الشيرازي وغيرهم
هذه الظاهرة اخذت تظهر على السطح الثقافي الديني في العراق من خلال تعدد المراجع في عصرنا الحالي، وما يخص مرجعية النجف كانت معروفة في كيفية انتقال الاعلمية من مرجع الى مرجع اضافة الى ذلك هو اليد الغيبية في تسديد خطى المرجع في اتخاذ احكامه ، وقد اشار السيد علي الخامنئي الى فتوى الجهاد الكفائي للسيد السيستاني انها جاءت بتسديد الهي ، وما تمخض عنها في درء العراق من مخاطر كادت ان تطيح بالعراق والمنطقة برمتها ولكن كلمة قالها السيد وقلبت موازين الاعداء .
الظاهرة الخطيرة اليوم هي ان من يقلد هذا ينال من ذاك وهنا الخطورة في اثارة الفرقة وليبقى معيارنا في احترام العلماء من خلال اشادة الاعلام الذين سبقوهم بهم من حيث اجازات الاجتهاد وبحوث البحث الخارجي مع مواقفهم الحكيمة التي تنقذ المسلمين من الشبهات ، والعاطفة مع هذا او ذاك ليست معيار الاعلمية .
نظام البعث كان من بين اساليبه انه يدعم الفقيه الفلاني ليس لانه تابع له بل لاجل اثارة الشكوك حوله وبالفعل حصل مثل هذا وهناك من انخدع بهذه الحيلة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat