ان يحدث انفجار بسيارة مفخخة في الاسواق الشعبية او قرب مقر حكومي او وزارة في وسط العاصمة بغداد او في ايُّ مكان من المحافظات العراقية بات امرٌ مألوفاً ويمكن أدراجه ضمن الاعمال الارهابية التي تقوم بها فئات ضالّة تحاول ارباك الوضع الامني في البلاد والعبث بمصير المواطن العراقي والعمل على شلّ الحياة اليومية له كي يبقى يدور في دوامة دموية قاسية لاتنتهي ,ان يقوم مجموعة من البعثيين القتلة باختطاف شباب عراقيين لقتلهم ورمي اجسادهم الطاهرة في النهر لغرض اشاعة الذعر بين الاهالي !! موضوع يمكن التعامل معه ايضا ضمن مفردات الحرب المعلنة بكل اساليبها الغير شريفة من قبل فلول البعث الفاشي وحلفائهم من القاعدة والمجاميع التكفيرية المجرمة ضد الشعب العراقي!
اقول كل هذه وشبيهاتها من الاعمال الانتقامية البشعة لاتخرج عن دائرة الصراع الطبيعي للزمر البعثية والوهابية ضد خصومهم من ابناء العراق بعد التغيير والغرض واضح ومعروف للجميع , من انه لاعراق بدون البعث ولاحياة مستقرة دون عودتهم الى قيادة البلاد من جديد!! فهم لم يقدروا بعد على استيعاب هذا التغيير الهائل وذلك السقوط المدّوي لحكومتهم التكريتية البائدة!! وهذه الجهات صريحة التوجه والنوايا , بمعنى ان الشعب العراقي استطاع تحديد هدفه وعدوه في هذه القضية المصيرية ويمكنه الاستعداد لذلك الان او مستقبلاً ,وقد لاحظنا في الفترة الاخيرة تحسن ملموس في الوضع الامني بسبب تنامي الحس الوطني لدى افراد الجيش العراقي والاجهزة الامنية الاخرى اضافة الى انتشار الوعي لدى الكثير من المواطنين وتعاونهم المستمر مع هذه المؤسسات الامنية في اغلب مناطق البلاد.
اما مايحدث بين الحين والاخر من تسلل احزمة (سياسية) ناسفة وسيارات دبلماسية مفخخة الى مناطق مهمة وحيوية تضم المؤسسات العليا للدولة يفترض انها في مأمن من الارهاب والتفجيرات فموضوع يثير الحفيظة والقلق الشديد, ان يُدخل نائب او تابع له او احد افراد حمايته عبوة ناسفة ليضعها في مقهى البرلمان او في مرآب السيارات ويفجره ... قضية تثير الكثير من الاسئلة وملايين الاستفهامات الكبيرة!! . ثم ماذا يعني ان مسؤول حكومي او نائب برلماني ـ اي ممثل عن الشعب ـ يشترك بجرائم ضد زملائه البرلمانيين ؟ ويحاول تحقيق " انتصارا ً" دمويا ً ضد حكومة بلاده ومواطنيه!! وكيف يمكن له ان يضرب حكومة يشكل هو واعضاء حزبه جزء منها ؟ الا ذا كان الغرض من انخراطه في العملية السياسية اصلا ً هو تدميرها وتصفية شخصيات معينة جسدياَ لحاجة في نفس بعثي قضاها!!.
والسؤال الاهم !! كيف وصل هذا (النائب) الارهابي الى قبة البرلمان ؟ ومن صوّت له ؟, وهل التحق بالمجاميع الارهابية قبل ام بعد الانتخابات؟ وايّ حزب ديمقراطي مفخخ رشح هذا العضو المتعطش للدماء؟ وهو يحضر ويشارك في صناعة القرار ويناقش وربما يُبدي حماس منقطع النظير في الدفاع عن الايتام والارامل والمهمشين وعن حرية العراق وسيادته !!! , وفي اوقات الفراغ ( عصريات ) يحضر ويشارك في صناعة المفخخات ويناقش مجموعته الارهابية ويطالب باضافة كميات اكبر من الـ ( تي ان تي ) لعبوته , ليزيد عدد الضحايا والايتام والارامل فالقنبلة سوف لاتصيب بالضرورة المسؤولين الحكوميين فقط فهناك الاف الموظفين والعمال والكسبة العراقيين داخل هذه المؤسسات الحكومية!!
وهذا يعني ان حكومتنا نصفها مفخخ والنصف الاخر مهدد بالتفخيخ بقنبلة من النوع الدايني الممتاز , وربما نستيقظ صباح يوم اغبر لاملامح له... لنسمع ان اعضاء البرلمان انتقلوا الى رحمة الله بمجموعة عبوات لاصقة نصبت تحت مقاعدهم اثناء العطلة التشريعية.. ولا ينجو الا الساسة القابعين في عمان والخليج والمؤهلين تلقائياً لقيادة البلاد بعد ذلك !! ... لان المنطقة الخضراء صايره "خانج غان " يدخل اليها ويخرج منها الكثير من الافراد والسيارات دون رقابة حقيقية او تفتيش دقيق طالما يحملون " باجات " تسمح لهم بالتنقل بحرية كبيرة داخل المنطقة ,ناهيك عن اجهزة كشف المتفجرات المصنّع في كراجات الشيخ عمر!!
لذا اعتقد بان من اولويات الحكومة بنصفها المُستهدف الان والجهات المسؤولة التحقيق في هذه الممارسات اللااخلاقية والكشف عن هوية الاعضاء البرلمانيين المتورطين بهذه الاعمال الارهابية المخزية امام العراقيين وفي الاعلام المرئي مهما كان الثمن!, والا فالكل بدون استثناء سيكون مشترك في هذه الجرائم بشكل مباشر او غير مباشر ,ليس لان دماء الساسة اكثر نقاءاَ وقدسية من دماء ابناء الشعب التي تسيل يومياَ في شوارع العراق ,لكنَّ وجود ارهابيون محترفون ضمن اعضاء الحكومة المنتخبة مؤشر خطير ومقلق, وتدل بما لايقبل الشك ان العراق يغفو على بركان كبير ومخيف من القنابل الرسمية الموقوتة لانعرف متى تنفجر!!, ومستقبله مرهون بضمائر وقلوب لاتفقه الرحمه ولاالانسانية وايادي ملطخة بدماء الابرياء, ومن العبث بمكان ان نأمل للشعب العراقي بحياة هانئة ومستقرة ونحن نشاهد ونسمع يومياً عن مؤامرات ومذابح يقودها بعض المتصدين للعمل السياسي دون اي شعورمنهم بالحرج او الخوف من المسائلة القانونية!!
اما الحديث عن رموز وشفرات وتلميحات مثل , مسؤول كبير له علاقة بالارهابيين , سياسي مشهور في قائمة معروفة وراء التفجيرات الاخيرة , مصدر امني رفض الكشف عن اسمه اكد اشتراك سياسيون كبار في تفجيرات سوك العورة , قيادي مرموق متورط بصفقة اسلحة كاتم الصوت!! اجندات اقليمية تقف وراء مذبحة النخيب وتفجيرات البصرة, ومن هذه التصريحات الاعلامية المفبركة التي لاتغني ولاتشبع من جوع!!! وبعد فترة تُدفن القضية ولا نسمع باي نتائج تحقيق واقعية حول الجريمة!! فهذه الممارسات الغريبة ليس تضليل للشعب وتغييب للعدالة فحسب بل في جانبها الاخر أهانة للحقيقة.
(السلام حجة الضعفاء لانهم بدون قرون )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat