صفحة الكاتب : حسن الجوادي

قراءة تحليلية في سياقات الخطبة الاولى
حسن الجوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعرض خطيب الجمعة الشيخ عبد المهدي الكربلائي لبيان حركة الاصلاح التي مثلها الانبياء والائمة والعلماء والتي كانت تعتبر النقطة الهامة في حركتهم ، والغرض من استعادتها ربط الحاضر بالماضي من أجل بيان موقفنا وحالنا تجاه المصلح ، وان حركة الاصلاح لأهميتها لابد وان تبقى مستمرة دون ان تكون مرهونة بعهد الانبياء ، وان جوبهت بالفساد فان ذلك من الطبيعي ان يظهر اذ لا يتوقف الفساد الى يوم القيامة ، وفي طي ذلك ذكر النقاط التالية: 1ـ البرنامج الاصلاحي المتمثل بالمنهاج المتكامل للحياة. 2ـ التركيز على أهلية قادة الاصلاح وتوفر الشروط الحقيقية فيهم ، كتطبيق المنهج الاصلاحي على انفسهم وحسن سلوكهم العملي والاخلاقي ، وتوفر عنصر القيادة فيهم، وعدم التصديق بكل من يطرح نفسه مصلحاً ، وقد شخص من هم قادة الاصلاح على مسار التاريخ وحصر ذلك بالأنبياء والائمة والعلماء المصلحين الذين جُعلوا حججاً في الارض. بهذه النقطة يركز على المواطن ان لا ينخدع بمن ينصب نفسه مصلحاً في مثل هذه الظروف العصيبة ، ولربما يأتيه بعنوان ديني او انقاذي او وطني او تحت اي يافطة يرى أنها تخدع المواطن وترفعه ، فالمواطن مكلف باتباع ارشادات المصلح الحقيقي دون النظر الى المصلح المزيف او المصلح الوهمي ، وهذه النقطة في غاية الاهمية ، لأنها منطلق تشكل قناعات الناس جميعاً بالقادة والمصلحين ، فالكثير من الشخصيات السياسية وغيرها تسعى لان تتسلق منصب المصلح الرفيع من اجل المكسب الذاتي لا غير وان أتى بعناوين كثيرة! 3ـ اهمية استجابة الناس لقادة الاصلاح ، وشدد على أهمية هذا الركن الاساس ومدى استجابتهم للمنهاج الذي يضعه قائد الاصلاح ، وقد قسم السلبيين في استجابتهم وتفاعلهم مع البرنامج الاصلاحي على ثلاثة اقسام: أـ الطبقة المتنفذة في المجتمع كالموقع السياسي او الاقتصادي ، وهي الاكثر تمرداً ورفضاً للحركة الاصلاحية بسبب استكبارها وخشيتها على مصالحها الشخصية ، وهي الطبقة الاكثر خطراً وضرراً ، واتهامهم لقادة الاصلاح بشتى التهم من اجل ابعاد الناس عنه ، وهؤلاء يتلونون مع كل زمان ومكان. ب ـ الطبقة غير الواعية ، وهم الذي ينساقون خلف كل ناعق ووقوعهم في مصيدة الاعلام المضلل لعدم نضجهم وقلة وعيهم. ج ـ الطبقة التي تتحكم بها الاهواء والامزجة الشخصية ، والتي تكون أسيرة النزعات القومية او العشائرية او تلك التي تكون أسيرة لفكرها الماضي. ان التقسيم اعلاه هو قراءة دقيقة للمجتمع الانساني بصورة عامة ، ولا شك أن المقصود به هنا تركيبة المجتمع العراقي ، وقد اثبت الواقع صدق هذا التقسيم فهنالك الطبقة المتنفذة وهنالك الطبقة الفوضوية وهنالك الطبقة المتعصبة ، وبين هؤلاء عدد من الناس الذي يحملون الوعي لكن نسبتهم ليست كبيرة جداً ، فمن المأمول جداً ان يراجع كل صنف من هذه الاصناف الثلاثة حاله ويرى أثره وموقعه في الخراب وكمية الفساد الحاصلة منذ تسنم الساسة مناصبهم ، وفي هذه السطور دعوة لمن يطالب المصلح والعالم بالإصلاح وهو قابع في هيمنة التعصب للحزب او لفكرته التي تتعارض مع البنود الاصلاحية. ثم تعرض فيما بعد الى بيان دور المرجعية الدينية العليا في الحركة الاصلاحية عبر تاريخها الطويل ، ومدى حرصها على البلاد والعباد ولم تترك مراقبة وملاحقة العملية السياسية ، فنصحت وارشدت بلغة حكيمة ولم تترك الناس الا واظهرت ما يحتاج الناس اليه. ان حديث خطيب الجمعة عن تاريخ المرجعية العليا ومواقفها تجاه القضية العراقية وشأن الحكومة وموضوعة ادارة الدولة وتخليص البلد من الانقسامات الطائفية وغيرها يمهد لأمر في غاية الاهمية كما يدفع بذلك قول من يريد ان يزج المرجعية في المعتركات السياسية والمحاربات الشخصية الضيقة ، وان الناس عليها ان تعي دور المرجع الديني وتفهمه بوضوح وان لا تزجه في كل صغيرة وكبيرة ، فهو يفهم ما يريد ان يطرحه دون ان تملي عليه اي جهة. ان المشروع الاصلاحي الذي تريده المرجعية الدينية العليا للشعب كضمان للعيش الكريم في ظل دولة كريم محترمة لابد وان يُساند من قبل الجميع ، وتلك دعوة للناس لطاعة المصلح الحقيقي والوقوف مع برنامجه الاصلاحي ، دون النوم عنه او الخروج عنه الى الاطماع الشخصية ونسيان المصلحة العامة ، وان هذا البرنامج واضح كالشمس بلا تعقيد او ارباك ، وقد طرحته منذ اللحظة الاولى التي تصدت بها للشأن العراقي ، ولعل اوضح مفاصله وركائزه عدم مساندة الفاشل مهما كانت اهميته وعدم الانصياع لكلمات الساسة الذين فشلوا وضيعوا العباد والبلاد. ان ردود الافعال تجاه الخطب التي تصدر عن المرجعية الدينية العليا لا تقع على جهة واحدة بل تقسم حسب الصادر الجهات والذوات الصادرة عنها ، تارة تصدر عن متأمل لشيء جديد يحسب ان تقلب الاوضاع لقطة وتصريح ، وتارة تصدر عن فئة حزبية تدين بالولاء لجهات تتقاطع في رؤيتها السياسية مع المرجعية الدينية ، واخرى تصدر عن جهة ترى لنفسها الشرعية في البقاء بالحكم وتصور للناس أنها الحامي للدستور والبلد وتاريخهم يكشف عن خطأ ما يزعمون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الجوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/05



كتابة تعليق لموضوع : قراءة تحليلية في سياقات الخطبة الاولى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net