صفحة الكاتب : عادل الموسوي

تظاهراتنا لم تنطلق بعد ..
عادل الموسوي

  كثيرة هي الاحتجاجات ومتنوعة هي الاساليب ومختلفة هي الاهداف والنوايا، لكن الاعتبار والنماء هو للمنطلق الصادق والصحيح والعبرة بقوة التأثير والنتائج الطيبة للنية السليمة .

  بحسب استقرائي -غير التام- وبأستثناء التظاهرات ضد قانون الدولة الانتقالي فإن الدعوة المباشرة والمهمة للمرجعية الى الاحتجاجات كانت عبر الخطبة التي سبقت الانتخابات النيابية الاخيرة : " ويبقى الامل قائماً بإمكانية تصحيح مسار الحكم وإصلاح مؤسسات الدولة من خلال تضافر جهود الغيارى من ابناء هذا البلد واستخدام سائر الاساليب القانونية المتاحة لذلك " وكذلك بالتوجيهات المباشرة للحكومة وتحذيرها من التنصل عن تعهداتها : " فلا يبقى امام الشعب الا تطوير اساليبه الاحتجاجية السلمية لفرض ارادته على المسؤولين مدعوما من كل القوى الخيرة في البلد "
  والظاهر ان ذلك لم يكن متاحاً او مناسباً ابان الحرب مع مايسمى ب "داعش"، لانه قد يعد من وسائل اضعاف الحكومة وزعزعة الامن في البلد .
   ان انطلاق احتجاجات البصرة وما تلتها من تظاهرات في محافظات اخرى لم يكن استجابة او له علاقة بتوجيهات المرجعية الدينية ولا قريبا من الموضوع الذي اشارت اليه، بل ان الاحتجاجات انطلقت قبل توجيهاتها وكانت المطالب خاصة بالخدمات والكهرباء والتعيينات، اما موقف المرجعية من تلك التظاهرات فكان مؤيدا ومتضامناً مع المطالب المشروعة مع التحذير من غير المنضبطين والمندسين .
   كما ان التظاهرات المؤيدة للمرجعية الدينية التي انطلقت في البصرة وبغداد وبعض المحافظات كانت تظاهرات ولائية تعبر عن السمع والطاعة للمرجعية الدينية بما وجهت به ورسمته من خارطة، فهي لم تكن احتجاجية بل تأييدية لمضمون احتجاجي لَمّا يأتي موضوعه بعد .
  لكن يبقى للتظاهرات الحالية المختلفة المنطلقات -المطالبة بالخدمات والمؤيدة للمرجعية- تأثيرا قويا وبعدا مهما لما يأتي من مشاهد .
  اذن متى من المفترض ان تنطلق الاحتجاجات المطلوبة ؟
  لو اعدنا قراءة توجيهات المرجعية وتحذيراتها في الخطبة الخاصة ببرنامج الاصلاح وتصحيح مسار الحكم  وانعمنا النظر فيها جيدا سنجد : 
اولا: بالنسبة للمطلب الخاص في ان يكون قانون الانتخابات عادلا وان لايلتف على اصوات الناخبين وان تكون المفوضية العليا للانتخابات مستقلة كما قرره الدستور، سترى ان هذين المطلبين وان كانا بمرتبة الاولوية من حيث الاهمية والعلية، الا انهما بمرتبة ادنى من حيث الاولوية الزمانية، لانهما يخصان الانتخابات النيابية المقبلة، وان كان لاينبغي تأخير المطالبة بهما لذلك التاريخ الا ان الوقت الحالي لايفترض لهما الاولوية .
ثانيا : بالنسبة للمطلب الخاص بالحكومة الحالية من تحقيق ما يمكن تحقيقه من مطالب فهو منسجم مع الاحتجاجات الحالية والمستمرة، اما الاستجابة لتلك المطالب فقد كانت للحكومة المنتهية ولايتها بعض وعود واجراءات ترقيعية لم تتناسب مع تلك المطالب المتواضعة، وفي كل الاحوال ستتحول هذه المطالب الى الحكومة الجديدة .
ثالثا : اما بالنسبة لمواصفات الحكومة الجديدة وشروط تشكيلها وتعهدها بالعمل وفق البرنامج الذي وجهت به المرجعية الدينية فهما المحوران الاساسيان في ما هو المطلوب او المفترض ان يكون مقتضى لانطلاق الاحتجاجات إذا لم يتم تحقيقهما :
أ- المواصفات والشروط اللازم توفرها في الحكومة الجديدة :
   - رئيس وزراء قوي وحازم وشجاع .
   - كفاءات فاعلة ونزيهة ذات اختصاص وغير متهمة بالفساد . 
   - التعهد بالعمل وفق البرنامج الذي وجهت به المرجعية الدينية .
ب - البرنامج اللازم تنفيذه من قبل تلك الحكومة : 
- " تبني مقترحات لمشاريع قوانين ترفع الى مجلس النواب تتضمن الغاء او تعديل القوانين النافذة التي تمنح حقوق ومزايا لفئات معينة ..."
  - " تقديم مشاريع قوانين الى مجلس النواب لغرض سد الثغرات القانونية التي تستغل من قبل الفاسدين لتحقيق اغراضهم .."
  - " تطبيق ضوابط صارمة في اختيار الوزراء وسائر التعينات الحكومية ولاسيما في المناصب العليا والدرجات الخاصة .."
  - " الايعاز الى ديوان الرقابة المالية الى ضرورة انهاء التدقيق في الحسابات الختامية للميزانيات العامة للسنوات الماضية .."
  مضافاً لذلك ان يشن رئيس مجلس الوزراء حربا لا هوادة فيها ضد الفساد والفاسدين .
إذن المحور الاول والقريب المقتضي لانطلاق الاحتحاجات هو : 
عدم توفر المواصفات والشروط المطلوبة في الحكومة الجديدة .
اما المحور الثاني المقتضي للاحتجاجات فهو متأخر عن تشكيل الحكومة لانه يستلزم تحقق موضوعه اولا وهو تخلف الشرط بتنصل الحكومة عما تتعهد به ولابد ان يكون لحساب ذلك سقفا زمنيا محددا سلفا، وبطبيعة الحال لايمكن ان يستوعب عمر الحكومة .
  اذن فالمحور الثاني مؤجل نسبيا الى مابعد تشكيل الحكومة اما المحور الاول فموضوعه هو المرتقب حالياً .
الخلاصة : 
 - ان الاحتجاجات العامة التي تخص المطالبات بالخدمات
والكهرباء والتعينات مطلوبة لزيادة الضغط لتحقيق المطلب الابتدائي من عمل الحكومة الحالية لتحقيق ما يمكن تحقيقه من مطالب مشروعة، وكذلك التظاهرات المؤيدة للمرجعية الدينية لانها عين المطالبة بما وجهت به المرجعية .
 - المطالبة بتعديل قانون الانتخابات وتغيير المفوضية يكون بعد تحقيق المطالبات ذات الاولوية الزمانية .
 - المطالبة بتنفيذ تعهد الحكومة بالبرنامج الذي وجهت به المرجعية الدينية يكون بعد تشكيل الحكومة وبعد نهاية السقف الزمني الموضوع للشروع بتنفيذ البرنامج .
 - متابعة ومراقبة تشكيل الحكومة الجديدة والنظر بتوفر الشروط والمواصفات المطلوبة .

ما هو المنتظر ؟
   ننتظر جلسة البرلمان الاولى وتحديد الكتلة الاكبر والتكليف بتشكيل الحكومة .

 ماهو المطلوب ؟
متابعة ومراقبة توفر الشروط والمواصفات المطلوبة في الحكومة الجديدة ومطابقتها مع توجيهات المرجعية الدينية .

  ماهي النتائج ؟
- ان توفرت الشروط والمواصفات في الحكومة الجديدة فبها ونعمت وهو خلاف المتوقع .
- ان لم تتوفر تلك الشروط والمواصفات فهو المقتضي لانطلاق الاحتجاجات وتطوير اساليبها لتحقيق المطلوب والمفترض ان يكون قبل مصادقة مجلس النواب على تشكيلة الحكومة الجديدة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/11



كتابة تعليق لموضوع : تظاهراتنا لم تنطلق بعد ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net