دروس من حياة الامام الجواد عليه السلام
السيد جواد الصافي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اهم الدروس التي يمكن الاعتبار بها من مدرسة الامام محمد الجواد عليه السلام - درس العلم والجهل - وقد بان وظهر في ثلاثة مواقف :
الموقف الاول:  ثبوت الصفة .
واعني صفة العلم فلايخفى ان الامام الجواد عليه السلام ورغم انه كان صغير السن وقت تنصيبه (سبع سنين) الا انه اثبت وامام الملأ (الاشياع والاتباع) انه كان عالما غزير العلم ولولا انه كان عالما لما كان اماما ولما صحت له الفتيا للناس والموقف الذي حصل عند سؤال بعض الشيعة لعمه (عبد الله بن موسى )واجابته الخاطئة لهم حتى تدارك الامر بنفسه ليأتي بالحجة الدامغة لأثبات امامته خصوصا اذا علمنا ان الجمع من الاصحاب والاشياع الذين قدموا لاستيضاح الامر كان منهم العلماء الذين لهم القدرة على تمييز العالم من الجاهل (اهل الخبرة والدراية ) ويتضح ذلك عندما اغتموا وحزنوا لما سمعوا اجوبة عمه (الخاطئة) بما يعني انهم كانوا اهل خبرة ودراية .
الموقف الثاني : تصدي الجاهل .
ان الامام الجواد عليه السلام ورغم الاشارة اليه من ابيه الامام الرضا عليه السلام بأن الامر له من بعده ومع وجود اهل العلم من الاتباع والاشياع وكما ذكر اعلاه ومع ذلك كله انه تعرض الى محاولة اغتيال المنصب الالهي ومصادرته ومن دون وجه حق والقفز على الصفات والمواصفات وتحقق الشروط سوى نقطة واحدة وهي (الادعاء ) ومع ان البلوى عظيمة والحرج كبير والموقف كان خطيرا ويعرض الامة الى خطر الانحراف عن المسير الذي اختطه الائمة امام بعد امام .. اقول ومع ذلك الا ان العلم وحده كان الفيصل في اعادة توجيه البوصلة الى جهتها الصحيحة وعصمة المسار من الانحراف وتبين ذلك من خلال تصحيح الاجوبة وتوجيه اللوم للعم والعتاب - كيف التصدي من دون علم ؟
اذن يظهر لنا المناط واعني مناط العلم ليقف مانعا عن تصدي (الجاهل ) ومن ليس للعلم بأهل !
الموقف الثالث: تسقيط الحاسدين والاعداء.
مع تجاوز تلك العقبات والصعوبات في اثبات الاعلمية وازاحة الجاهل ومنعه من التصدي لأمور الامة وقيادتها نحو الطريق الصحيح ووأد فتنة المقامرة بمصيرها لنزوة طمع وشهوة حب الدنيا تعرض الامام عليه السلام لعقبة اخرى وهي محاولة التسقيط من قبل اعداء الدين واتباع الحكام الفاسدين والوسيلة كانت وعاظ السلاطين والمتنافسين على فتات موائد الظالمين وتجسد ذلك بمحاولة حكام بني العباس احراج الامام في موقف علمي اخر عندما استدعاه الحاكم الحاقد لينال منه وتعريضه لاسئلة ربما تكون معقدة في نظرهم لاتتناسب مع عمر الامام الصغير وتصدى لذلك قاضي القضاة يحيى بن اكثم فوجه له متبجحا في جمع من الحضور سؤالا حول (صيد المحرم ) فجاءه الرد صاعقا فيمسك الامام بدكة السؤال وهو يعدد بتفريعات المسألة فيصمت السائل وسط ذهول الحاكم والحضور (واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) الانفال. ثم يتوجه الامام بتوجيه سؤال الى يحيى بن اكثم في مورد اخر يختص بعمله كقاضي خصوصا في الزواج والطلاق ليظهر عجزه امام الناس ويأخذ منه الاعتراف بالجهل وهو موقف لايختلف او مشابه لحد ما لموقف موسى وفرعون والسحرة .. ومع ذلك فقد اقر السحرة بصدق رسالة موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - وقد اقر يحيى بن اكثم بعلمية واعلمية الامام الجواد عليه السلام .. ويبقى تساؤل وسؤال متى يؤمن سحرة هذا الزمان  ومتى يقر من يدعى العلم ومن تصدى للامور وهو ليس باهل وينصف غيره ويعترف بجهله .. ومتى تعلم الأمة واتباع الائمة واشياعهم حقيقة العلم واثار الجهل ومتى تتوصل لتوفيق التمييز بين العالم والجاهل ؟
مواقف ثلاثة من مدرسة الامام الجواد عليه السلام ماأحوج الامة اليها والى مثلها.. والسلام على الجواد يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا  .. وعظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد جواد الصافي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/13



كتابة تعليق لموضوع : دروس من حياة الامام الجواد عليه السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net