صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

الماء للسمك وليس لاهل البصرة " البدعة " انموذجا
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا نظيف جديدا اذا قلنا ان الكثير من قرارات الحكومة تبقى حبرا على ورق وانتهاكها عمدا من دون خوف من تبعات الردع القانوني وتطبيقاته القسرية من قبل الاجهزة المكلفة بذلك وفي جميع المجالات والامثلة على كثرتها يصعب حصرها ،والبعض من هذه الفوضى يشكل خطرا على الحكومة والشعب في ان واحد .

بعد ساعات على صدور قرار من مجلس الوزراء بازالة التجاوزات على قناة

"البدعة " التي تنقل المياه الى البصرة لانها احد اسباب الشحة والمشكلة والازمة في المحافظة وقيام القوات العسكرية بواجبها بدلا من الشرطة المعنية بهذا الامر ، واعتبرت الاوساط الشعبية ان القرار في محله واثار الارتياح ولو انه جاء متاخرا ولكن هذا الارتياح لم يدم طويلا فما ان ذهبت القوة العسكرية على بعد مئات الامتار حتى عاد المتجاوزون الى اعادة احواض السمك والمزارع الى ما كانت عليه في تحد واضح وعدم احترام للسلطة او تواطؤ مع بعض منها ، وليستمر عامل من عوامل التوتر الاجتماعي في البصرة الذين اوصلوا الحكومة الى اتخاذ هذا القرار تحت ضغط احتجاجاتهم ودماء ابنائهم في هبتهم للتخفيف من سياسة التعطيش ضد اهل البصرة .

لمااذا لا يخشى الذين يعتدون على حق البصريين في المياه عواقب انتهاكهم للقانون وارتكاباتهم ؟

الواقع ان اصحاب الحقول الزراعية واحواض السمك هم من ذوي النفوذ والجاه والقطط السمان وكبار المسؤولين في الدولة الاتحادية والادارت المحلية القادرين على عرقلة صدور القوانين والقرارات والاجراء ت وكبح تنفيذها وخرقها بكلمة هم فوق القانون ويتصرفون على هواهم ، في صورة واضحة على تزاوج الراسمال مع السلطة ، بل ان نظام الحكم يمثلها .لذلك نرى اي قرار يضر بمصالح هؤلاء حتى لو كانت مغتصبة لن يكتب له النجاح والمرور .

المشكلة عموما تتجسد في ضعف الحكومة وفقدانها لهيبتها وعدم تمثيلها لشعبنا كله ،فاي قرار تتخذه واي محاولة للتطبيق سيكون على ناس وناس ،وهذه مسالة طبيعية في نظم المحاصصة الطائفية والاثنية ودولة " الكانتونات " واستفحال العشائرية والانقسامات الاجتماعية الحادة والهيمنة المليشياوية ، واحزاب التطرف ...، فالنخب المتمكنة من البلاد لا يسري عليها كل ما يتم اقراره من تنظيمات ادارية وقانونية واذا ما طبق فانه يكون على استحياء وايجاد الثغرات للنفاذ منها ، فيما تكون الصرامة والمبالغة والمزايدة في التعامل مع المحكومين .

المتجاوز اي كان وفي اي مكان ومجال .. اولا لا يخشى تطبيق القانون فهو يعرقله اذا استند واحتمى بمن هم فوقه وثانيا اذا ورق وعرف كيف يدهن "السربس " وثالثا حتى اذا اضطر لدفع غرامة معينة فهي تافهة " وتفاليس" كما يقال لا تتناسب مع المنفعة التي يجنيها من التجاوز، وهو سعى اليها ما دامت توفر الغطاء في استغلال ما ليس من حقه .

الحكومة تحتاج الى وسائل وادوات تنفيذية صارمة وجادة ونزيهة ورقابة على المراقب والمنفذ وتحميله المسؤولية وتبعاتها التي تجعله يتقن عمله .. كما ان المطلوب من مجلس النواب خطوات جدية لاعادة النظر في القوانين والعقوبات التي اصبحت بالية منذ سنوات طوال ،تحديثها وتشديدها بما يتلائم مع الزمن الراهن وحجم الفوضى والانتهاكات القانونية التي نشهدها لتكون رادعا وضابطا لحماية ايقاع الحياة للمواطنين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/21



كتابة تعليق لموضوع : الماء للسمك وليس لاهل البصرة " البدعة " انموذجا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net