تأملات رجبية -٥- الأخيرة
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انتهينا في الحلقات الأربع السابقة عمَّا يتعلق بهذا الدعاء المبارك، ونتحدث في هذه الحلقة الأخيرة عن دعوتين عظيمتين من الدعوات الأربع التي يطلبها العبد من الله تعالى.
-١-
((وَلَا تَجْعَلْنِي مِنَ الْغَافِلِينَ الْمُبْعَدِينَ))
إنَّ الوصول إلى التكامل الإيماني في طريق الهداية والصلاح يحتاج إلى اجتهاد ومجاهدة كبيرة كما تقدم في بيان الدعوة الثانية (اجتهاد المجتهدين) وعلى الإنسان أنْ يستحضر القربة إلى الله تعالى في جميع أعماله، مخلصًا له في ذلك، مراقبًا لنفسه ومحاسبًا لها دائمًا؛ حتى يكون في عناية المولى كما وعد عباده بقوله (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)، فالإنسان عليه أنْ يُحسن هذا الذكر والوجود بين يدي الله تعالى؛ لتكون آثاره العظيمة حاضرة في سلوكه مع الآخرين.
فهذه الفقرة تؤكد أهمية التسديد الإلهي لعبده بأنْ يكون ذاكرًا لحقيقة العبودية والطاعة والشكر لله وعدم الغفلة عن كل ذلك؛ لأنَّ اليقظة تؤدي إلى الطاعة والقرب من الله تعالى، والغفلة تؤدي إلى المعصية والابتعاد عن الله تعالى.
-٢-
((وَاغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ))
إنَّ هذه الدعوة تؤكد على عظمة أمرين مهمين وهما التوبة واستذكار يوم القيامة، فالتوبة من أعظم أبواب الرحمة الإلهية التي فتحها الله عز وجل لعباده، حيث العودة إليه بعد البُعد عنه بمعصية معينة، وفي ذلك رسالة تذكير بضرورة مراجعة النفس ومحاسبتها، والتأمل في هذه الرحمة الإلهية.
والاستعداد لذلك اليوم العظيم حيث هو يوم الحساب، والنشر، والوقوف بين يدي الله، وما أعظمه من يوم (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ * تَرْهَقُها قَتَرَةٌ)، فعلينا العمل الجاد لنكون من تلك الوجوه المسفرة بالإيمان والعمل الصالح ومراقبة النفس، والفائزين برضوانه تعالى.
اللهم نبِّهنا من كل غفلة والابتعاد عن ساحة رحمتك وفيض رضوانك في الدنياوالآخرة، واجعلنا أهلًا لهذه الدعوات المباركة..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat