صفحة الكاتب : رسول مهدي الحلو

الوطن قبل غيره..
رسول مهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم تتح لنا الأقدار في هذا البلد الفرصة الحقيقة لإن نعيش في ظل دولة قادرة على إن تؤدي مسؤوليتها وفق ما يفترض من توفير جميع مستلزمات الحياة لأبناء شعبها ربما تمكنت من توفير بعض الجوانب إلا أنها لم تبلغ الغاية في جميعها بل كان هناك تباين وأختلاف بين جانب وآخر،

فكل الأنظمة التي حكمت العراق منذ قيام المملكة العراقية في سنة (١٩٢٠ ) وحتى هذه الفترة لم تلب كل مطالب الشعب وكانت كثيرا ما رافقها التعثر والتردد والنكوص...

ربما هناك من يجد بعض الأعذار للفترة الملكية اذ أنها كانت مقيدة قهرا بالسياسة البريطانية.

ولايمكننا إنكار بعض التحسن الذي طرأ على حياة الشعب في العهد الجمهوري بعد إن جاء به أنقلاب عبد الكريم قاسم، بالرغم من أنه فتح الباب لسابقة دموية خطيرة وهي تغير الحكم بطرق بعيدة عن الديمقراطية والتداول السلمي من ثم تعرض العراق للحركات الإنقلابية التي توالت عليه للفترة (١٩٥٨- ٢٠٠٣)،

وبعد هذا التأريخ الطويل من عدم الأستقرار السياسي والذي جر إلى عدم الأستقرار في كافة ميادين الحياة تقريباً، كانت النتيجة أن العراق لم يحظ بما حظى به أقرانه من دول الجوار سواءً العربية منها أو غير العربية بالتنمية الإقتصادية والتقدم وبناء المؤسسات والبنى التحتية وتحسّن المستوى المعيشي من خلال زيادة الدخل القومي والفردي... الخ.

ومما يزيد في الألم والأسف أن كل مقومات النهضة والتمنية التي شهدتها البلدان المجاورة كانت لدى العراق أضعافها بل تمّيز العراق عنها بكثرة وتنوع موارده الإقتصادية والبشرية فإلى جانب النفط والمعادن الأخرى، كانت الزراعة، والسياحة الأثرية والدينية، فأرض السواد وبلاد النهرين من الأسماء التأريخية التي تدل على ثراء هذا البلد، كل هذه الإمكانيات والكثير من ابناء الشعب العراقي يصنّف مستواه المعيشي تحت سقف الفقر،

إن المتمعن للفترة الطويلة منذ إن قامت الدولة العراقية وحتى الوقت الحاضر مع كل هذه الموارد الإقتصادية والبشرية والطاقات الأخرى، لابد له من تشخيص الأسباب التي أدت إلى عدم ارتقاء العراق على الأقل إلى مصاف دول الجوار إن لم يكن مصاف الدول العظمى،

إن من بين أبرز الأسباب وأهمها حسب مانراه يكمن في طبيعة الأنظمة السياسية المرتدة إلى أيدلوجياتها السياسية أو الدينية أو المذهبية أو القومية أوالعشائرية،

إن الصورة الحقيقة لواقع العراق السياسي يمكن أختزاله بدون أي مؤثرات بالواقع السياسي الذي نعيشه اليوم الشبيه إلى حد ما بالفترة الملكية من ناحية التقاطع والتداخل السياسي والديني والقومي والعشائري، فلم يتمكن كل هذا التأريخ الطويل من صهر تطلعات العراقيين في بوتقة واحدة لتكون تطلعاتهم وطنية خالصة بل مازلت ومنذ ذلك الأمد محاولات الاستئثار بالسلطة والمال دأب كل جماعة أو حزب أو تيار أو مسميات أخرى،

إن بعض المشاهد التي تعكس رؤية أخرى قد لاتتطابق مع أفتراضنا هي ليست وفق الحالة الطبيعة وإنما كانت ضمن جانب أستثنائي وتحت مؤثر خارج القناعات الحقيقة.

إن العلاج الوحيد الذي يمكننا من السير بثقة تامة في الطريق الصحيح المؤدي إلى التقدم والازدهار والرفاهية وكل المصطلحات الموافقة لها هو أيماننا بالوطن قبل غيره وأنتمائنا الى الوطن قبل غيره.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسول مهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/30



كتابة تعليق لموضوع : الوطن قبل غيره..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net