صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

حتى في افراحهم... العراقيون يحزنون!
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فقط في العراق.... لكل كاتب ومغامر ومسافر وزائر ومهاجر ... مليون موضوع للتجربة والكتابة وكلها تقوده مع الاسى والاسف...إلى آلمية غريبة التكوين الهندسي!
كتبت الأقدار على هذا البلد أن يكون حزينا في كل شيْ....فحتى في أفراحه يذرف الدموع ويسمونها لغويا دموع الفرح....والحال إن المآقي نفسها لاتنهض من مخازنها الدموع إلا بالحزن!
أنطوت في ذاتي نهضة الكتابة لسبب بيسط ان الكتابة صرخة... ولكن مانفع الصراخ إذا الجميع يصرخ؟؟؟؟؟
ولا جواب للصراخ ولاتهدئة ولاامل في صمت الديسيبل؟
من حقي ان احزن كعراقي على نكبة العبارة الموصلية ففي كل قطرة ماء من النهر الذي ابتلع الضحايا الابرياء....في كل قطرة قصة! وغصّة وعٌبرة وعِبرة
حتى يوم الخلود....
حتى الاصابع منذ يوم امس جافت القلم وتسطيره... والكي بورد حزين...معي والكمبيوتر ينتحب...فكيف اكتب لكم ولايوجد قلب للالم؟ فقد اقتطع الالم كل قلوب العراقيين...وبدون سكين غارزة تنبش الاحشاء...
هل نتألم لمشاهد الاطفال وهم يفتحون الفاه صرعى!!! وكان جذلهم وملابسهم في يوم النوروز لوحده إلم وإلم وإلم كاللقاح الثلاثي!
ام نتألم لفطر قلوب الامهات حين تحيل البهجة المصطنعة......فرحهن الغامر الى شهقات وآنات ونواح ونحيب شجي لاتفهمه حتى نوتات الموسيقى!
الموصل لازالت تئن منذ غزو الدواعش....وكانت الحياة رويدا رويدا تزحف لهم ببهجة مصطنعة....عسى الذاكرة تنطفيء لتنسيهم موتاهم واحبتهم ومفقوديهم وبيوتهم المنكوبة وحياتهم التي لازالت تغلفها التعاسة من كل صوب...
وهكذا صار يوم النوروز يوم حداد عراقي عالميا!!
فهذه الفاجعة الاليمة سيسطرها التاريخ مع كل فواجع الوطن التاريخية منذ قتل علي بن ابي طالب ع في الكوفة وقتل سيد الشهداء الحسين الابي ع في ارض كربلاء...مستحيل على كل عراقي ان ينسى هذه الالمية الحزائنية حتى يغادر الحياة...
اكره التفاصيل... وأسباب الموت الموصلي فقط اعرف هناك فرح... واطفال ونساء نهضن مع الازواج الباقين على قيد رمق الحياة....في مشهد تمثيلي يرتدي آزياء للفرح....وإذا يتربص لهم الموت النهري الدجلوي....متنكرا بصيغة عبارة تتسع لكذا...ليخطف من كل عراقي وليس موصلي.... خلية بشرية منتزعة من البطين أو الاذين... موهوبة مجانا للحزن مع الموصلليين في النوروز!
أين السينما العالمية؟ هاهنا مخزن الالم والقصص التي تبحث عنها هوليوود
ليرى العالم كله....أن العراقي حتى فرحه حزن!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/23



كتابة تعليق لموضوع : حتى في افراحهم... العراقيون يحزنون!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net