صفحة الكاتب : زيد الحسن

الخبز لا ينفع خذ سيجارة !!!
زيد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في العام 1990 بعد ان فرضت الولايات المتحدة الامريكية الحصار على الشعب العراقي المسكين الواقع تحت بطش نظام البعث ، وضعت فكرة البطاقة التموينية لتسد جزء من سلة المواطن الغذائية ، وبالفعل كانت هذه الحصة الغذائية رغم رداءة المادتين الاساسيتين من الطحين والرز الا انها كانت سنداً للفقير واشبعت الكثير من الشعب العراقي ولم تكشف عن فقره ، وكانت تحتوي على عشر مواد رئيسية ويزيدها النظام ( دجاجة ) مكرمة القائد في كل عيد او مناسبة .
بعد سقوط نظام البعث وردت اشاعات كثيرة حول البطاقة التموينية تداولها الناس بفرح عارم حيث تقول تلك الاشاعات ان امريكا ستجعل مواد البطاقة التموينية اربعون مادة ، ومن ارقى المناشئ في العالم ، هنا توقفت احلام الفقراء و اتجهت الاعين حول تلك البطاقة وكيف انها ستكون البساط السحري الذي سينقل الفقراء من عالم العدم الى عالم الغنى والعيش الكريم .
علي بابا والاربعون حرامي استلموا مقاليد الحكم من بول بريمر ، واول ما عملوه هو تحجيم تلك البطاقة وكأنها همهم الاول وعدوهم اللدود ، احد الساسة المرموقين اراد استبدالها بمبلغ ثلاثة الاف دينار مع صراخ و خطاب انيق يقول فيه ؛ ان البطاقة التموينية مظهر غير حضاري و دلالة على الفقر وان الشعب العراقي غني لا فقر فيه ، ويأتي من بعده سياسي اخر متنفذ ليجعل البطاقة تحتوي على ثلاث مواد ومن اردئ المناشئ في العالم ، و عذره ان ميزانية الدولة قد انهكتها هذه البطاقة التي لا حاجة لها بدليل ان الشعب العراقي لم يعترض يوما على تقليصها من عشر مواد الى ثلاثة مواد متقطعة .
اي مواطن عراقي لو اراد ترويج معاملة فعليه تقديم مستمسكاته الاربعة ومن بينها ( البطاقة التموينية ) وان كان لا يمتلك تلك البطاقة المصون لا تروج له معاملة مهما كانت الاسباب ، فهي مستمسك رسمي يوازي هوية الاحوال المدنية ويثبت عراقية حاملها ، لكن الغريب في الامر ان بعض الساسة لديه حقد على تلك البطاقة بصورة عجيبة والاسباب مضحكة لانها تذكرهم بمن انشئها وهذه هي عقدة النقص التي لدى بعض الساسة .
اخر الحيل التي اصدرتها وزارة التجارة هي ارغام الشعب العراقي على شراء سجاير ( سومر ) ضمن الحصة التموينية و بواقع ثلاثة الاف دينار لكل عشر علب ، والشراء اجباري والا سوف تقطع عن الممتنع حصته التموينية ، وربما سيكون الممتنع عن شراء السجاير خائن و عميل ولا يعشق المنتوج الوطني ولا ينتسب الى ارض سومر .
الخبز لا ينفع لنا قوت ، هكذا يريد الساسة ان يتعلم الشعب العراقي ، وربما هم يعلمون حجم القهر والهم لهذا يجبرون الناس و يشجعونهم على التدخين ، وفي العام القادم سيكون مع البطاقة علبة كرستال من النوع الفاخر ، ( سجاير قوم عند قوم فوائدُ )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/21



كتابة تعليق لموضوع : الخبز لا ينفع خذ سيجارة !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net