صفحة الكاتب : حامد الصفار

الاحتجاجات الشعبية مـدخل للإصـلاحات الـسـيـاسـيـة
حامد الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد تعد من أخطر الأزمات التي مرت بها البلاد منذ إسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي إلى يومنا هذا، فهي تتجه بأحد اتجاهين إما الذهاب للبلد نحو التغيير السياسي والتشريعي الكبير، وإما أن تتجه نحو الاحتراب والاقتتال نتيجة للتسويف في تلبية المطالب المشروعة للمحتجين على سوء الأوضاع المعيشية المطالبين بإصلاحات حقيقية.

لن أخوض في سيناريو الذهاب بالبلد إلى هاوية الاحتراب وتخريب البلاد وقتل العباد الذي نأمل أن لا ننحدر إليه بوعي المتظاهرين ويقظة الأجهزة الحكومية، لكنني سأتناول الوجه الآخر المتمثل بنجاح الضغط الشعبي في التغيير السياسي والخروج بإصلاحات تخص السلطة التشريعية من تشريع قوانين انتخابات ومفوضيتها وتعديل للدستور، وأخرى تنفيذية ملقاة على عاتق الحكومة.

هناك الكثير مما يجب فعله في هذه المرحلة لكن ينبغي توخي الدقة في الخطوات التي يدفع المحتجون بها نحو السرعة وهو ما لا يخدمهم ولا يخدم البلد، فالتشريعات لا سيما تعديل الدستور يحتاج إلى وقت لكي تطبخ على نار هادئة تنضج خياراتهم تتمثل في الدخول في حوارات سياسية مكثفة بين ممثلي المكونات جميعها دون الاكتفاء بمكونات الشيعة والسنة والكرد، وكذا يتحتم أن تكون للمتظاهرين ممثليات أو ممثلون يقودون حركة الوعي الجماهيري ويدفعون باتجاه نقاشات حتى في ساحات التظاهرات للخروج برؤية عما يجب أن يتحقق من تعديلات دستورية وسن قوانين جديدة، إضافة إلى إصلاحات حقيقية فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية وإعادة قولبة مساراتها واستراتيجياتها، فمما يتحتم فعله في هذا المضمار السعي الحثيث لجعل الاستثمار الوجهة ذات الأولوية المباشرة للحكومة، لتنفيذ مشاريع عملاقة تنهض بالبلد وبناه التحتية وتضعه في سكة الوصول للتنمية والرفاه الاقتصادية ، فضلاُ عن فتح المصانع والمعامل التي تقضي على البطالة من جهة وتسهم في التخلص من ظاهرة الاقتصاد الريعي والاستهلاكي من جهة أخرى.

من المُهمِّ جداً في خضم كل هذه الخطوات الإصلاحية هو التفكير في إعداد قادة ذوي مؤهلات إدارية وفنية عالية من جهة وسمات في النزاهة وأخلاقيات المهنة من جهة أخرى لقيادة المرحلة المقبلة في حال نجح الحراك الشعبي في الإطاحة بالطبقة السياسية، وأظن أن الأكاديمية العراقية لمكافحة الفساد التابعة لهيئة النزاهة هي المكان المناسب لذلك، فهي مركز تدريبي من جهة وذات طابع رقابي من جهة أخرى، أي بإمكان الجهات المختصة أن تحاول تدريب أشخاص ليؤهلوا للقيادة وفي الوقت نفسه جعل أرضية سلوك وظيفي وثقافة نزاهة رصينة تضع هؤلاء الأشخاص في منزلة يستحقون بها تسنم المناصب العليا في الدولة؛ لأن أحد أهم مهام هيئة النزاهة المغفول عنها تنمية ثقافة في القطاعين العام والخاص تقدر الاستقامة والنزاهة الشخصية واحترام أخلاقيات الخدمة العامة واعتماد الشفافية والخضوع للمساءلة والاستجواب، عبر البرامج العامـة للتوعية والتثقيف والتدريب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/28


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : الاحتجاجات الشعبية مـدخل للإصـلاحات الـسـيـاسـيـة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net