صفحة الكاتب : د . مصطفى يوسف اللداوي

عامُ 2020 عامٌ جميلٌ بلا نتنياهو وترامب
د . مصطفى يوسف اللداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل يشهد العام 2020 القادم غياب الشيطانين الأكبرين، والمفسدين الأشرين، والمخلوقين الأسوأين، والعدوين الألدين، والمعتديين الشرهين، والقاتلين الظالمين، الدمويين الأشرسين، الأهوجين الأحمقين، الأبلهين العبيطين، الكاذبين الفاسدين، المتهمين المدانين، المكروهين المنبوذين، المتكبرين العنجهيين، العنصريين الوقحين، المرابيين الجشعين، الرأسماليين المتوحشين، الأهونين الأذلين، القزمين الأصغرين، عدوي الأمتين العربية والإسلامية، وخصمي الشعوب والأمم، الأمريكي دونالد ترامب والصهيوني بنيامين نتنياهو.

 

صنوان اجتمعا ومتشابهان التقيا، وباغيان بَغِّيَان على الحقد تربيا، وعلى الظلم تعاهدا، وفي القتل اشتركا، بغايا على الشعب الفلسطيني وحارباه، وائتلفا عليه وقاتلاه، سلباه الأرض وحرماه الوطن، واغتصبا منه الحقوق ودنسا له المقدسات، وانتزعا منه القدس وهوداها، ونازعاه على الأقصى فاقتحموه وعلى القيامة فسرقوها، وفي بقية الأرض طمعا، وعلى سيادة الآخرين اعتديا، وما زالا في غيهما سادرين، وفي دربهما ماضيين، لا يباليان بالدماء التي تسفك، ولا بالحقوق التي تنتهك، فقد عميت أبصارهما، وضلت عقولهما، وطُبع على قلبيهما، فأصبحا دابتين على الأرض يدوسان لا يعقلان ولا يميزان.

 

فهل تثبت في حقهما الشبهات ويدانان، ويساقان إلى القضاء ويحاكمان، ويسجنان ويحبسان، ويعذبان ويسامان، ويذوقان من كأس المر ويتجرعان من وعاء الهوان، وينفض من حولهما الخلان ويتخلى عنهما الإخوان، وينبذان وحدهما في العراء، ويكون مصيرهما الخلاء، فلا أرض تقلهما ولا سماء تظلهما، ولا صحبة تحف بهما، حتى يكونا للعالمين مثلاً وللخلق درساً، فيتعلم منهما غيرهما ويتعظ بخاتمهما سواهما.

 

لا يوجد في الكون من لا يكرهما ويدعو عليهما ويتمنى زوالهما، فقد طال ظلمهما البشر، ومس كيدهما بني الإنسان، وقرص نابهما كل الناس، وتجرع سمهما شعوب الأرض قاطبةً، وتأذى منهما الفقراء والأغنياء، والمرضى والأصحاء، وشكا منهما القريبون والبعيدون، والمسلمون والمسيحيون، ودعا عليهما المظلومون والمحرومون، وتمنى زوالهما الأصدقاء والمريدون والأحباء والموالون، إذ أحرجا الأصدقاء والمحبين، وأضرا بالحلفاء والمتعاونين، وعاقبا الكثيرين وحاصرا المواطنين، ولم يبقيا بسفههما حولهما أحد، ولم يسلم من شرهما من سلم لهما وآمن بهما، ولا من حاذر منهما وتجنب كيدهما.

 

إنه عامٌ جميلٌ بدونهما، وسنة سعيدةٌ بغيابهما، وحياةٌ هانئةٌ بعيدة عنهما، وفرحةٌ شاملةٌ من غيرهما، وسيكون الكون كله أجمل بإدانتهما وأسعد بسجنهما، وراضٍ بمعاقبتهما، وغير حزينٍ على مآلهما، فالعالم في ظلهما ساده الشره وعم فيه الفساد، وانتشر فيه الظلم وكثر فيه القتل، وطغت فيه مفاهيم الكراهية ومعتقدات العنصرية، فهما مثيرا الفتنة ومفجرا الحروب، وهما سيدا الخراب وسدنة الفساد، أبواقهما الشر، وألسنتهما اللهب، وسلاحهما البغي، ووسيلتهما العدوان.

 

يا الله عجِّل برحيلهما، وسرعِّ بخاتمتها، وأوردهما بأعمالهما موارد الهلاك، وأسكنهما دار البوار، وأذقهما العلقم من ذات الكأس، وخلص الأرض من ظلمهما، وطهر البلاد من رجسهما، وارفع عن الخلق سيفهما، وأمن البلاد برحيلهما، وبارك اللهم للخلق أجمعين زوالهما، فقد بغيا في الأرض كثيراً، وآذيا عبادك وناصرا أعداءك، وواليا شرار الخلق ومجرمي الحرب، وإنك سبحانك وأنت العلي القدير شاهدٌ عليهما، وعالم بظلمهما، وقادرٌ عليهما، فأرحنا منهما وأسعدنا بذهابهما، وأكرمنا صباح يومٍ بفقدهما، ولا تفجعنا ببقائهما، ولا تعذبنا بطول مقامهما، ألا سحقاً لكما أيها الشيطانان المريدان، ولعنة الله عليكما أيها الفاسدان المفسدان، وكل عامٍ والكون خالٍ منكما ومن أمثالكما.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مصطفى يوسف اللداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/09



كتابة تعليق لموضوع : عامُ 2020 عامٌ جميلٌ بلا نتنياهو وترامب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net