صفحة الكاتب : عقيل عبدالخال القيسي

النفاق السياسي
عقيل عبدالخال القيسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يُروى ان أحد الخلفاء كان في رحلة صيد فرمى بسهمه على احد الطيور فلم يُصبه فقال له وزيره المرافق : احسنت ياسيدي ، فالتفت اليه الخليفة غاضبا وقال : أتسخر منّي وتهزأ بي لأنني لم أُصب الطير ؟؟ فرد عليه الوزير بمكر ودهاء : ياسيدي الخليفة لقد أحسنت الى الطير بأنك لم تقتله ...

هذه الرواية حرّكت في داخلي موضوعا أزليا وظاهرة اجتماعية خطيرة ألا وهي ظاهرة النفاق ، فالمنافقون والأنتهازيون والمتملقون والمطبلون موجودون في كل زمان ومكان ، لكن اساليبهم تختلف من زمن لآخر .. واذا اردنا تسليط الضوء على معنى النفاق نقول ان النفاق ( كذب ، خداع ، غش ) وهو ان يُظهر المنافق شيئا وفي داخله شيء اخر ، وسُمي المنافق منافقا لأنه يجعل لنفسه اكثر من وجه ، ويُظهر احد تلك الوجوه حسب الموقف الذي تقتضيه مصلحته الشخصية حتى ولو كان ذلك على حساب سمعته وكرامته ( وماء وجهه ) .. ان طابور المنافقين الذي عادة ما يتنامى ويكثر تعداده في الظروف المضطربة وعندما تتصدع منظومة القيم والاخلاق في المجتمع وعندما تكون الساحة مهيأة لسماع المنافقين من كذب وتضليل وتدليس وتزييف و ( مسح الأكتاف ) ... وان من اخطر الوان النفاق واكثرها فتكا وتدميرا هو ( النفاق السياسي ) بكل اشكاله واساليبه ، وان سببه الثقافة الاجتماعية المتدنية فيستغل المنافقون هذا التدني من اجل تحقيق وتمرير مشاريعهم واهدافهم المريضة على حساب القيم والمباديء والاعراف .

ان ظاهرة النفاق السياسي اصبحت وللاسف الشديد ظاهرة مستشرية ، لذلك نرى طوابير المنافقين بمختلف الوانهم وطعمهم ورائحتهم ويتجلى ذلك في التملق وتبديل الوجوه والوقوف كثيرا على الابواب وتبديل الخطاب حسب الحاجة ... اقول ويعتصرني الألم : كم من المنافقين يعيشون بيننا ؟؟ وكم من سياسي منافق بيننا ويتحكم بمصير شعب كامل ومستقبل الاجيال القادمة ...... اننا جميعا جزء من المشكلة ( وماأبريء نفسي ) فكلنا نعرف السياسي المنافق لكننا لانمتلك الجرأة والشجاعة لمواجهته وتعريفه بحجمه الحقيقي وكذبه وزيفه ، هذا اولا وثانيا ان النفاق قديم قدم الدهر وان مسألة اجتثاثه ليست بالامر الهيّن والسهل لأنه مرض استشرى في كل زاوية وفي كل مرفق خاصة في ظل المغريات التي يسيل لها اللعاب .... ربما ستسال أخي القاريء الكريم وهذا من حقّك : ماهو الحل ؟؟ الحل يتطلب جهودا مضنية اولها اصلاح النظام السياسي والنهوض بالمثقفين والاكاديميين والاعلاميين من غير المنافقين وكل حسب موقعه وقوة تأثيره ... فالموضوع صعب وصعب جدا لكن ليس بالمستحيل .... السلام عليكم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل عبدالخال القيسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/15



كتابة تعليق لموضوع : النفاق السياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net