الأهدافُ العامّةُ الراهنةُ والاستشرافيّةُ في حَرَاكِ المرجعيّةِ الدينيّةِ الإصلاحي
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من المعلوم واقعاً أنّ عدمَ التربيّة المُستقيمة للفرد وسوءَ الأخلاق العمليّةِ وازدواجيّة الشخصيّة وتشتّت الهوى عند بعض الأفراد المُتصدّين للمسؤوليّة وغيرهم و بنسبةٍ عاليةٍ جدّاً أوصلنا إلى ما نحن عليه مِن تأخّرٍ و تردّي كبير في الخدمات وفسادٍ مًتجذّرٍ في النفوس والعقول والسلوك والإدارة والوظيفة ، بحيث منعَ غالبيّةَ الشعبِ حقوقَه في العيش الكريم والآمن والمُستقر .
- وبحكم هذا الإطار نفسه ينبغي بنا أن ندركَ ونلتزمَ بأنّ إصلاح النفوس والأخلاق والنوايا والسلوك والتوجهات هو الضامن الوحيد لتحقّق التغيير والفرج في مدياته القريبة والبعيدة .
- ومن المؤكّد أنَّ الهدفَ العامَّ الراهنَ والاستشرافي والذي تسعى المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا الشريفةُ إلى تحقيقه في مُختلف مجالات حياتنا المُعاصرة فرديّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً وأخلاقيّاً ووظيفيّاً وفكريّاً وثقافيّاً وسلوكيّاً وغير ذلك .
- هو تزكيّةُ النفسِ وتربيتها عمليّاً ، وقد تكفّلت الرسالةُ العمليّة بذلك على مستوى العبادات والمُعاملات والأخلاق ، فضلاً عن الارشادات في العقائد الحقّة وأصالتها في التربية على اليقين والتثبّت من قبول الثقافات والمقولات والأفكار وأخذها من منابعها القويمة والمُستقيمة.
- وذلك لأنّ التربيّةَ النفسيّةَ العمليّةَ أشدُّ وأكبرُ في التأثير والتغيير من مُجرّد تلقي النصائح والارشادات دون تطابقٍ بين التلقي والعمل واقعاً .
- ومن الواضح أيضاً أنّ التطابق بين تربيّة النفس وما تتبنّاه اعتقاداً وفكراً وقولاً وعملاً وفرداً ومجتمعاً يُحقّق الوثوقَ بحَرَاكِها التغييري ويُصَحّح المسارَ وجهةَ الإصلاح الصادق والمطلوب .
- وبهذا تكون تربيةُ النفس صِدقاً و عملاً وقولاً وحَرَاكاً قادرةً على صناعة الإنسان الفاضل المأمول خيره والمأمون شرّه، والذي ينفعُ الناسَ على أيّ حالٍ كان فيه ويُسرّعُ من عمليّة الإصلاح الاجتماعي خاصةً والعامّ مُطلقا .
مرتضى علي الحلّي - النجفُ الأشرف .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat