من يصلح الملح إذا الملح فسد !!!
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الطرگاعه نسمع اليوم الكثير من يقول { طرگاعه سوده وگعت على راسك } أو{ طرگاعه وگعت على روسنا } ونفهم من ذلك أنها مصيبة ، وطرگاعه لفظة شائعة في وقتنا الحاضر باللهجة العامية تقال عندما يقوم شخص ما بالدعاء على شخص آخر يمقته ، وقد يحصل الفعل بالصدفة أو لا يحصل ، ولمعرفة أصل معنى كلمة طرگاعة التي ورثناها عن الأجداد والآباء والشائعة لحد وقتنا الحاضر ورد ما يلي الطرگاعة : هي الصاعقة المصحوبة ببرق مع صوت قوي جدا مع غيوم سوداء ممطرة مطراً غزيراً ترافقها عواصف شديدة تقلع الأشجار وسقوف البيوت الطينية ، وعادة ما تكون غيومها سوداء تحجب الشمس ، الطرگاعة : ممكن أن تكون هي طرگاعه على أساس أخذت تسميتها من وقوع الصاعقة من السماء على الأرض وتسمى ( طراگيع ) بالجمع .
بعد ان ملأ اليأس باحة صدري ، واعتلى القنوط جبيني ، و لوى لي الحاجب تعجباً ، اصبحت لا انتظر خبراً يسرني من الحكومة و رغم ذلك مازلت مستمراً على تتبع الاخبار وما يحصل للبلد مقهوراً مزموماً للشفاه ، مفرقعاً للاصابع حنقاً و فقداً للامل ، لكن صك مسمعي خبراً حكومياً رسمياً اطلقته وزارة التجارة على لسان الوزير ، فيه الخلاص لكل موجوع ، وفيه تشخيص للعلة ، وفيه الحل الامثل لعذابات الانسان العراقي ، الخبر سيخرس الالسنة التي تتكلم عن ملفات الفساد ، وسوف تطوى صفحات تدمير العراق ، وتشفى كل الجراحات ، نعم انها البشرى الكبيرة التي لم ينتبه لها الكثير من الناس ، وقد تكون الحادث الجلل الذي سيهز عروش العالم الطامع بالعراق .
اعتذر انني اطلت عليكم و التمس منكم العذر ، فأن هذا الخبر مفرح لدرجة انني فقدت صوابي وغير مصدق لما سمعت ، ايها الاحبة لقد قررت وزارة التجارة توزيع مادة ( الملح ) ضمن مفردات البطاقة التموينية لشهر رمضان المبارك ، وهذا الملح سيكون على مائدة افطار كل فقير بدون استثناء ، وسيكتب هذا اليوم بماء الذهب ، فمبارك لنا هذه المكرمة من قادتنا مع شكرنا الكبير لهم .
عجيب امر ساستنا الهذه الدرجة يستخفون بجوعنا وبعقولنا ؟ الشعب يتضور جوعاً وهم يعيشون في عالم اخر عالم وردي ، ام انهم اصبحوا يصدقون كذبهم علينا ؟ لقد احترت في وصفهم ، قرارات متخبطة في فرض حظراً للتجوال لنصف الاسبوع وكانه قرار اعدام لما تبقى من همة الكادح لنيل قوته اليومي ، وجعل الاحباط مصيره ، غلق تام لكل مصادر الرزق للانسان البسيط نتيجة ارتفاع صرف سعر الدولار الذي هو لديهم ، والشعب يكابد ويلات ارتفاعه ، لا محاسبة لبرلمان على قرار ، ولا ذمة لمشرع هذا القرار .
الان ساجد محملاً حسناً لقرار حكومة الملح ، انها تعتقد ايها السادة ان الملح زاد الفقراء الاتقياء ، الورعون الزاهدون عن ملذات الدنيا ، الملح هو المطهر للجراح ، الحافظ للاطعمة من الفساد ، لكن بشرط ان لايكون الملح ( فاسد ) .
فيا رجال السياسة يا ملح البلد
من يصلح الملح اذا الملح فسد ،
( عمي طرگاعتنا چبيره ).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat