معركه بدر وهج الايمان... ووعد بالنصر
حسن علي خلف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسن علي خلف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ بداية الدعوة الاسلامية و نزول الوحي في غار حراء على الرسول الكريم (ص) ونزول امر الله بأن (اصدع بما تؤمر) والرسول الكريم (ص) يقارع قريش بالحجج والإقناع ويضعهم أمام مسؤولياتهم الاخلاقية مستندا بذلك إلى ما يملكونه من وعي متقدم على قبائل جزيرة العرب الأخرى, والى حالة التحضر التي تكتنف المجتمع القرشي, كونه مجتمع تجار وصاحب اسفار إلى جيران الجزيرة وعلى احتكاك مع العالم الخارجي في الشام والعراق ومصر، وكذلك اليمن والجهات الشرقية من جزيرة العرب عبر الخليج العربي. وهذه الرحلات والاسفار ولدت لديهم نوعا من الوعي يسبق وعي قبائل الجزيرة من سكان المدر والوبر. وعندما يتعنت المجتمع القرشي ويضايق الرسول (ص) ويشدد من قبضته حول رقاب المسلمين (القلائل) كان الرسول (ص) (يدفع بالتي هي احسن) وكان (ص) في أعلى درجات الصبر والتحمل وضبط النفس, حتى نال اعجاب خصومه من زعماء قريش على اصراره في التبليغ بالدين الجديد, وخاصة بعد ان عرضوا عليه المال والزعامة على ان يترك هذا الامر.
وكان هذا دأبه (ص) طيلة ثلاث عشرة سنة قضاها يدعوا الناس إلى الله والتي سميت بالفترة المكية. إلى ان هيأ له الله أولئك النفر من الاوس والخزرج (ابناء قيلة) بعد محنة الطائف وما تعرض له (ص) من عنت وظلم على ايادي سفهاء الطائف... وبعد الهجرة المباركة, اذن للمؤمنين بالقتال. فراح الرسول (ص) يرسل البعوث والسرايا لتقصي اخبار قريش بل والتصدي لقوافلها إلى ان حان موعد التعرض الكبير باذن الله في بدر القتال, وكان الرسول (ص) على موعد مع نصر الله بعد ان هبت رياح الجنة عليه وعلى اصحابه عبقة زكية. وكان الامتحان الصعب واختبار الارادات للانصار بشكل خاص... وبعد ان تكلم اصحاب الرسول بخطبهم الحماسية المعروفة المليئة بالاصرار على منازلة اعداء الله... بادر سعد بن معاذ (رض) حامل لواء الانصار وكانت راية المهاجرين بيد علي بن ابي طالب (ع) وهما رايتان لاغيرهما – بادر سعد وقال: (والله لكأنك تريدنا يارسول الله؟ فقال (ص): اجل ... قال ... قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا ان ما جئت به هو الحق... واعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة... فامض يارسول الله لما اردت... فنحن معك... فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك. ما تخلف منا رجل واحد... وما نكره ان تلقى بنا عدونا غدا... انا لصبّر في الحرب... صدّق في اللقاء... ولعل الله يريد منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله) فياله من ميثاق عهد وكلمات وعد تعبر عن اسمى ايات الجهاد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat