التقيته فجأة وهو يصيح ثائرا بوجه أحدهم:ـ انظر الى هذه المهزلة البعض يتدخل فيما لايعنيه!! وجدت شابا يقف أمامه حائرا لايدري ما يفعل، وربما فرح بحضوري عسى أن أهدئ الموقف، قلت:ـ برهة أستاذ احمد دعني أفهم القضية أولا... قال الشاب: وجدت ابنه يبكي ويريد لعبة وهو يرفض شراءها. قلت: عسى أن يكون في الامر احراج، فقررت أن اشتري له اللعبة، واذا بالأستاذ يثور بوجهي وكأني أردت اهانته... فقال أستاذ احمد: هذا يعني انك نظرت الى الأمر من زواية اني بخيل واعيش التقتير حتى مع رغبات ابني الصغير، ثم التفت إلي ليقول: انه استفزني كثيرا؛ فالمسألة هي اساسا غير ضرورية، فليس الطفل بعطشان ولا بجائع، القضية انه يريد لعبة... مجرد لعبة!!
طلبت من الأستاذ احمد الهدوء، وسألت الشاب المسكين:ـ هل انت متزوج؟ قال:ـ لا. أجبته مسرعا: ولذلك انت معذور لاتعرف القضية، وتنقاد مشاعرك لبكاء طفل. فسأله استاذ احمد:ـ هل تعلم ان معظم الألعاب الموجودة في السوق لاتصلح للاقتناء؟ وعلى الانسان ان يقف ليختار، وهناك امور لابد ان ينتبه عليها... استرخى الشاب قليلا وسأله: مثل ماذا؟ هدأ الأستاذ احمد قليلا: عليك اولا ان لاتعلّم ابنك على الاسراف، فتخلق له حالة تعويدية باقتناء الألعاب الغالية الثمن، والتي ستجعل منه عنصرا مؤذيا، ويجب ان تحرص على نوعية اللعبة، وأغلب ما موجود الآن في السوق يشجّع الاطفال على العنف والارهاب؛ ستجد كل انواع المسدسات والرشاشات والدبابات والمدفعية... وفجأة تلتفت لتجد سرب طائرات حربية في البيت!! علينا ان نختار الالعاب التي تنمّي قدرته ومهارته مع تحقيق المتعة المطلوبة؛ كألعاب (الفك والتركيب) والرسم والتلوين... ويجب الحذر من شراء الألعاب التي تدخل مادة الرصاص في تركيبها، وتجنب الألعاب الزجاجية والزوايا الحادة... ويجب ايضا الحذر من الألعاب ذات الصوت العالي المزعج، وأهم شيء الابتعاد عن الالعاب الكهربائية. قال الشاب: استاذي العزيز انا اعتذر لقد اخطأت سهوا فاعذرني، قبّل الطفل، وهو يتوسلنا المعذرة...
قلت لأستاذ احمد: ماهذه العصبية استاذ؟ فقال: لقد أزعجني حقا...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat