قمة بغداد .. قاعدة رصينة لأنطلاق الشعوب العربية نحو الحرية
شيروان كامل الوائلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صحيح ان صاروخ انطلق وضرب مكان ما بالقرب من السفارة الايرانية في بغداد اثناء عقد القمة فيها .. الا ان هذا الصاروخ اليتيم الذي خيب امل مطلقيه في انه لم يصب احدا .. فالقوات الامنية العراقية (الداخلية والدفاع) كانت بقدر المسؤولية المناطة بها وتساعد معها اهل بغداد في الالتزام بتقليص التجوال الى حدوده الدنيا ..
ولا استغرب الالتزام في شيء ابدا ..فالعراقيين هم اهل كرم وضيافة ووفادة .. اما اصحاب الصواريخ فليسوا ببشر فأنى لهم ان يكونوا عراقيين؟
**
وانا اتفق مع الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية هوشيار زيباري على ان قمة بغداد نجحت "بمعنى الكلمة" واتخذت قرارات مهمة، كما أوصلت العراق من العزلة، إلى القمة وهذا بحد ذاته انجاز مهم بالنسبة للعراقيين جميعا..
وتكتسب هذه القمة اهميتها الكبرى من الظروف التي تمر بها الأقطار العربية. فرياح الربيع العربي تعصف بكل الكراسي المهترئة .. وصارت الكلمة هي كلمة الشعوب العربية .. فحضرت وفود (الربيع العربي) للقمة حاملة امال وتطلعات شعوبها واحلامها في العيش بحرية وكرامة , الحرية التي قاتل العراقيون طويلا في سبيلها ولم تكن انتفاضتهم الشعبانية ,والتي نصر على كونها بداية الربيع الحقيقي , لم تكن ألا محطة من محطات القتال التي وقف فيها العراقييون عزل من السلاح امام طاغوت زاد على كل طواغيت الارض اجراما وسفكا للدماء.
ولعل نظرة خاطفة الى الحضور مؤشر الى هذه الحقيقة المشعة كشمس في كبد سماء بغداد الحرة ..
فمن بين كل الزعماء الذين امتنعوا لاسباب مختلفة عن الحضور .. وجدنا رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس التونسي محمد المرزوقي في اول القائمة .. فمن حرق بنار الدكتاتورية يعلم كيف تموت الاشجار وهي واقفة ويعلم ان وقفة الاخوة تعادل الدنيا وما فيها من وقفات وتضامن .. وكانت لكلمة الرئيس التونسي الوقع الايجابي الكبير على نفوس العراقيين وكذلك بعض الكلمات الاخرى
**
كان عقد القمة حتميا.. على الرغم من تشكيك قوى كثيرة لا تريد ان تقوم للعراق قائمة .. وفي ضوء هذه القمة اتضح ان العراق قد استعاد مكانه الرئيسي والمحوري في امة العرب وهو انجاز ومكسب في آن واحد ..
تميزت هذه القمة ببحث قضايا جديدة لم تكن مطروحة سابقا على مستوى القمة، من ضمنها التداول السلمي للسلطة وحقوق الانسان وحقوق المرأة والحفاظ على كرامة المواطن العربي، فما تحقق ليس بالشيء الهين، ونستطيع ان نقول بثقة ان القمة كانت ناجحة بحضورها وقراراتها وبأداء الحكومة العراقية , فجاءت القرار مختزلة ومكثفة وعملية بسبب نضجها بواسطة القنوات التي مرت بها قبل واثناء القمة, , وهذا انعكس على الية تطبيق تلك القرارات التي اتوقع ان اراها تتحقق على قريبا إن شاءالله
**
اما إعلان بغداد.. الوثيقة الأساسية التي عكست وجهة نظر العراق في مجريات الامور فقد تضمنت وجهات نظر الوفود الشقيقة، وهذا الإعلان كان عليه إجماع وطني وهو يعكس رؤية العراق حول مجمل التطورات في البلاد العربية
وقد خرجت القمة بقرارات مهمة بخصوص فلسطين والأزمة السورية، وأخذ هذا الموضوع نقاشات طويلة إلى أن تم التوصل إلى صيغة مقبولة للجميع، والمهم أن القمة سادها جو أخوي في الاجتماعات الوزارية واجتماعات القمة، والعراق لم يتحسس من مستوى تمثيل أي دولة..
**
واصدقكم القول .. ان مسك ختام قمة بغداد تمثل بحدث كبير بحجم محبة الكون كله
وبحجم كل المعاناة التي مرت على العراق منذ ان استولى الطاغية صدام على الحكم واداره الى اداة للقمع والاستبداد .. وبحجم المرارة التي شعر بها كل كويتي وعراقي من جراء تمزق الروابط التي عمل صدام عليها حثيثا بآلته الدموية ..كان لحضور امير الكويت الاثر البالغ في تنقية الاجواء بين الشعبين الشقيقين وفتح صفحة جديدة اسمها الامل
لذا .. لم استغرب كثيرا او قليلا من انه بمجرد طرح موضوع عقد القمة العربية في بغداد على امير الكويت حتى أكد حضوره منذ ذلك الحين في اشارة واضحة الى ان العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة عنوانها التعاون..
هنيئا لنا نجاح قمة بغداد , هذا النجاح الذي سيشكل قاعدة انطلاق رصينة للشعوب العربية المطالبة بحقوقها ..
ومبروك لنا ولحكومتنا , نجاح هذه القمة والتي ماكان لها ان تكون بهذا ألالق والزهو بدون الجهود الكبيرة ودبلوماسية الحكومة العراقية وبدعم شعبي ورسمي واضح تكلل بالنجاح...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
شيروان كامل الوائلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat