سوء تصرف الآباء ومشاكل الأبناء ج5
وفاء سامي الزيادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وفاء سامي الزيادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن من المشاعر الأخر التي تنتابُ الطفلَ عادة؛ مصّ الأصابع في أولى مراحل الطفولة، فاذا هي تعدّتْ هذه المراحل؛ كانت دليلا على أن الطفل انما يعتمدُ عليها في سعيه للتخفيف من حدة قلق يشعر به.
ويكون علاج مصّ الأصابع في المراحل الأولى شيء لابدّ منه، ويكون بزيادة كمية حليب الرضاعة، من جهة، وباحاطة الطفل بمزيد من الحب والحنان من جهة ثانية. وتستطيع الأمُّ سحب أصابع الطفل من فمه اثناء نومه. والخطر من استمرار هذه العادة الى ما بعد الطفولة الأولى؛إنما هو في التشويه الذي قد يطرأ على أسنان الطفل أو سقف حلقه من جرائها. ويحسنُ بالآباء أن يشجّعوا طفلهم على التغلب على تلك العادة بنفسه، بالثناء عليه والتصفيق له إذا نجح، وبالإحجام عن معاقبته إذا فشل، بذلك يهونُ الأمرُ كثيرا، وتتماثلُ المشكلة الى الحل السريع.
أما وضع المواد المرّة على أصابع الطفل أو وضع الأكف في يديه، أو شدّ أصابعه على نحو ما، بأداة معدنية، فهي اجراءات لا يجوزُ اللجوء إليها إلا كمحاولة أخيرة.
كذلك قضم الأظافر، يعمدُإليه الأطفالُ تخفيفاً لقلقهم، وإلحاقا لعادتهم السابقة في مصّ أصابعهم، ومثل هذه العادة كمثل سالفتها من حيث العلاج. وقد يكون علاجُها في البنات أقرب منالاً؛ بتشجيع البنت على طلاء أظافرها بالطلاء (المانيكيور) بقصد الزينة ومجاراة للكبار.
ولعل في استمرار الطفل، بعد السنة الثالثة من عمره، على التبوّل وما الى ذلك في سريره، دليلا على ما يعانيه الطفل من صراع جنسي سيكولوجي بالغ الحدة، ولا غضاضة في ذلك،إذا كان عرضيا وجدت بين حين وآخر، وخاصة إذا جاء كردّ فعل لحادث ما أزعج الطفل، كولادة طفل آخر في العائلة، أو وفاة أحد أفرادها، أو افتراق الأبوين بالطلاق، أو بعد الأبوين الطويل عن البيت في سفر أو ما الى ذلك. إلا أن حدوثه على نحو من التكرار ودون توفر أي من الأسباب الباعثة عليه، فأمرٌ يستدعي الرجوع الى خبير كفوء في شؤون الأطفال.
ويُجدر بالآباءِألا يعاقبوا الطفلَ أو يهينوه لمثل تلك الأسباب. والأولى بهم أن يخفّفوا من تعاطيه للسوائل في وجبة العشاء وقبل النوم، وأن يعمدوا الى إيقاظه لدى ذهابهم الى فراشهم للنوم، فضلا عن امتداحه واطرائه في كل مرّة يستيقظُ بها نظيفاً.وثمة رغبة في بعض الأطفال تنزعُ بهم الى التسبّب في الحرائق! والحاصل والحاجة الى معالجة فورية لمثل هذه الرغبة في غنى عن الإيضاح أو التبرير.
والجدير بالذكر أن أنواعاًأخر من الإنحراف السلوكي، بالإضافة الى المشاكل السيكولوجية الجنسية ترافق الرغبة المذكورة.
أما التشبّه بالجنس الآخر، فيتمثلُ في نزعة بعض الفتيان الى التخنّث، ونزعة بعض الفتيات الى التخشن، كارتداء الألبسة الخاصة بالجنس الثاني وما الى ذلك. ولما كان التخشنُأكثر استساغة في نظر المجتمع من التخنث، كان هذا الأخير أقرب الى الشذوذ والانحراف. ويستمد التخنث، من عواطف بدائية تدفع بالطفل الى طلب التشبه بأمّه وشقيقاته، وينبغي للآباء ألا يتوانوا في وضع حدّ لهذا كلِّه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat