أثر الأم في تربية الطفل
وفاء سامي الزيادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وفاء سامي الزيادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تبقى مسألة تربية الأطفال والعناية بهم من المسائل المهمة في حياة الأسرة والمجتمع بالنظر لأهميتها القصوى في إعداد الأجيال الصاعدة إعدادا سليما.
يقول المعنيون بتربية الأطفال: إن هذه العناية تبدأ والجنين ما يزال في رحم أمه، ثم تتغير أساليب العناية بالمولود وتتنوع تبعا لنموه، وذلك لإرساء الأسس السليمة لبنائه الصحي من الناحيتين الجسمية والعقلية.
وليس حليب الأم وحده كافيا لتربية الطفل بل إن هناك ثمة حاجات لنفوذ الأم، وتأثيرها في تطور الأطفال وتهذيبهم خلال السنوات الأولى من الحياة. فالبيت يعتبر مهد الطفولة الأولى، وفيه تترعرع الأخلاق، وتصقل العادات والمواهب والمسئول الأول عن البيت هي الأم. وقد أكدت الاتجاهات العلمية الحديثة أهمية هذه الناحية وخاصة تلك التجارب والمحاولات التي أجراها الأطباء المعنيون والباحثون النفسانيون في هذا المضمار التي قدمت لنا نتائج باهرة ومعلومات شيقة تثير الفضول والانتباه، فقد نظمت منذ عهد ليس بقريب مراكز خاصة مهمتها تقديم كل أنواع الرعاية التي يحتاجها الطفل، لكن المشرفين على شؤون هؤلاء الأطفال لاحظوا أن الأطفال الذين ينشئون في هذه المراكز ليسوا كسائر الأطفال الآخرين في عدة وجوه، ففي التقارير المقدمة من دراساتهم وجد أن وجوههم شاحبة باهتة على الرغم من كفاية التغذية والطفل فيهم هادئ لا يكاد يتحرك حين يكلمه أحد أو يبتسم له، ووجد أيضا في تطبيق مقاييس الذكاء الأساسية إن هؤلاء الأطفال متأخرون في جميع ردود الفعل الانعكاسية تقريبا ويبدأ هذا التأخير بالظهور خلال الأسابيع الأولى بل منذ الأيام التي تلي انفصال الأم عن الطفل.
إضافة لذلك فإن مثل هذا الطفل نجده أقل اهتماما بما يحيطه وأخف تعلقا بألعابه الخاصة حتى يصبح مراهقا ثم بالغا. ويصعب عليه التركيز في المدرسة أو تثبيت الانتباه، ونادرا ما يكون تلميذا ناجحا، ويقل اهتمامه بالأشخاص والحوادث حتى ولو كانت تجلب النظر، وهناك أيضا ميل الى السرقة والكذب والخداع ثم لا تلبث صلاته بالآخرين أن تصبح سطحية بعد ذلك، وتسيطر عليها المصادفة والنزوة العارضة، إذ إنه لا يشكل صداقات ثابتة، وفي بعض الأحيان تتغير طباعه ويصبح حزينا وينطوي على نفسه، ولكن تفكيره لا يكون ناقصا.
فعناية الأم ضرورية ولها أهمية قصوى في دور الطفولة الأولى وحتى السنة الثالثة والرابعة وغيابها في هذه الفترة يحدث اضطرابا وقلقا في حياة الفرد النفسية.
والأم لا نقصد بها الأم الحقيقية فقط إنما أية امرأة قريبة من نفس الطفل، تأخذ محل الأم منذ الطفولة الأولى، ويمكنها أن تؤدي عين المهمة. والتبني نوع من الحل لمشكلة هؤلاء الأطفال، ولو أن قسما من الأطفال يشعرون باليتم وهم بين أفراد عائلاتهم!!
نرجع ونقول انه مادام هؤلاء الأطفال يؤلفون الجيل الناشئ، فللأم أهمية كبرى لا تقتصر على نشأة الأطفال فقط بل في تهيئة الأجيال والأمم في المجتمعات.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat