صفحة الكاتب : عبير المنظور

قنبلة مجتمعية موقوتة
عبير المنظور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 براءة الطفولة وتلقائيتها واحلامها الوردية قُتِلَتْ على ارصفة الشوارع وسُحِقَتْ ما بين حر وقرّ، لا بيت يؤوي تلك البراءة ولا قلوب تحتوي آلامها فافترشت الارصفة والشوارع وتلتحف الارض وتضمها كمة يضم الاطفال الاخرون العابهم ودماهم المفضلة علّها تجد ملاذا آمنا من الوحوش البشرية الاسرية منها والمجتمعية التي دفعت باطفال بعمر الورود الى التشرد في الشوارع.

ظاهرة جديدة على المجتمع العراقي وآخذة بالازدياد نظرا للظروف الصعبة التي مر العراق ولا زال يمر بها من حروب قاسية وما القته من ظلال قاتمة على المجتمع من تهجير ونزوح قسري وظروف معيشية صعبة، وغالبا ما يكون الاطفال من مجهولي النسب او من الايتام الذي لا معيل لهم ممن تخلوا عنهم اقربائهم ، ومما يثير العجب والاستغراب ان بعضهم تشردوا في الشوارع مع وجود الابوين!!!!!
نعم بوجود الابوين الذين تخليا عن انسانيتهما وبدءا حياة جديدة بعد الانفصال تاركين اولادهما بلا مأوى ورعاية كنوع من النكاية او الانتقام من بعضهما البعض!!!!!.
ومهما تعددت الاسباب فهي ليست بمبرر لتشرد الاطفال وانتشار هذه الظاهرة حتما ستفرز لنا العديد من المشكلات المجتمعية منها التفكك الاسري والبطالة والادمان والعنف والاجرام اضافة الى الانحلال الاخلاقي اذا لم تُعالج سريعا فستكون إعصارا عنيفا يضرب النسيج الاسري والمجتمعي او قد يكون تشبيهها بالقنبلة الموقوتة ادق كثيرا.
وتبدأ المعالجة بتفعيل مؤسسات الدولة من دور الرعاية الاجتماعية ودور الايتام ومراكز الارشاد الاسري  اضافة الى سن القوانين التي تجرم العنف الاسري وتفعيل دور مؤسسات حماية الطفولة وحقوق الانسان ، وقبل الدور الحكومي علينا ان نشير الى اهمية دور افراد الشعب كأسر ومناطق في الترابط والتراحم ومساعدة الفقراء في كل منطقة مع توجيه الاعمال الخيرية الى هذه الفئة المظلومة  والتأكيد على قيمة الاسرة والتعاون بين افرادها بالتأكيد ستحول الانكسارات النفسية للاطفال المشردين الى شعور بالحب والطمأنينة ونحتويهم لنقوّي بهم ما تصدع من المجتمع ونعوضهم عن تقصيرنا بحقهم لعل بذلك نعيد اليهم براءتهم المسلوبة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبير المنظور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/01



كتابة تعليق لموضوع : قنبلة مجتمعية موقوتة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net