صفحة الكاتب : حسين التميمي

التواضع و الزهد في القيادة
حسين التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس، وينشر الترابط بينهم، ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس، التواضع كان من سمات المعروفة لدى النبي الاكرم و اهل البيت عليهم السلام.

النبي الاكرم و الائمة الاطهار عليهم السلام، كانوا في قمة الاخلاق والتواضع، فقد اعطوا من انفسهم للناس، عنِ الحسنِ بنِ الجهمِ قالَ: سألتُ الرضا (عليه السلام): فما حدُّ التواضعِ؟ قال: أنْ تُعطيَ الناسَ من نفسِكَ ما تُحبُّ أنْ يعطوكَ مثلَه، قالَ: قلتُ: جُعلتُ فداكَ أشتهي أنْ أعلمَ كيف أنا عندكَ، قال (عليه السلام) «انظرْ كيفَ أنا عندَك» فكان النبي الاعظم محمد صل الله عليه وعلى اله الاطهار قمة التواضع، ومدرستها الاولى الرائد في بقاع الارض، وقمة الاخلاق كقوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)

التواضعُ من الصفاتِ البارزةِ لأهلِ التقوى، وقد وردَ في خطبةِ المتقينَ من كلامِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) وصفُهم بذلك، قال (عليه السلام): «فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ: مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ، ومَلْبَسُهُمُ الاقْتِصَادُ، ومَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ» الاسلام هو معنى للتواضع، ورحمة من الله الرحمن الرحيم، الذي ارسل لنا نبي الرحمة والاخلاق، محمد وال محمد الطيبين الطاهرين، فقد كانوا أهل لذلك التواضع، وفي ارسال رسالة رب لعالمين، ونشر الدين الاسلامي في الارض وتحقيق العدل.

التواضع هو صفةُ الأنبياءِ، والمرسلين والمؤمنين التي انعكستْ في سلوكِهم و في حياتِهم، ولذا يصفُهم أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) بها فيقول: «فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِي الْكِبْر،ِ لأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وأَوْلِيَائِهِ، ولَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ، ورَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ، فَأَلْصَقُوا بِالأَرْضِ خُدُودَهُمْ، وعَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ، وخَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ، وكَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ» فأن قيادة الامة الاسلامية، بدأت من نبي الرحمة محمد صل الله عليه وعلى اله وسلم، و تنتهي بمحمد ابن الحسن العسكري، فهو امتداد لتلك الرحمة والتواضع الاسلامي.

الطريقُ الصحيحُ الموصلُ للتواضعِ، أنْ يُدرِكَ الإنسانُ حقيقةَ نفسِه، وعظمةَ خالقِه فعن أميرِ المؤمنينَ عليه السلام: (وإِنَّه لَا يَنْبَغِي لِمَنْ عَرَفَ عَظَمَةَ اللَّهِ أَنْ يَتَعَظَّمَ، فَإِنَّ رِفْعَةَ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ مَا عَظَمَتُه أَنْ يَتَوَاضَعُوا لَه) فهكذا هم قادتنا ونبينا واله الطيبين، وسنرى التواضع والرحمة عند قائدنا، وأمامنا الحجة المهدي عجل الله فرجة الشريف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/15



كتابة تعليق لموضوع : التواضع و الزهد في القيادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net