صفحة الكاتب : سعد جاسم الكعبي

زلزال العراق..قادم !
سعد جاسم الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ماحدث في كارثة الزلزال التركي والسوري امر مؤسف وغاية في الحزن بفقدان الاف الارواح والخسائر الناجمة عن تهديم نحو اربعة الاف مبنى بهذه الكارثة الطبيعية ،وكان الله بعون من تضرروا ورحم الضحايا .

في العراق وان كنا نتابع ماجرى باهتمام بالغ وشعرنا بهزات ارتدادية جراء تلك الكارثة، الا اننا منشغلون اكثر بهمنا مع زالزال من نوع اخر يكاد يهز مجتمعنا وحاصة الطبقات الهشة التي تملك دخلا محدودا او لاتكاد تملكه الا وهو زلزال الدولار الذي اقض مضاجعنا بصعوده المستمر ومايحصل من توابعه بارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية بشكل مخيف.

ورغم اجراءات حكومة شياع السوداني لكبح جماح هذا الزلزال ووقف ارتداداته السلبية على المجتمع الا انها فشلت، بفعل الاساليب الملتوية التي يمارسها البعض من ذوي النفوس الضعيفة وتجار الازمات من تهريبه لتحقيق الفائدة المادية ولو على حساب الناس وتضرر مصالحهم .

القرار الاخير برفع سعر صرف الدينار مقابل الدولار وجعله مساويا 1300دينار لكل دولار،قرار جيد لكنه سيكون ذا تاثيرات سلبية خطيرة وسنشهد ارتدادتها الايام المقبلة ذاك انه ليس حلا لمواجهة ازمة قلة الدولار في الداخل العراقي من جراء محددات أميركية اتخذها البنك الفيدرالي بحق بلدنا زاعما لايقاف تهريب العملة الى ايران ودولا اخرى ،فالمعروض من العملة سيبقى ذاته والطلب من قبل المضاربين سيزداد بعد تخفيض اسعار بيعه رسميا والمتضرر هو المواطن ذاته.

فالرابح من عملية تخفيض سعر الصرف هو المضاربين وشركات الصرافة، أما السوق والمواطن، فستستمر معاناتهم من التضخم في الأسعار وانهيار الدينار، وهذا يعني أن إجراءات الحكومة لن تجدي نفعا على المدى الطويل، بل تأثيرها سيكون زمني قصير فقط، فضلا أن إجراء بيع الدولار لغرض السفر، كان من أشد الإجراءات خطأ، لأن بيع الدولار وإخراجه من البلد يعني عدم الاستفادة الداخلية منه حسبما يرى اهل الحل والعقد بهذا المجال .

اذا الأزمة ستتفاقم بمرور الوقت، وهو ما رأيناه في مواصلة الدينار تراجعه الحاد أمام الدولار، فضلا عن استغلال بعض المصارف ومنها العشرين غير المسموح لها تنفيذ هذه العملية، وقيامها ببيع الدولار بفواتير مزورة وأخذ النسبة الأكبر من الدولار المباع وتهريبه خارج العراق وهو ما سيوقع العراق بمشاكل جديدة مع البنك الفيدرالي الأمريكي.

ان حل الأزمة يتمثل بقيام الحكومة بوقف عمليات تهريب الدولار إلى الخارج للمحافظة على استقرار سعر الصرف في الداخل، وإيقاف تراجع الدينار لأن انحسار المعروض من الدولار في السوق سيستمر و سيفاقم من أزمة سعر الصرف، ولذا سيكون من الواجب بل حتما السيطرة على سوق العملة وإيقاف عمليات المضاربة واعتقال المضاربين الكبار الحقيقيين، وليس الصغار لحماية الدينار العراقي من الانهيار.

فالزلزال العراقي ليس كما بين الرصد الزلزالي في هيئة الأنواء الجوية عن الهزات الارتدادية الطبيعية التي ضربت مناطق في البلاد، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا بل هو زلزال تهريب الدولار صار لزاما زج المسببين بالسجون مهما كانوا وكبرت مسمياتهم السياسية ونفوذهم وايقافهم لانهم يخربون اقتصاد البلد من اجل مصالحهم وتامين مصلحة دولا خارجية ولو على حساب زيادة معاناة الشعب المبتلي بهذه النماذج الطفيلية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد جاسم الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/09



كتابة تعليق لموضوع : زلزال العراق..قادم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net