إدانات عراقية للاعتداء على المصحف، وتعزيزات أمنية أمام السفارة السويدية
إدانات عراقية للاعتداء على المصحف الشريف في السويد، في الوقت الذي عززت فيه القوات الأمنية من إجراءاتها حول محيط السفارة السويدية تحسباً لدعوات التظاهر أمامها اليوم الجمعة.
ياتي ذلك بعد يوم من مطالبة العراق للسويد رسمياً بتسليمه الشخص الذي اعتدى على نسخة من القرآن الكريم لمحاكمته كونه عراقي الجنسية.
واستنكر رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، الإساءة المتعمدة للقرآن الكريم التي تجري تحت عنوان حرية التعبير في السويد.
وقال الحلبوسي في بيان، “نستنكر الإساءة المتعمدة للقرآن الكريم، والتي تجري تحت عنوان “حرية التعبير”.
مبينا أن “هذه الإساءات المتكررة تنتهك حقوق ومعتقدات المسلمين، وتستدعي أن يكون هناك موقف من المعتدلين ومحبي السلام في العالم أن يقفوا بوجه هذا الخطر الذي يهدد السلم والتعايش بين المجتمعات، ويسهم في نشر خطاب الكراهية”.
من جهته طالب النائب الاول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، الأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد حارق القرآن.
وذكر المندلاوي في بيان، “ندين بشدة ترخيص حكومة مملكة السويد التجاوز على حرمة القرآن الكريم ومقدسات ملايين المسلمين بإطار حرية التعبير “.
وطالب “الأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذه التصرفات المخزية التي من شأنها توفير مناخ ملائم للتطرف والتشدد حول العالم”.
داعيا “إلى نشر قيم التعايش السلمي بين الأديان وفق مبدأ الاحترام والإنسانية”.
في السياق، أعلن الإطار التنسيقي، اليوم الجمعة، مساندته لمطالب المرجعية الدينية العليا الموجهة إلى الأمم المتحدة بشأن حرق القرآن الكريم.
وذكر الإطار التنسيقي، في بيان، “مرة أخرى وفي خطوة مستنكرة جداً ومستفزة للعالم الإسلامي ولأكثر من ملياري مسلم في العالم ، يقدم أحد الذين وصفهم كتاب الله [بالسفهاء] على إساءة تدل على التطرف الفكري لمرتكبها وتثبت همجية التفكير والسلوك”.
وأضاف البيان: “وفي الوقت الذي يدين فيه الإطار التنسيقي هذا الفعل المشين، يستنكر عمليات التغاضي والسماح التي تبديها تلك الحكومات والأنظمة بدواعي حرية الرأي التي تطبقها باتجاه واحد بعيداً عن قيم التعايش السلمي بين الأديان والطوائف والقوميات متجاهلة جميع القوانين التي تمنع المساس بالمقدسات”.
وطالب، وزارة الخارجية العراقية بـ”متابعة حيثيات الحادثة وإيصال رسائلها بسرعة وشدة واتخاذ ما يلزم وبكل ما تقتضيه الضرورة”.
مؤكداً “مساندته لمطالب المرجعية الدينية الرشيدة الموجهة إلى الأمم المتحدة التي تدعوها لاتخاذ خطوات فاعلة لمنع تكرار هذه الإساءات ودفع الدول إلى إعادة النظر بالتشريعات التي تسمح بوقوعها”.
وختم الإطار بيانه قائلاً: “وندعو جماهيرنا الوفية لوقفات ومبادرات مناهضة لهذا التصرف المتطرف ومؤيدة لدعوة المرجعية الدينية الشريفة حفظها الله وأدامها ذخراً وحفظ المسلمين في كل مكان والله خير ناصر وحافظ”.
كذلك أدان رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، حرق نسخة من القرآن الكريم، فيما وجه رسالة للعقلاء.
وقال الفياض في بيان، “نستنكر بشدة الفعل الارهابي المشين الذي اقدم عليه احد المستهترين بحرق نسخة من القران الكريم بغطاء قانوني للاسف الشديد من قبل السلطات السويدية في حادث ليس الاول من نوعه الذي يتعمد استفزاز مشاعر المسلمين وحتى غير المسلمين من المؤمنين بالاديان السماوية واحترامها وتقديسها”.
وأضاف أن “جميع الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية فرضت احترام الاديان والعقائد والتي تعتبر اساسا في تطور الشعوب ورقيها وعماد استقرارها وتثبيت ركائز التعايش السلمي ونبذ التطرف والكراهية، لذا فان ما اقدم عليه هذه المعتوه سيكون سببا في اثارة مشاعر الكراهية في وقت تحتاج منطقتنا والعالم الى ما يسهم في الابتعاد عن مسببات العنف والتطرف التي قدمنا في العراق انهارا من الدماء والتضحيات لمكافحتها واسهمنا بدرء خطرها عن كل دول العالم.
وتابع: “أملنا كبير بعقلاء العالم ان يقفوا وقفة مسؤولة تجاه هذا الارهاب الذي يمارس تحت غطاء وعناونين باتت زائفة ومفضوحة لمن يرفعها ويتشدق بها، كما نوصي بمزيد من ضبط النفس وعدم الانجرار الى ما يبغيه هؤلاء عبر افعالهم النكراء هذه”.
بدورها أكدت رئاسة إقليم كردستان، أن حرق القرآن الكريم تصرف غير مشروع يهدد التعايش والتصالح.
وذكرت رئاسة الإقليم في بيان، أننا “ندين حرق القرآن الكريم، فهذا تصرف غير مشروع قطعاً، ويؤجج الكراهية والأحقاد ويهدد التعايش والتصالح”.
وأضافت، أنه” يجب احترام المعتقدات والمشاعر الدينية ومقدسات الأديان والمذاهب كافة، وأن لا يسمح لأي شخص أو جهة باستغلال الحرية لازدراء المقدسات الدينية”.
إلى ذلك، أعربت كنيسة المشرق الآشورية، اليوم الجمعة، عن إدانتها لحرق القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم، فيما وصفته بالعمل المشين.
وذكرت رئاسة كنيسة المشرق الآشورية، في بيان، “فإن بطريركيّة كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم تُدين هذا العمل المشين بأشدّ العبارات، لأنّه يدلّ على خطأ جسيم للمسؤوليّة الفرديّة لكل إنسان في احترام كرامة الآخرين ومعتقداتهم وإيمانهم”.
وأكد أن “ارتكاب أفعال إهانة، بأي شكل من الأشكال، ضد عقيدة الأديان الأخرى هو عمل غير مسؤول يهدف إلى بثّ ونشر خطاب الكراهيّة، في وقت نحن مدعوون جميعاً لكي نكون بناة جسور، وأن نوطّد أواصر المحبّة والتّسامح والاحترام، لأن هذا هو الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه عالم متحضر، حيث معيار الأدب فيه هو احترام بعضنا البعض، بغضّ النّظر عن إيماننا”.
في هذه الأثناء، اتخذت قوات الأمن العراقية، إجراءات مشددة في محيط السفارة السويدية وسط العاصمة بغداد، بعد اقتحام باحتها الأمامية واعتلاء سطحها، من قبل محتجين أغلبهم من أنصار التيار الصدري، احتجاجاً على حادثة إحراق المصحف.
وتأتي الإجراءات الأمنية في وقت يعد التيار الصدري، اليوم الجمعة، لتظاهرة “مليونية” بمحيط السفارة، تنديداً بإحراق المصحف، وسط مخاوف من تكرار اقتحامها.
وفيما انتشر عشرات من عناصر الأمن العراقي منذ مساء أمس، قال ضابط في قيادة عمليات بغداد (المسؤولة عن أمن العاصمة)، إن “الأوامر صدرت باستمرار الانتشار الأمني ومحاولة منع المحتجين من الاقتراب من السفارة”.
وأكد الضابط الذي اشترط عدم ذكر اسمه خلال حديث مع “العربي الجديد“، وضع حواجز إسمنتية عند مدخل السفارة، مشيراً إلى أن التوجيهات شددت على منع أي صدام مع المحتجين، خاصة أن السفارة تخلو من الموظفين.
وأصدرت اللجنة المركزية لتظاهرات التيار الصدري، مساء أمس الخميس، التعليمات الخاصة بـ”مليونية” الجمعة، وتضمنت: “منع لبس اللثام بأي طريقة كانت، وعدم السماح بحرق علم مملكة السويد، واقتصار التظاهرات على أسوار السفارة دون اقتحامها، ومنع رفع راية أو حمل الصور أو الشعارات، والتعاون التام مع الأجهزة الأمنية واللجان التنظيمية في عملية الوصول إلى مكان التظاهرة”.
وتمكن عشرات المحتجين العراقيين الخميس، من اجتياز السور الأمني المحيط بمبنى السفارة السويدية في بغداد، الواقعة في منطقة العلاوي، رغم محاولات أفراد الأمن منعهم.
وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق، قد طالب رسمياً، السويد باسترداد العراقي سلوان موميكا الذي أقدم على إحراق نسخة من المصحف، من أجل محاكمته وفقاً للقانون العراقي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat