صفحة الكاتب : حيدر الخضر

تناقضات الأستاذ حـسن العلويّ
حيدر الخضر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عُرِف الأستاذ حسن العلوي بأنه المفكر الوطني العروبي المدافع الأول عن حقوق الطبقة المحكومة ضد الطبقة الحاكمة حتى وان كان هو مع الطبقة الحاكمة فيدافع عن الطبقة المحكومة مهما كلفه الأمر ، ويعد من أهم الباحثين في القرن العشرين وخاصة في الشأن السياسي والاجتماعي والمذهبي فيتناول القضايا المذهبية من باب النظام السياسي القائم بها وبناء الدولة وطريقة الحكم أما المسائل الفقهية والشرعية المختلف عليها عند المذاهب فلم يتناولها ويزعم إنها من مهمة رجال الدين وليس مهمته ، فنجده مدافعاً عن حقوق الإنسان مهما كان مذهبه ومهما كان انتمائه الفكري أو السياسي ، فهو ذلك البعثي الذي رفض أن يفصل الشيوعيين من الجريدة التي يرأسها في أوائل حكم صدام رغم انه غير مقتنع بأفكارهم لكنه يرى إنهم كتاب ماهرون بغض النظر عن انتمائهم السياسي والاختلاف بينه وبينهم سياسي وأيدلوجي وليس خلاف شخصي إنساني فرفض فصلهم وغادرة العراق ليصبح بالمعارضة ضد صدام وسياساته رغم انه من مؤسسي حزب البعث ، فنجد فيه النزعة الإنسانية التي تعامل الإنسان وفق كفاءته ومهنيته وبعد انتخابات 2010 نراهُ يُنظِر إلى تحالف سياسي بين القائمتين الفائزتين بالانتخابات وهما العراقية ودولة القانون ويطلق عليهما ( شراكة الأقوياء ) على أن يكون التحالف بإطار وطني ومنهجي في بناء دولة المؤسسات رغم إن هذا التحالف لم يحدث لأسباب كثيرة ليس بصدد الخوض بها الآن ، لكن اليوم نجد الأستاذ حسن العلوي يقول ان المحاصصة الطائفية هي الحل وهذا مناقض لكل كتبه وبحوثه ويطلق على المحاصصة ( المرض الخبيث بهدف نبيل ) وينسى أن المحاصصة هي من اكبر الذنوب التي ترتكب بحق الإنسانية ؛ لأنها تحرم الشخص الكفوء والنزيه من تبوء منصب كونه من طائفة ما وهذا مخالف للشرائع والأديان السماوية ومخالف للإنسانية جملة وتفصيلا ، فالمفكر حسن العلوي اليوم كالسياسيين الجدد الناشئين بالحقل السياسي يصنف القوائم ويحللها إلى مكونات مذهبية ويريد لكل مكون أن يأخذ حصته من التركة الطائفية والغنيمة ويأخذ حصته باسم طائفته لا باسم شخصيته وكفاءته ووطنيته وحجمه بالانتخابات ، فأنا اختلف مع أستاذي حسن العلوي بهذا المنطق الذي يحلل الكتل السياسية إلى مكونات ويريد أن تأخذ كل كتلة حصتها باسم طائفتها وتجعل المنصب حكراً عليها ونقل تجربة لبنان إلى العراق ، ولعلي ممّن ينتمي إلى المدرسة الوطنية في العراق المتمثلة بالدكتور علي الوردي ود.علي جواد الطاهر والأستاذ حسن العلوي وغيرهم من أعلام العراق الذين يرفعون الوطن على الطائفة واحبو على خطوات هذه المدرسة التي تعزز مبدأ المواطنة والهوية الوطنية بغض النظر عن الانتماء الطائفي والديني فهي تخلق المساواة بين البشر وتجعله يصل إلى أعلي المراتب بعمله واجتهاده . 27-12-2010             


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الخضر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/15



كتابة تعليق لموضوع : تناقضات الأستاذ حـسن العلويّ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net