اعياد الميلاد وموقف الاسلام منها
جبار عبد الزهره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جبار عبد الزهره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في خلال هذه الأيام الأخيرة من الشهر الثاني عشر لسنة 2024م الذي يغادر سنة ماضية ويستقبل سنة جديدة 2025م يحتفل نظرائنا في الخلق المسيحيون على حد زعمهم باعياد الميلاد 0
وبعبارات تدل على فرح غامر وسعادة كبيرة والتهيؤ للأشتراك في أعياد الميلاد المسيحية من قبل بعض المسلمين رغم ان ذلك عقائديا ممنوع على المسلمين في كتاب الله (في آيات قرآنية عديدة) والسنة النبوية الشريفة (وعلى الأخص في واقعة المباهلة ) وطاعة الله ونبيه محمد (ص) اولى بالإتباع وفوق الميول والاتجاهات بالمجاملة والتحابي 0
فقد رايت على يومياتي على ألـ facebook)) الكثير من الأصدقاء ارسلوا إليَّ رسائل بخصوص اعياد الميلاد وما اذهلني نحن مسلمين لا علاقة لنا بالممارسات العقائدية لليهود في اعيادهم مثل عيد الأنوار (عيد الحانوكا) ولا بالنصارى باعيادهم والتي تسمى (اعياد الميلاد) 0
لذلك وهذا ما موجود في كتاب الله القرآن العظيم لا يجوز للمسلم ان يحتفل باعياد الميلاد وذلك مذكور في آخرة سورة الفاتحة بقوله تعالى على لسان عباده المؤمنين به والمصدقين برسالة نبيه محمد (ص) ( اهدنا السراط المستقيم سراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) والمغضوب عليهم وهذا ما اجمع عليه مفسروا القرآن من جميع المذاهب الإسلامية (هم اليهود) والضالين ( هم النصارى) والمصيبة ان المسلم يقرأ سورة الفاتحة في صلاته في اليوم 5 مرات ولا ينتبه الى النهي الإلهي فيها في عدم مجاراة اليهود ولا النصارى في ممارسة معتقداته او الإصطفاف الى جانبهم ومشاركتهم 0
لأن كلا التوراة توارة موسى والإنجيل إنجيل عيسى قد تعرضا الى التحريف من قبل المغرضين من اليهود بالنسبة للتوراة لذلك فالموجود في التوراة ليس الذي نزل على موسى من ربه وإنما هو مجموعة الآراء والموقف الشخصية والفئوية للذين حرفوا الكتاب عن مساره الإلهي بما يتوافق مع اهدافهم الدنيوية ويتطابق مع اغراضهم المادية الباطلة0
وكذلك الأمر ينطبق على الإنجيل فقد تم تحريفه والتلاعب بمكوناته من قبل بعض النصارى بالإتجاه الذي يتناغم مع الغايات الدنيوية للمحرِّفين والمتلاعبين بنصه الإلهي وخير دليل على ذلك آية المباهلة في القرآن الكريم0 كما ذكرت اعلاه
وقد نشرت انا عدة مقالات في الأعوام الماضية نبهت فيها المسلمين الى عدم مجاراة اليهود والنصارى وتحذيرهم من ذلك ودعمت كتاباتي بادلة قوية من القرآن والسنة ومنها قوله تعالى ألآية (51) من سورة المائدة التي فيها نهي شديد من الله للمسلمين في عدم التناغم والتوافق مع اهل الكتاب (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ، ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) 0
ولينظر الناس من مختلف المشارب الى سلوك الرئيس الامريكي جو بايدن الذي يترأس دولة مسيحية حتى وإن كان يهوديا كيف يدعم اسرائيل بمختلف اشكال الدعم ومنها الحيلولة بوجه مجلس الأمن الدولي باستخدام حق الفيتو وللمرة الرابعة على التوالي في منعه من اتخاذ قرار لإيقاف الحرب المدمرة في غزة لأن القرار لايخدم اسرائيل وإنما يخدمها استمرارها لتدميرغزة سكانا وبناء وارضا ومحق كل ما يمت لفلسطين وشعبها بصلة0
وموقف الرئيس الأمريكي جو بايدن في عرقلة وصول مجلس الأمن الدولي الى مشروع قرار لإيقاف القتال في غزة خير مصداق على تجسد مضمون آية النهي الإلهي اعلاه فهو يحول باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد ايقاف الحرب لأن استمرارها يحقق لأسرائيل المزيد من الانتقام الدموي والتدميري والتهجيري ضد الفلسطينيين بشكل سافر ويومي حتى ساعة كتابة هذه المقالة 0
ولا انسى التعريج على تهديد الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب بان مساحة اسرائيل الجغرافية صغيرة ولا بد من توسعتها وطبعا على حساب الاقطار العربية من دول الطوق مثل مصر وسوريا ولبنان والاردن ولكن دولة اليمين الاسرائيلي رشحت الاردن لإبتلاع ارضها 0
واشير الى ان المسلمين يعرفون ان دينهم يتصف بالحدية ولا يرضى بالمجاملة والمحاباة على حساب قيمه العبادية والشرعية لأن المجاملة (مجاملة اهل الكتاب ) تعني الإرتداد عن الإسلام وهو الكفر والضلال 0
وإني اسال السيد رئيس الوزراء إن وصل إليه سؤالي هذا :- أيصلي معاليه الصلوات الخمس ؟؟ فإن كان الجواب نعم ارد عليه متسائلا ايضا :- هو يقرأ في كل صلاة سورة (الفاتحة ، ام الكتاب ) وهذا امر متعارف عليه لدى المسلمين وفي نهاية هذه السورة آية تقول :- (اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين انعمت عليهم ، غير المغضوب ، عليهم ولا الضالين ) وقد اتفق جميع مفسري القرآن:- على ان المغضوب عليهم من قبل الله هم اليهود وفي هذا دحض من قبل الله على انهم شعب الله المختار وتاكيد على انها محض اكذوبة يقولونها بالسنتهم وإما حقيقتهم هم ( شعب الشيطان المحتار ) باكاذيبه ومزاعمه 0 وأما الضالون فهم المسيح لأنهم بقولهم ان عيسى عليه وعلى امه السلام هو ابن الله فيه ضلال كبير فهم يعلمون من توراة موسى وانجيلهم ان الله (لم يلد ولم يولد) 0
علاوة على ذلك فان التاريخ الذي يحددونه لميلاد المسيح هو غير صحيح وكل من يريد ان يقع على التاريخ الصحيح للسيد المسيح فليذهب الى كتاب (تحف العقول عن آل الرسول ) يجد فيه التاريخ الصحيح وعلى لسان الإمام جعفر الصادق عليه السلام 0
ثم انهم يخالفون الشيعة في عقيدتهم الخلاصية وهذا مترجم في قولهم (cristmiss)ف(crist) تعني (عيد ميلاد ) و(miss) تعني ( المنقذ او المخلِّص) والاختلاف واضح هنا لأن الشيعة عندهم ان منقذ البشرية ومخلصها من الظلم هو الإمام المهدي عليه السلام وإما عيسى بن مريم فهو من اتباعه 0
لذا فإن مجاملة اليهود والنصارى في اعيادهم تعتبرمن كبائرالذنوب من وجهة نظر بعض رجال الدين ولكن الله سبحانه يقول :- (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat