لماذا هذا الاتفاق سيكون مختلفا ؟
مصطفى الاعرجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الاعرجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صحيح ان زيارة حكومة محمد شياع السوداني الى بريطانيا ستشهد توقيع اتفاقيات استراتيجية متعددة بين البلدين ، لكنها ستكون مختلف تماما عن المذكرات والاتفاقيات التي ابرمتها بغداد مع لندن خلال العشرين عاما المنصرمة
هذه المرة زيارة بغداد الى لندن لم تكون مستنسخة او مكررة مثل زيارات حكومة الجعفري وحكومة المالكي وحكومة العبادي و حكومة الكاظمي على الطلاق ,وانما ستكون حادة بحدة الاوضاع التي تشهدها منطقة غرب اسيا
والسؤال المهم : ما الجديد المختلف في هذه الزيارة والاتفاق خلال الفترة الحالية ؟
لا ليست زيارة السوداني الى بريطانيا هدفها التخفيف عن ثقل زيارته الى طهران والاذعان والاقرار بالشروط الايرانية كما تخمنه بعض التحليلات والتقديرات , بل ان العامل المتغير في هذه المرحلة هو العراق الذي يريد ان يكون محور التوازن بين الشرق الاوسط الجديد
وحقيقة فأن هجوم السابع من اكتوبر في العام الماضي وتداعياته من تدمير غزة , و جنوب لبنان و سقوط سوريا وتحييد تحركات ايران وتمدد اسرائيل في المنطقة ، ناهيك عن وجود عصابات داعش الارهابية في مناطق لا تخضع لسيطرة الادارة الجديدة السورية , كلها مؤشرات وجود خطر في محيط العراق الجغرافي
مما يستوجب قيام حكومة السوداني توقيع اتفاق امني بين البلدين , وذلك في اطار الانسحاب التدريجي لقوات التحالف الدولي في العراق الذي يبدأ خلال العام الجاري من اجل تعزيز التعاون الامني الثنائي بعد انتهاء مهمة التحالف
وتحاول حكومة السوداني ان تجعل لندن وسيطا بين امريكا والعراق لادرع الخطر المتوقع بشأن الضربات الجوية المتحملة على الفصائل كما تشير التصريحات السياسية , ترطيب الاجواء مع الادارة الامريكية الجديدة , وكذلك لحد من الاستهتار الامريكي في تحديد مصير شعوب منطقة الشرق الاوسط ."
والمهم ان العراق يريد ان يبرهن بأن لديه سياسية اقليمية واضحة قادرة على التعامل مع جميع الظروف في المنطقة ضمن مراكز القوى ويكون ابأ روحيا لتقارب وجهات النظر بين ايران والولايات المتحدة خلال الفترة الحالية ، وقد سبق له ان لعب دور بارزا في التقارب الذي حصل بين السعودية وايران بعد خلاف دام عقود من الزمن
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat