الطارمية أسيرة الارهابيين والمخربين
رياض سعد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض سعد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عانت الطارمية من هشاشة الاوضاع الامنية , وانتشار الدعوات الطائفية والتكفيرية , وتحركات الفصائل الارهابية المسلحة والتنظيمات الاجرامية الخارجة عن القانون , فضلا عن تواجد الحواضن البعثية وازلام النظام وايتام صدام ؛ منذ العام 2003 والى هذه اللحظة , فقد تحولت الى ساحة معارك طاحنة بين شراذم الارهاب الاجنبية والمحلية وبين القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي , بل اصبحت بمثابة قاعدة للارهاب ولتهديد العاصمة بغداد , و ورقة ضغط سياسية بيد القوى الخارجية والمحلية الطائفية ... ؛ وطالما كانت الشوارع الزراعية والبساتين الكثيفة المليئة بأشجار النخل والحمضيات في الطارمية ، والنهر الذي يمتد على طول الطريق إليها، هي في الواقع "مصائد موت" مستمرة منذ عام 2003و بدون توقف ... ؛ اذ شاركت الطارمية بالمعارك الاهلية الطائفية وقد قتل فيها وبسببها الكثير من العراقيين الابرياء ومن الفريقين وان كانت نسبة الضحايا من الاغلبية عالية جدا ؛نعم بفضل القوات المسلحة العراقية والسياسات الحكومية تخلصت الطارمية من الكثير من المجاميع والحركات والشخصيات الارهابية , وبعد استتباب الأمن في قضاء الطارمية باتت العوائل تفضّل الذهاب إلى الأماكن الترفيهية كالمتنزهات والمسابح في الآونة الاخيرة .
الا ان لسان حال الطائفيين والتكفيريين ؛ كل طائفي ذباح وان لم يذبح , وكل تكفيري ارهابي وان لم ينتمي , لذلك ستبقى هذه المناطق حواضن للإرهاب والعنف والتخريب ؛ ما دامت العقلية الطائفية والتكفيرية والبعثية والصدامية والعنصرية المناطقية هي السائدة ؛ كما أن سكان الطارمية والقوات الأمنية لا يتمتعون بعلاقة جيدة كما اشارت الى ذلك الكثير من التقارير الصحفية ؛ فقد فقد البعض من اهالي الطارمية في عمليات التحرير ؛ وان ظهر فيما بعد ان اغلب المختفين والمفقودين كانوا مختبئين في مناطق اخرى او يقاتلون في سوريا وغيرها ؛ وتكاد تكون الثقة المتبادلة بين القوات الامنية وهؤلاء منعدمة ؛ كما أن الكثير منهم لديه مغيبون لا يعرف بمصيرهم، ومن جهة الحكومة العراقية والجيش والاجهزة الامنية ، تعرف أن منهم مسلحين متخفين لا زالوا يعيثون فسادا وعنفا وارهابا وتخريبا في الطارمية ، وقال الشيخ محمد الفراج المشهداني في وقت سابق ، وهو من وجهاء المدينة إن عناصر "داعش ليسوا أغلبية لكنهم يستهدفون كل من يحاول التعاون مع الجيش"... ؛ ويقدر المشهداني أعداد مقاتلي التنظيم المتخفين في البساتين الكثيفة للطارمية بـ"عشرات"، لكنه يقول إن لديهم ارتباطات عشائرية ومحلية تسهل لهم التنقل وتمنحهم المعلومات عن المتعاونين مع القوات الأمنية... ؛ ويقول المشهداني إن "المقاتلين هؤلاء ليسوا عقائديين مثل مقاتلي داعش، نعرف بعضهم، ونعرف أنهم لا يمتلكون أي دين أو خلق، هم فقط متمردون على النظام يحاولون تأخير مصيرهم المحتوم"... ؛ وعليه لا تستغرب عزيزي العراقي من حدوث خروقات امنية او جرائم ارهابية فيها بين الحين والاخر ؛ الا ان اللافت للنظر ؛ ان اصوات البعض تتعالى بضرورة حماية المكون السني او مراعاة حقوق الانسان ما ان تتحرك القوات الامنية العراقية لمحاصرة فلول الارهاب في هذه المنطقة او تلك ...!!
ومن اخير فواجع الطارمية وليس اخرها ؛ فاجعة يوم الثلاثاء (21 كانون الثاني 2025) ؛ اذ أعلنت الحكومة و وسائل الاعلام عن حدوث انفجار ضخم هز قضاء الطارمية , وتسبب بسقوط العديد من الشهداء والجرحى من عناصر قواتنا الامنية ؛ وقد ادعت وسائل الاعلام ان الانفجار ناجم عن انفجار كدس العتاد وهو عبارة عن ألغام أو اسلحة ومتفجرات حربية ومخلفات عصابات داعش الإرهابية ؛ كانت موجودة في بساتين شرق الطارمية ،و تسبب بسقوط خمسة شهداء ، بينهم ثلاثة ضباط، وإصابة ثمانية من القوات الأمنية المشتركة ، أغلبهم من الجيش"؛ بينهم مدير الأمن الوطني في قضاء الطارمية ؛ وقال مصدر امني في حديث لـ السومرية نيوز، إن "معلومات وردت بوجود عناصر داعش وكدس عتاد في الطارمية شمالي بغداد، واثناء وصول قوة مشتركة من الجيش وجهاز الامن الوطني انفجر الكدس على القوة، ما أدى الى استشهاد 4 واصابة 5 بجروح متفاوتة"... ؛ وأضاف المصدر أن "قوات الجيش ارسلت تعزيزات عسكرية الى المنطقة لغرض اخلاء القتلى والمصابين واجراء عملية تفتيش شاملة للمنطقة"... ؛ وأضاف، أن "القوة المشتركة أثناء تفتيشها للمنطقة انفجر كدس عتاد عليها، وقالت الخلية الامنية في بيان ورد لبعض الوكالات : (( بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة لجهاز الأمن الوطني بشأن وجود كدس عتاد قديم مخفي في منطقة البوغنطوس بقضاء الطارمية، شرعت مفارز الجهاز بالتعاون مع القوة الماسكة في لواء المشاة 23 بالجيش العراقي بالتوجيه للمكان وأثناء عملية التأكد من وجود هذا الكدس حدث خطأ فني خارج السياقات المعتمدة، مما أدى إلى انفجار الكدس واستشهاد ثلاثة ضباط وإصابة اربعة من المراتب ... )) .
واستغرب المواطنون والمتابعون والمختصون من ذهاب قوة امنية كبيرة الى بساتين معروفة وفيها مخلفات حربية , واقتراب الضباط من كدس العتاد من دون اخذ الاحتياطات او لا اقل تقدم فرق الهندسة العسكرية لإبطال مفعول تلك المخلفات كما هو المعتاد ؛ لاسيما وان هنالك مقاطع فيديو انتشرت تابعة للتنظيمات الإرهابية في الطارمية تتبنى هذه العملية الاجرامية الجبانة , وتؤكد نجاحها ؛ وكانت خلية الإعلام الأمني، أعلنت في وقت سابق من يوم الثلاثاء، تشكيل مجلس تحقيقي للوقوف على أسباب انفجار مخزن للعتاد خارج السياقات المعتمدة في منطقة الطارمية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat