لا للنفير العام في سوريا
جبار عبد الزهره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جبار عبد الزهره

المطالبة بالنفير العام في هذا الظرف المعقد الذي تمر فيه سوريا وهي ممزقة اجتماعيا وسكانيا بسبب كثرة مكونات التركيبة السكانية على مستوى الإنتماء القومي والثقافي وإلأثني والتباين في المطالب الإجتماعبة والدينية والسياسية لهذا البلد لا تخدم حتى المطالبين بها لأن النفير العام سيكون ذا نفس وطبيعة طائفية طالبت به شريحة معينة من زاوية تطرف عنصري او طائفي 0
وذلك من اجل الدخول في حرب انتقامية ضد شريحة اخرى ذات انتماء مغاير لإنتمائها على مستوى الانتماء المذهبي او الديني او العرقي وغيرها من قائمة الإنتماءت الطويلة في سوريا وخاصة في هذا الظرف فقد دخل الى سوريا تحت عباءة الإنتماء للفصائل المسلحة التي اسقطت نظام الاسد في8 ديسمبر في العام الماضي 0
وهذا يعني من بين اهم ما يعنيه دخول سوريا في حرب اهلية طاحنة يعني العودة الى مربع الحرب الاهلية السورية التي اندلعت العام 2011 بكل ما افرزت من مآسي النزوح والهجرة والقتل الذريع وسفك المزيد من دماء السوريين واتساع رقع معاناة السورين على مستوى الحاجة الى التسليع الكبير لمختلف السلعة المهمة في الحياة من اجل العيش ولو عيشة الكفاف التي اصبحت بعيدة المنال في سوريا بسبب انعدام فرص العمل وفقدان الكثير من السوريين أعمالهم بسبب التسريح من مواقع العمل الذي اعتمدته الحكومة الانتقالية الحالية للشرع علاوة على هبوط سعر صرف الليرة اللبنانية فضلا عن ضعف كافة مرافق البنية التحتية في تنفيذ وتجهيز الخدمة المطلوبة للمواطن السوري تقديمها وفق اختصاصها 0
فقطاع التعليم والصحة والكهرباء وغيرها من القطاعات الخدمية المهمة بحاجة الى ترميم واصلاح من اجل تأهيلها في اطار الكفاءة والنوعية الخدمية الجيدة لإنتشال السوريين من الوضع الخدمي البائس0
على السوريين على مستوى الحكومة الانتقالية والشعب ضبط النفس والبحث عن سبل للتفاوض من اجل تعزيز فرص الوصول الى سلام دائم وليس العودة الى المربع الاول وهو مربع الحرب والاقتتال الداخلي الذي لا يخدم الشعب السوري الذي بحاجة الى التلاحم والتكاتف من اجل النهوض بسوريا واعادة بنائها مجددا خدمة لكل السوريين لتستعيد دورها الأنساني المعاصر وتأثيرها الحضاري العريق على الساعة الدولية والاقليمية وساحة البناء والإعمار الداخلي 0
انه على كافة السوريين أن يصرخوا بصوت واحد لا للنفيرالعام الطائفي ونعم للعمل للبحث عن قواسم مشتركة داخلية ومواقف مشتركة عالمية وإقليمية وتفعيلها من اجل بناء مشروع نهضوي حضاري يرافقه استعداد مؤكد من قبل السوريين رسميا وشعبيا لتبني الاشكال البناءة في العلاقات الداخلية والخارجية مع دول المحيط والعالم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat