أنظر للحياة من كوة ضيقة وأنا جالس وحدي في زاوية مقهى كئيب بتأملات حركة الناس التي اعتادوا عليها ، وما يدور في ذهني من تلاشي الاشياء الجميلة لكبر السن وأمراضه المختلفة ، أم لفقدان العمل ، أوفقدان تلك الحوارات والقفشات مع الاصدقاء ، أم ما يترأى لي من أن الايام تدور بعكس الطموح الذي فقد بريقه وذهب صوابه مني . .
بدأ وكأن الناس والمعارف منهم خاصة تحولت الى كيان معادية للطموح وهذا ما جرد الامل في نفسي وكأني اسير الى سراب ووهم ، ودار في رأسي المتعب لماذا أنا حزين وآخر فرح ؟ هل السبب هي الظروف أن لا أحقق ما أريد ، وهوما حدث لي في تصوراتي البسيطة والمعقدة احيناً ، حين مددت نظري لأرى مجتمعي غالبه البؤس في واقع الطريقة التي اراهُ بها وأسترجع ما ألم بي من خسارات وإخفاقات في ظل زمن مسدود وأحيانا محسود . .
لم اُفيق الا على صيحات عامل القهوة وصدى طقطقات مواعين الشاي ، وصفير بائع الجرائد ، وكأنني خرجت من تصورات ظلام ما وضعت نفسي به وما شكل طبيعة رؤيتي لما يدور حولي من تصوراتي العابرة الممتليء بفشل لازمني ، ايقضها ألناس البسطاء في الاحداث والحركة التي تدور في المقهى والشارع لاستعيد قدرتي على العيش وأصحى على الحقيقة المرة !
أدركت اخيرا إن الحياة قد تتبدل عندما تذهب منا مشاعر القلق والثبات على الظروف في السير مع الواقع كما هولتبعث الطمأنينة في النفس اللوامة وتتشكل لنا الحياة التي نرضى بعد كفاح طويل من سنين عجاف وتقاذف الطموحات التي نهشتها انياب زمن أغبر قلب المعادلات وغير الاحوال في نتاجات لغير صالحنا ، في وقت بددناه دون حصاد وفعالية وحماية الوقت .
قد يختلف معي البعض ويعترض على تفسيري في اسباب خذلاني في اصلاح الحال وهي طبيعة البشر في تحديد شكل وقوام الحياة على ما اوردته ، وأخيرا لم يوعدني أحد أو ألآخرين بالعيش بالجنة او ألفردوس في حياة راكدة لا تقدم فيها ولا بناء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat