ماهي التغيرات التي تحدث في روتينك اليومي خلال شهر رمضان ؟
امل شبيب الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
امل شبيب الاسدي

مع أول خيوط الفجر، المرأة في رمضان على وقع صلاة وسكينة، تشعر أن النهار يحمل لها رحلة من العطاء والروحانية. تبدأ يومها بالسحور، حيث تمتزج رائحة الخبز الدافئ بدعواتها الصادقة، تجهّز الطعام لأهل بيتها، لكنها لا تنسى أن تزود روحها بذكر وتسبيح، فهي تدرك أن رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام، بل زاد للقلب والعقل معًا.
تمضي ساعات الصباح، إن كانت في وظيفة تتوجه إلى عملها بإرادة صلبة، تدير مهامها مع محاولة الحفاظ على طاقتها حتى موعد الإفطار. وإن كانت ربة بيت، فإن نهارها يمتلئ بين العناية بأطفالها، وترتيب شؤون المنزل، وربما تنتهز فرصة الهدوء لتقرأ كتابًا، أو تستمع إلى درس ديني يعيد شحن قلبها بالنور.
مع اقتراب الظهيرة، تبدأ ملامح الإرهاق بالظهور، لكنها تبتسم في وجه يومها، تدرك أن هذه الساعات هي اختبار للصبر. تأخذ قسطًا من الراحة، وربما تجلس على سجادتها تدعو وتناجي ربها، فهذا الشهر هو أقرب الأوقات لاستجابة الدعاء.
قبل المغرب، تتحول يدها إلى شعلة من النشاط، تُعد مائدة الإفطار بحب، تراقب الأطباق وهي تزين السفرة، لكنها تعلم أن الأهم ليس الطعام، بل تلك اللحظة التي يجتمع فيها الأحباب حول المائدة، تتعالى الضحكات، وتُختصر المسافات بين القلوب.
يأتي الليل،فتصلي صلاته، تشعر بأن روحها تخف وكأنها تتخلص من كل أثقال الأيام. إن كان لديها وقت، تمسك بمصحفها، تغوص في آياته، تدمع عينها حينما يلامس قلبها معنى لم تدركه من قبل، وما أن تشرق الشمس، تساعد أطفالها في دروسهم وتهيأهم للذهاب إلى مدارسهم،
قبل النوم، تراجع يومها، هل استطاعت أن توازن بين مسؤولياتها وروحانيتها؟ تتذكر أن العبرة ليست في الكمال، بل في نية صادقة، وقلب متصل بالله. تبتسم لنفسها، تحمد الله، وتنام على أمل أن يكون غدها أكثر إشراقًا، فكل يوم في رمضان هو فرصة جديدة للنقاء والسكينة.
تحياتي لكم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat