صفحة الكاتب : جمال الطالقاني

ثأر الأمام أبا الاحرار الحسين (عليه السلام)
جمال الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ذكرى عاشوراء وما تحمله من مآسي وقصص إنسانية مؤلمة تدمي القلوب المؤمنة ، وفي مثل هذه الأجواء الكربلائية الحسينية يتوزع الحديث عن المناسبة على عدة مستويات ، فمنها حديث حول الأحزان ومنها حول الشجاعة والأباء ومنها حول الثأر للحسين المظلوم ..
ثأر الأمام الحسين (عليه السلام) هذا الثأر المقدس .. مقدس الى درجة أن الأمام الحجة المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) يطالب به عند ظهوره المقدس ، وهو ثأر طالب به قبل ذلك العديد من القادة والثوار الأحرار في الأمة الأسلامية ولكن أي ثأر هذا ..؟
 و ممن سيؤخذ ..؟
ان الحديث عن مسألة ثأر الأمام الحسين "ع" والمطالبة به هو حديث له تفصيلات كثيرة ينبغي التوقف عند نقاطه البارزة ! 
أن نثأر لمظلومية الأمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه بعد ما حل بهم من جريمة بشعة لم يعرف لها التأريخ مثيلا هو أمر لا يصعب فهمه ، فما من مسلم  لا بل كل أنسان حر شريف عرف شيئا عن واقعة الطف ألا واضطرب عقله ووجدانه أستنكارا للجرائم الشنيعة التي أرتكبها جيش يزيد "لع" بحق بن بنت الرسول وأهل بيته (عليهم السلام اجمعين) ... فيصبح بشكل أو بأخر ألى مطالب بثأر الأمام والقصاص من المجرمين أجمعين .
ولكن وفي هذه النقطة تحديدا أي القصاص من الجاني تأمل وتفكر وسؤال يطرح نفسه ، وهو أن من المعروف والمشهور تأريــــــخيا بأن المختار الثقفي (رحمة الله) قد أقتص من الجناة واحدا بعد أخر وقتلهم بأساليب قد تتلائم مع مدى بشاعة جرائمهم بحق الحسين (عليه السلام) ومن أستشهد معه ، ألى درجة أرضت البيت المحمدي العلوي وأدخلت عليهم السرور وهو ما ورد عن الأمام الباقر (عليه السلام) أنه قال : (لا تسبوا المختار فأنه قتل قتلتنا وطلب بثأرنا وزوج أراملنا وقسم المال فينا على العسرة ).
 
أذا فلماذا نستمر بعد ذلك بالمطالبة بهذا الثأر وننوء بحمله الثقيل على طول التأريخ من دون تحقيق شيئا يذكر من أستحقاق هذا الثأر !.
 
أن الحديث عن القصاص والثأر من قتلة الأمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه أذا أردنا بيان معانيه ومدلولاته ودروسه الحضارية والتأريــخية بشكل عادل ومنصف فينبغي التأمل بهوية الشخصية والقضية التي من أجلها نطالب بالثأر المقدس هذا وثانيا الأستحقاق التأريخي لهذا الثأر ، أي أن قتلة الحسين (ع)  الذين نطالب بالثأر منهم هل ينحصرون بشخص يزيد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن والحصين .. ألخ ، لعنهم الله أجمعين ..  والذين أنتقم الله تعالى من أغلبهم على يد المختار الثقفي كما اسلفت  شر أنتقام وبالتالي تنتهي القضية وينتهي معها كل شيء وتصبح قضية الامام  سيد الشهداء  (ع) وثورته ليس أكثر من قصة أنتفاضة تتناقلها صفحات الكتب التأريـــخية وكتب السيرة والتراجم ليس أكثر .
 أن شخص الامام الحسين (عليه السلام) ليس بالأمكان لأي شخص منصف حتى ولو لم يكن مسلما بأن يمر عليهم مرور الكرام فالحسين (عليه السلام) هو أمام معصوم مفترض الطاعة وأبوه وصي رسول رب العالمين وأمه سيدة نساء العالمين وأخوه الأمام الحسن الزكي المجتبى المظلوم ولهذا فأن الأمام الحسين (عليه السلام) ليس أسما يمر عليه مرور الكرام أو الحديث عن سيرته بكتاب أو أكثر ، وكذا فأن شكل الجريمة البشعة التي أرتكبت بحق الأمام الحسين (عليه السلام) ومن معه ليست جريمة عادية أبدا لقد كانت من البشاعة ألى درجة أن أي وصف لها لا يمكن أن يفي بدرجة المظلومية الكبيرة التي وقعت في طفوف كربلاء .. ! 
أن التعاطي مع القضية الحسينية الكربلائية بكل عناصرها يتحول تلقائيا ألى تعاطى ظالم مقصر عندما نحدد هذه القضية بحدود تأريخية أو أسماء وأشخاص وأعيان وأماكن معينة ، أذ أن أسلوب التعاطي مع القضية الحسينية لا يمكن أن يفي حقه ألا عندما نجعل من القضية الحسينية بكل عناصرها نصب أعيننا وفي كل زمان ومكان ونستلهم منها الدروس والعبر الصحيحة فأنها بالتأكيد ستصرخ(القضية الحسينية)في وجداننا وتستنهضنا وتطالبنا بأخذ الثأر والقصاص لها من كل ظالم ، من كل مفسد ، من كل منحرف ، من كل كافر ، من كل عتل زنيم ، من صدام الهدام ، من يزيد ، من شـــارون ، من هتلر ، من ميلو سوفيتش ،..ألخ ، من كل طاغية متجبر ، وفي كل أرض ومكان ، في النجف الأشرف ، في كربلاء ، في العمارة ، في كركوك ، في الموصل ، في أربيل ، في القدس ، في رام الله ، في غزة ، في قانا ، في بنت جبيل ، في شبعا ، في كوسوفو ، في كابل ..ألخ.
أي أن هذا الثأر في صورته ومفاهيمه الصحيحة هو مدرسة أصلاحية تقدمية نهوضية تجديدية متكاملة لا تطبق ألا (رمزيا)في كل زمان ومكان عبر المطالبة بهذا الثأر المقدس وديمومة المطالبة حتى ظهور الأمام المهدي المنتظر (عج) المطالب بثأر جده الأمام الحسين (عليه السلام) ...
 فسلام عليك سيدي وجدي يوم ولدت ويوم ثرت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا  .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/24



كتابة تعليق لموضوع : ثأر الأمام أبا الاحرار الحسين (عليه السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net