ايران "تجفف" نفط خانقين بعد تجفيف الوند
وكالات

 برزت في الآونة الاخيرة مخاوف من خطر تجفيف الآبار النفطية في حقول (نفطخانة) في قضاء خانقين بمحافظة ديالى، بسبب استخراج ايران للنفط منها تزامنا مع قيامها بتجفيف مياه نهر الوند القادم من اراضيها. 

وتعد (نفطخانة) من الحقول المشتركة بين ايران والعراق، واكتشف النفط فيها لأول مرة عام 1924، وتطلق عليها في الجانب الايراني حقول (نفطشاه).
ويحذّر الرئيس السابق لمجلس محافظة ديالى، ابراهيم حسن باجلان، من تجفيف الآبار النفطية في هذه الحقول بقوله "كي لا نسمح لايران بالاستيلاء على نفط حقول (نفطخانة) يجب على العراق ان ينشأ مصفاة للنفط ويقوم باستغلاله لانتاج المحروقات".
بلدة (نفطخانة) تقع على الحدود الايرانية في مكان يتوسط المسافة بين خانقين وناحية مندلي، على بعد 36 كلم الى الجنوب الشرقي لقضاء خانقين.
وعلى الرغم من ان المنطقة تعد من اقدم الاماكن التي اكتشف النفط فيها في العراق الا ان كونها منطقة حدودية، توقف العمل في استخراج وتكرير النفط فيها خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية، التي دامت ثمان سنين 1980 – 1988، واستمر التوقف حتى بعد سقوط النظام السابق عام 2003 كون المنطقة من "المناطق المتنازع" عليها بين اربيل وبغداد.
وعلى الرغم من ان التوقعات تشير في السنوات الاخيرة الى وجود مليار وربع برميل من النفط الخام فيها، الا ان السلطات الايرانية تقوم منذ قيام حرب الخليج الثانية ولحد الان باستخراج النفط في الجانب الشرقي منها، ولهذا يتوقع حدوث انخفاض كبير في كمية النفط الموجود فيها.
ويؤكد عضو مجلس النواب العراقي السابق پشتيوان احمد، على ان "مخاطر تجفيف الآبار النفطية في حقول (نفطخانة) من الاحتمالات الواردة، لان ايران تستخرج النفط من (نفطشاه) باستمرار، وهذا مما يجعل النفط الموجود في (نفطخانة) تصب في آبار (نفطشاه)".
ويشير المهندس في حقول (نفطخانة) كريم محمد، الى ان هذه الحقول تضم 26 بئرا نفطية؛ وهي تشترك من الناحية الجيولوجية مع (نفطشاه) كونها تصدر من منبع واحد.
وحسب قول هذا المهندس فان "من مجموع الآبار الستة والعشرين، فان النفط يستخرج من خمس منها ويصدر الى بغداد من اجل تكريره"، موضحا ان "مصدر النفط في الجانب العراق يكون مرتفعا، الا انه في الجانب الايراني منخفض ومائل، وهذا في وقت لا تقوم فيه الحكومة العراقية باستخراج النفط من آبارها على عكس ما تقوم به نظيرتها الايرانية باستمرار، وهذا ما يجعل النفط ينصب من الجانب العراقي الى الجانب الايراني".
المخاوف من جفاف الآبار في هذه المنطقة تأتي في وقت تواجه قراها خطر الهجرة الجماعية بعد قيام الجانب الايراني بتجفيف مياه نهر الوند في الصيف الحالي.
ويوضح پشتيوان احمد، انه سبق له وان قام بزيارة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، وطالبه بنصب مصفى للنفط بالقرب من هذه الآبار لينتج المشتقات النفطية كي لا تستولي ايران على كل النفط الموجود فيها، ويقول بان "الشهرستاني وافق على الفكرة"، مستدركا ان "وزارة الثروات الطبيعية في حكومة اقليم كوردستان منعت هذا الامر بكتاب رسمي؛ بحجة ان هذه الآبار تقع في منطقة "متنازع عليها".
في عشرينيات القرن المنصرم وحتى نهاية السبعينيات منه، كانت الحكومة العراقية تقوم باستخراج النفط من هذه الحقول وتكريره في مصفى الوند، ولكن بعد ذلك التاريخ تم ايقاف العمل فيها، وكان هذا الامر مرتبطا بعدم استقرار الاوضاع الامنية في العراق بعد قيام الحرب العراقية الايرانية ومن ثم حرب الكويت وبعدها سقوط النظام السابق عام 2003.
وعلى الرغم من ان المسؤولين الكورد سعوا بعد "عملية تحرير العراق" بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وتشكيل الحكومة الجديدة، الى استخراج النفط من تلك الحقول؛ الا ان الخلافات التي حصلت بين اقليم كوردستان وبغداد حالت دون ذلك.
ويؤكد عضو لجنة الثروات الطبيعية في برلمان كوردستان دلير محمود، انه "ليس امام اربيل وبغداد سوى الاتفاق على استخراج النفط من هذه الحقول كي لا يذهب سدى".
يذكر ان بريطانيا قامت عام 1924 باكتشاف وجود النفط في المنطقة وسميت المنطقة منذ ذلك الحين ب(نفطخانة).
 
وقام النظام العراقي عام 1975 في اطار سياسة "التعريب" بترحيل 370 اسرة كوردية من المنطقة الى وسط وجنوب العراق، وتسكن 17 اسرة فقط في المنطقة الآن؛ وجميعها من الكورد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وكالات

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/22



كتابة تعليق لموضوع : ايران "تجفف" نفط خانقين بعد تجفيف الوند
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net