المرأة العراقية, ومراجعة الذات المطلوبة
دلال محمود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دلال محمود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حين كتبت بعض المقالات التي تتناول قضايا المرأة العراقية وعملت مقارنة بسيطة بينها وبين ,المرأة الألمانية ,توقعت أن تلاقي مقالاتي تلك حلولاً,للحد من ركود المرأة,ولكني , تلقيت ببالغ الأسى والحزن تعليقات غير ذات فائدة ,ووردتني ايميلات من قرائي الكرام, يعتبون عليَ, كوني لن انصف المرأة, وأنهالوا عليَ,بمديحهم المتعارف والممزوج بنوع من عدم المصداقية, فجعلوا من النساء العراقيات ,وانا منهن ، شيئا يفوق الخيال ,وكأن الله ماخلق على الارض امرأة غير العراقية ، ومثلما ,نحن بارعون في كل الأقوال وبلا أدنى تطبيق لبعض منها, فأنهم لن يثبتوا لي مالذي قدمته المرأة العراقية طيلة تلك الحقب, التي عانى منها العراقي الويلات الكثيرة ، كنت ولازلت أول من يناصر المرأة في نيل حقوقها المشروعة كأنسان من الدرجة الاولى,ولكني مع هذا كثيراً ماألوم النساء, وأولهم أنا, فكنت حين أرى الحاكم الظالم سرعان ماتتراءى لي صورة التي حملته ووضعته وأرضعته, وسهرت عليه الليالي, وكم أتخايلها باشبع الملامح, نعم, لأن حضنها خلق الظالم, وكبرت فيه نزعات الشر والانتقام, وهو في سنين عمره الاولى ان لم نقل في الاشهر الاولى من عمره كما توصل اليه العلماء لاحقاً,حيث ثبت بما لايقبل الشك, ان الشهور الثلاثة الاولى من عمر الطفل هي التي تحدد وتؤثر في تكوين شخصيته في المستقبل ، قد تكون حالات, خارج تلك التفسيرات, على إعتبار ان لكل قاعدة شواذ, فقد يولد الخبيث من الطيب , او الطيب من الخبيث, ولكني هنا اتكلم عن الحالات العامة. لنأخذ على سبيل المثال ,الحروب التي توالت علينا, والتي حصدت ماحصدته, ألم يكن للأم العراقية الدور الأكبر في إستمرارها, ولنبدأ, بأم الحاكم , ألَمْ يكون لها دورا في هذا, دعوني من الأم,ولأذهب معكم الى الزوجة, ألَمْ يكن لها دوراً فيما حصل, سأدع الزوجة , لأتقرب الى البنت, ألَمْ يكن لها تأثير على والدها, هذا بالنسبة للحاكم, اما بالنسبة لأبناء الشعب, ابتداءاً,من قادة الفيالق, الى الجندي سواءا المجهول او المعروف .
أنا أعلم أنكم ستشهرون أقلامكم بوجهي, وتتهموني بالقساوة على الأم والأخت والأبنة, وقد تستغربون ان قلتم لكم ان هذا هو مااصبو إليه, نعم يااحبتي وياأعزائي الكرام, فكفانا مديحاً,مزيفاً, ولتنظر كل إمرأة عراقية , الآن وبسرعة, الى ذاتها, ولتتفحص ملامحها, علها تلحق بالركب, لتمسح ملامح الضعف والهوان, ولكن إياكِ ياسيدتي أن تتوهمي فتمسحي ملامحك بالاصباغ الصناعية, كلا, فانا اتمنى عليكِ, ان تمسحي كل مايُسيء الى دورك في بناء الانسان العراقي الاصيل, من خلال تطهير نفسك من كل طمع الحياة, وان تجملي روحك بكل صفات الزهو والكبرياء والنقاء التي غابت عنكِ, او غبتِ عنها , الأمر سواء.
يتبع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat