صفحة الكاتب : د . حامد العطية

هل كفر القرضاوي عندما أقسم بالله؟
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     بمحض الصدفة عثرت بموقع الشيخ القرضاوي، فاجتذب اهتمامي شريط مسجل، فغصبت نفسي على مشاهدته، وتبين بأنه مقطع من خطبة جمعة للقرضاوي، يتنبأ فيها بسقوط بشار الأسد، وقال نصاً: " أنا أحلف بأن بشار انتهى"، وفيما يلي رابط الشريط:
http://www.youtube.com/watch?v=zLsox0UPiJk
   كلامه أما نبوءة منجم أو حكم شرعي، ولكون القرضاوي رجل دين، ينتفي احتمال النبوءة، خاصة وأنه أقسم بالله، وليس من عادة المنجمين القسم بالله على صحة تنبوءاتهم، لذا هو بمثابة حكم شرعي.
    في حكم القرضاوي، بشار الأسد ظالم، لذا استحق هو وحكمه الزوال، وليس القرضاوي مثلي من عامة الناس، يبني أحكامه على التحاليل السياسية والعسكرية أو الأهواء، بل هو رجل دين، ورئيس علماء المسلمين السنة، والزعيم الروحي للملايين من الأخوان المسلمين، لذا يتحتم أن يكون حكمه بالزوال الحتمي والقريب على الرئيس السوري شرعياً، خاصة وأنه تفوه به على منبر صلاة الجمعة، فهل يتطابق حكم القرضاوي مع شرع الله المبين في قرآنه الكريم؟
  الظالم يمهل ولا يهمل، تلك سنة الله، فربما يحل العذاب في الدنيا، وقد تؤخر العقوبة إلى الآخرة، وهو ما تبينة الايات الكريمة التالية:
(وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ) [ الكهف: 58]
 (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) [ النحل: 61]
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [ ابراهيم:42]
ويروى عن السلفي ابن باز في هذا الصدد على موقعه الألكتروني ما يلي: " الذنوب والمعاصي صاحبها متوعد بالعقوبة إلا أن الله –جل وعلا- قد يعفو سبحانه، وقد يؤجل العقوبة إلى الآخرة إذا مات العبد على المعاصي".    
     حكم الله في العصاة والظالمين هو تعجيل العقاب في الدنيا أو تأجيله للآخرة، لكن الشيخ القرضاوي يخالف ذلك في قسمه على حتمية نهاية الرئيس السوري، أي العقوبة العاجلة في الدنيا.
    هنالك ثلاثة تفسيرات محتملة لمخالفة القرضاوي لحكم الله:
أولاً: أن يكون الرجل جاهلاً بالقرآن الكريم وأحكام الشريعة، وهو ما يتنافى مع ادعاءه بالتفقه في العلوم الشرعية وتصديه للفتوى ورئاسته لعلماء المسلمين السنة.
ثانياً: أن تكون نبوءة القرضاوي إلهاماً من عند الله الذي اطلعه على غيبه، ونبأه بأن زوال الرئيس السوري قريب، عقاباً له في الدنيا قبل الآخرة.
ثالثاً: أن يكون القرضاوي مدعياً للربوبية، وقوله بزوال الأسد إرادة ربانية، ستتحقق حتماً.
    بما ان الشيخ القرضاوي ليس جاهلاً أو خرفاً بشهادة الملايين من أتباعه وحكومة قطر وقناة الجزيرة فلا يبقى سوى ادعاءه معرفة الغيب أو حتى الربوبية، فهو كمن قيل له بأن الله يمهل فأجاب بل سيعجل، ولو أن أحداً غير القرضاوي تفوه بهذا الكلام لسارع هو ومريدوه والسلفيون للحكم عليه بالكفر، ولكني أكتفي هنا بالعياذ بالله من القرضاوي وكل أدعياء الربوبية من التكفيريين الضالين المضلين. 
24 حزيران 2013م 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/25



كتابة تعليق لموضوع : هل كفر القرضاوي عندما أقسم بالله؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net