صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

الغاء الرواتب التقاعدية لمجلس النواب مطلب شرعي
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ما نسمعه في هذه الايام من صيحات ومطالب من جموع الخيرين وبعض المنظمات الانسانية وفي خطب الجمعة والمناسبات الدينية حول حملة الغاء الرواتب التقاعدية لاعضاء مجالس النواب والتصريحات المتكررة في الصحف والوسائل المرئية لبعض من النواب , والجميع عازمون على تنفيذ هذا المطلب الشرعي والوطني لتفادي تداعيات الامر في المستقبل وخوفا من الانعكاسات السلبية على الوضع الاقتصادي وتصدع ميزانية العراق واستنزافها مبالغا طائلة اذا ما طبق هذا القرار الذي لايصب ايضا في مصلحة العملية السياسية , فسوف تنعدم الروح الوطنية عند كل شخص يرشح في المستقبل لمجلس النواب وستكون نظرته هو الحصول على راتب تقاعدي متميز وسينجر الى تكريس جهوده في البحث عن تأمين مستقبله والحصول على دار سكن من الاموال التي حصل عليها ويعيش في اجواء تبعده عن الاحساس بمعاناة الفقراء والتقاعس عن ممارسة دوره الوطني وخصوصا اذا كان النائب المرشح من طبقة فقيرة وتفاجىء بتلك المبالغ المرتفعة , بعض النواب وبالتحديد النائب حسن العلوي يرفض هذا المطلب ويقول ان هذا التقاعد هو حصة اطفالي , والنائبة ناهدة الدايني تشترط الألغاء بتخفيظ رواتب المدراء العامين والوكلاء من الوزراء والوزراء ,والنائبة حنان الفتلاوي تصر بشدة على الغاء الرواتب التقاعدية دون قيد او شرط , اما المقترح الذي قدم من قبل النائب المستقل عثمان الجحيشي بان يشرع قانون يمنح فيه النائب راتب تقاعدي على اساس وظيفته السابقة قبل دخوله قبة البرلمان وهذا معمول به في معظم برلمانات العالم , وما يصرح به في الاعلام هل هو مكسب جماهيري او امتصاص غضب الطبقة العاملة والفقيرة , التي تتحسر عن الحصول على قوتها اليومي وهم ينظرون بحسرة الى النائب وقد حصل على مميزات كبيرة وقفز على اطلال ما قدموه من تضحيات وذهابهم الى صناديق الاقتراع , فبدلا من تحسين الوضع المعاشي لجميع المواطنين وتقليص الفارق بين الموظفين واعضاء مجالس النواب والوزراء الذي وصل الى 30 مرة كفرق بالراتب والمخصصات , متناسيا ان نسبة الاعضاء تتزايد في مجلس النواب بزيادة السكان وعلى مر السنين سنلاحظ ان 25 % من الشعب يتقاضى رواتب تقاعدية برلمانية عالية جدا وقد يدمر اقتصاد العراق ويخلق ازمات على جميع المستويات وخصوصا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية , فالحل هو بيد اعضاء مجلس النواب على ان يتفقوا جميعا وان لايذهبوا الى وسائل الاعلام ليصرحوا من اجل مكسب انتخابي , مع ان الشعب يتابع كل يوم الاخبار واصبح كل فرد من الشعب العراقي محللا سياسيا على قدر فهمه للحالة التي يعيش من اجلها , لسبب ان الاحداث فيها ازدواجية في الرأي والحكم , هنا احب ان اتكلم بصراحة لو ان اعضاء مجلس النواب حددوا وقتا معلوما وامام وسائل الاعلام جميعا وناقشوا هذا المطلب الجماهيري والشرعي والذي اكد عليه رجال الدين ومرجعياته مع العلم ان قسما من اعضاء مجلس النواب ملتزمون بمسار الدين فتراهم في المناسبات الدينية متواجدين في الاضرحة المقدسة قبل ان يأمها الناس , وناقشوا بجدية كما ناقشوا امتيازاتهم واصدروا قرارا لصالحهم بجلسىة واحدة , لاختصروا لنا الطريق وتبينت الصورة الحقيقية لمن يرفض هذا المطلب ومن الذي يصر على تجاوز رأي الناس وربما تتحسن الصورة السيئة في الشارع العراقي عن ممثليهم الذين خذلوهم في كل المناسبات, وعطلوا مشاريعهم في التصديق والاصدار على معظم القرارات التي تصب في مصلحة الشعب , واينما تتجه في العاصمة بغداد في التحديد لم تجد اي شخص يشيد باعضاء مجلس النواب والكلام الكثير الذي يصدر بحقهم وتذمر الناس من افعالهم  دليل واضح على انهم جاءوا من اجل الرواتب والمخصصات والحصول على الاموال بمختلف الطرق , اتمنى ان يناقش مجلس النواب بشجاعة وان يضعوا في حسبانهم ان اعمالهم هذه ستذهب الى الله سيبقىى مخلداً أما ما يحصلونه من منح مادية في الدنيا فأنه زائل وان تحترم ارادة الجماهير وصيحات المرجعية الدينية وان تأخذ بالحسبان , ويسترجعوا كلامهم وشعاراتهم في بداية الحملة الانتخابية وأن يثبتوا للجميع انهم جأوا من اجل الشعب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/23



كتابة تعليق لموضوع : الغاء الرواتب التقاعدية لمجلس النواب مطلب شرعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net