صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

المرجعية الرشيدة نقاء ووضوح أنساني
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لايمكن أن تشُبه وتوصف المرجعية الدينية بمؤسسة ولامنظمة ولا أختيار تشكل على المزاجية ولم يعرف عنها منذ تأسيسها بمشيئة الله سبحانه وتعالى انها أنقادت لنظام سياسي واستحوذت على مناصب ادارية وسارت مع ركب السلاطين ووقفت على ابواب الملوك لتصافحهم , تصدت بافكارها وخطاباتها الدينية عن طريق وكلائها لكل مشاريع التقسيم وكانت حافظة لصيانة دماء المسلمين وأمينة على الهوية الاسلامية والروح والعقيدة النابعة من صميم الاسلام , وكان لها الفضل الاول في توحيد الجهود لبناء الوطن وتقليص التباعد بين اطياف المجتمع وعملت جاهدة لمحاربة التخلف والطائفية والتميز العنصري وانها تمثل رأي الشارع وهي من عملت جاهدة لتثبيت النظام الجديدة , لم يقتصر صوتها في العراق بل تعدى الى ابعد من ذلك ,حملت لواء الفكر ونشرت رسالة الاسلام وأسهمت في بناء الحضارة الاسلامية ونظمت شؤون المسلمين برؤى ثابتة وانصهرت في بودق واحد مع مصير الشعب , وكان دورها جليا ايام الاحتلال العثماني في توحيد الجهود والاتفاق الموحد لمجابهة الانحراف والاحتلال العثماني لاكثر من مرة حينما اصيب (سليمان عسكري بك)  في المعركة وحمل الى بغداد , وجاء ذلك باعتراف السلطات العثمانية , ولايختلف الامر في معركة الشعيبة ضد الانكليز من اشتراك العلماء ودورهم القيادي في التخطيط والتوجية امثال السيد محمد سعيد الحبوبي والشيخ باقر حيدر واية الله السيد الحكيم ومعهم العديد من العشائر , وكان لمدينة النجف دورا رياديا واضحا لرفض الانكليز وتعتبر انطلاق ثورة العشرين من قلب المرجعية ويبدوا ان التخطيط والدعوة خرجت من النجف ثم الى مختلف المحافظات وكان دور اية الله الشيرازي مهما في هذه الثورة من توجيه وتوصية ودعم ,ولم يتوقف هذا الدور من المرجعية وبرز ايضا في عام 1941 عندما عادوا الانكليز مرة ثانية لتأخذ المرجعية دورا ومسؤولية  اكبر في المحافظة على الروح الانسانية وتوحيد الجهود والثبات على الاستقلالية والمحافظة على افكار المسلمين والمبادىء الاسلامية , وما نسمعه اليوم من ثلة قليلة من أصحاب النفوس الضيقة  حول تدخل المرجعية بالحكم واروقة السياسة والبعض الاخر على العكس يتهم المرجعية بأن موقفها عاجزاً عن تأدية واجبها ومسؤوليتها الشرعية في اصدار الفتاوى , ليلعلم الجميع لولا المرجعية الدينية في النجف الاشرف بعلمائها وعلى رأسهم السيد السيستاني اطال الله بعمره لتخطت الدماء اقدامنا ونحن اليوم ربما في عالم اخر , ان الفتاوى التي صدرت من العلماء اثمرت واينعت نتائجها على الشعب العراقي من خلال الجهود والتوصيات لممارسة عملية الانتخابات رغم التحدي الكبير في حينها لتولد لنا حكومة شرعية من رحم تلك الصناديق ولم يتغير رأيها وأصرت على كتابة الدستور بايادي عراقية , جاء في المصطلح السياسي ان الدولة عبارة عن ارض وشعب ودستور ينتج لنا حكومة ,رغم ان العمليات الارهابية والتحدي والتهديدات والاختلافات والوضع في البلاد يسوده الخوف والفوضى لم يتعافى نحو الافضل الا ان اصرار المرجعية لخوض الانتخابات هو تحدي لقوى الظلام وجاء تأكيداً لممارسة مسؤوليتها وبعد نظرتها وعمقها الفكري كونها تمثل الجانب الروحي وتحافظ على وحدة وتماسك اطياف الشعب والحفاظ على ارواح العراقيين بغض النظرعن انتمائاتهم والوانهم واطيافهم الدينية , وهذا ماعرف عن الحوزة ودورها الابوي , لانها لاتمثل مرحلة عابرة من التاريخ  ولم تنتخب من قبل طائفة وانما هو منصب روحي وعقائدي , ولم يتوقف دور المرجعية على  تعليم الدروس الفقهية والاصول وحل المسألة المتعلقه بالشرع ,بل تمثلت اكثر من ذلك حينما وقفت مع القضايا الانسانية واستنكرت ممارسات الاستعمار الاجرامية بحق الشعوب المسلمة ودعمت حركات التحرر في العالم واهتمت بالقضايا الاسلامية والعربية سيما القضية الفلسطينية اهتماما واسعا , واستقبلت زعماء الديانات المسيحية والصابئية وشددت على تقارب وجهات النظر في ظل دولة واحدة تسودها المحبة والتسامح وتعميق أواصر الالفة , وقد رأينا في عهد النظام السابق  ما قام به المرجع الديني الشهيد محمد محمد صادق الصدر من ملىء الفراغ لفترة عصفت بالعراق من حصار فكري واقتصادي وسياسي ومارس اسلوبا حضاريا متحديا سلطة النظام المقبور ليحث الجميع على المحافظة على الوحدة والاخلاق الاسلامية حينما تصدعت فترة من الزمن نتيجة الحصار الاقتصادي والسياسي وحث الجميع على التعايش والتقارب المذهبي , واذكر هنا ما قام به الشهيد محمد باقر الصدر على وحدة المسلمين وتحدي السلطة الغاشمة وفضح مخططاتهم الامبريالية والطائفية , ونرى من خلال كتبه القيمة ( فلسفتنا , اقتصادنا , البنك اللاربوي في الاسلام ) كتابات خالية من الشحن والحس الطائفي وهذا دليل على انفتاح الحوزة لجميع الجوانب العلمية والاقتصادية لمعالجة اي خلل يصيب المجتمع ووضع الحلول المناسبة لها دون ان تمس جدار الوحدة الاسلامية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/01



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية الرشيدة نقاء ووضوح أنساني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net