المسؤول عندما يخون بلده
جواد كاظم الخالصي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جواد كاظم الخالصي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا أريد هنا ان أكون في خانة الذين يصطفون طائفيا ويتنابزون بعبارات القدح الطائفي والتحامل على هذا او ذاك ولكن للمواقف والتصرفات وقفة تأمل لابد منها وعلينا فهمها بشكل جيد وواضح لأن الوطن وترابه اكبر من هذا الشخص المسؤول أو ذاك واكبر من الطائفة والانتماء الديني ولذلك علينا تقييم المواقف بشكلها الواقعي وفقا لتصرف من يدعي انه يمثل هذا الطرف الجماهيري أو ذاك الطرف وللكل الحق ان يقول ما يشاء في المنافسة السياسية على مستوى الداخل العراقي وربما نلاحظ الكثير ممن يخوضون حربا إعلامية انتخابية تصل الى حد التلفيق والكذب والتسقيط السياسي والأخلاقي وكل ذلك طالما كان داخل حدود الوطن وبين أبناء البلد لا مشكلة فيه وان وصلت حد الضرب تحت الحزام فهناك قضاء وتفاهمات سياسية ومصالح مشتركة قد تعمل على تسوية الأمور بين المتخاصمين السياسيين ، ولكن ان تصل من أجل التنكيل والتسقيط بالحكومة الى درجة الخيانة العظمى للبلد وتعريض أمنه القومي الى كارثة حقيقية نعيشها اليوم في هذا الوضع الملتهب تماما بسبب تدخل دول معينة من منظومة دول الخليج العربي فذلك ما لا يمكن ان يقبله عقل أبسط مواطن .
المثال المطروح أمامنا اليوم هو طارق الهاشمي (نائب رئيس الجمهورية السابق) الذي اعترف هو بنفسه بأنه أوصل معلومات مهمة الى دول خليجية ومنها على وجه التحديد السعودية والبحرين وهذا ما نشرته صحيفة الحياة اللندنية قائلا فيها بتفاخر انه قدم معلومات كاملة الى دول خليجية منها السعودية والبحرين عن العراق وحكومته بأن العراق يقوم على استقطاب بعض الشباب الخليجي الشيعي من اجل زعزعة امن الخليج وهو ما دفع تلك الدول كما يتضح لنا مما يحصل في العراق اليوم الى ان تتخذ هذا المسار من التدخل الفج في الشؤون الداخلية العراقية وتعمل على زعزعة الوضع الداخلي العراقي من خلال دعم بعض هذه الدول الخليجية لعناصر تنظيم القاعدة وداعش ومن لف لفهم وهو ما تؤكده دول غربية رسميا ومن خلال الصحف الصادرة لديهم بأن دولة مثل السعودية تقوم على تغذية العنف في المنطقة العربية بسبب دعمها لتنظيم القاعدة والتنظيمات المسلحة الاخرى سواء كان ذلك في سوريا ام في العراق ام في لبنان ومناطق اخرى ما دفع الى تأزم المنطقة وان تكون اليوم ملتهبة بهذا الشكل وما نعيشه في الانبار دليل قاطع على ان الدعم الخارجي بالمال والسلاح وكذلك الدعم اللوجستي يشكل رقما واضحا في آليات الصراع الذي يقاتل البعض فيه بالوكالة عن دول أخرى ، بل أبعد من ذلك فان الأدلة والقرائن واضحة على الموج البشري الذي يتم تسهيل وصوله الى الاراضي السورية والعراقية واللبنانية عبر تلك الدول من اجل زعزعة الأوضاع وحرق المنطقة بالكامل وهذا ما يبحث عنه رؤساء المخابرات في تلك الدول الخليجية وإلا ماذا يعني ان يأتي رعاع القوقاز والشيشان وغيرهم من الدول البعيدة وشمال افريقيا الى مقاتلة الشعوب العربية وتشريدها كما يحصل اليوم في المدن السورية وفي عراقنا الحبيب في مدينة الانبار ومن يعلم قد تكون الموصل وصلاح الدين على الطريق المأساوي الذي تعيشه مدينة الرمادي وأهلها في وقتنا الحاضر ، ألم يكن ذلك بفعل المعلومات المضللة التي قدمها طارق الهاشمي اليهم من اجل تجييشهم للعبث في كل المنطقة وفي العراق خصوصا ؟.
هذا التصرف لمسؤول كبير وفي مركز حساس كان يتقلده في أعلى مناصب الدولة العراقية كنائب لرئيس البلاد لن تخرج عن نطاق مسمى الخيانة العظمى للبلد ولابد من الوقوف عندها لمعرفة حقائق ما كان قد اتهم به من عمليات ارهابية لأن هذا التصرف يؤكد ما ذهب اليه القضاء العراقي من اتهام بحقه فتلك جريمة كبرى يترتب عليها إزهاق أرواح المئات من أبناء الشعب العراقي بسبب ما سربه من معلومات مغلوطة عن الدولة العراقية ومؤسساتها دفعت تلك الدول الخليجية الى المسارعة في استنزاف الدم العراقي وعليه فان تلك الخيانة وما ترتب عليها يستوجب على العراق ان يطالب بهذا الرجل وفقا للقانون الدولي باعتباره وضع نفسه في خانة مجرمي الحرب وأوغل في التطهير العرقي الذي راح ضحيته دماء طاهرة من كافة فئات الشعب العراقي.
وما يثير الذهول انه وضع نفسه رهن اشارة أي دولة منهم اذا أرادت ذلك معتبرا نفسه جزءا منهم للامتداد العائلي والعشائري متناسيا بذلك ان أمن الوطن وسلامة معلوماته جزءا لا يتجزأ من شرف الإنسان الوطني فالوطنية لا تباع ولا تُشرى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat