إرادة الشعوب تلد رمزها!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الثورات تلد قادتها , ولا توجد ثورة ناجحة في التأريخ بلا قيادة أنجبتها , وتمكنت من التعبير عن تطلعات جماهيرها وأهدافها.
الثورات الفرنسية والأمريكية والروسية والهندية والصينية وغيرها التي عرفتها البشرية , أوجدت قادتها ورموزها الذين أخذوها إلى حيث تمكنت وتطورت.
وما يميز الثورات العربية , أنها إنطلاقات عفوية أصيلة صادقة محملة بطاقات شبابية معاصرة واعدة تريد التعبير عن رسالتها ودورها الحضاري الإنساني.
ولا يوجد حزب واحد أو حركة قد فكرت بها وخططت لها وهندستها , وإنما كان قائدها ومفجرها إنسان بسيط أوقد جذوتها بعربته التي يدفعها كل يوم , وببدنه النحيل الذي حوله إلى شعلة إنسانية خالدة.
هذه الثورات أصابها الكثير من الإختناقات والتفاعلات السلبية لأنها بلا قيادة , وقائد يستوعبها ويترجم أبجدياتها بعبارات عملية وقرارات ثورية تساهم في تدفق طاقات المجتمع وتستثمرها بإيجابية ورجاحة وطنية وإنسانية.
وقد عانت الثورة المصرية خصوصا من هذا الغياب الأليم لقائدها الحقيقي , وبعد معاناتها وتخبطها , أوجدت القائد الذي يختصر معانيها وقيمها وإرادتها الوطنية الهادفة لصناعة الغد الأفضل.
فثارت الثورة على نفسها لأنها كانت حائرة تائهة بلا قيادة صادقة منسجمة مع المبادئ والشعارات التي رفعتها وثارت من أجلها.
وقائدها يتميز بالشجاعة والطيبة والذكاء والهدوء وقدرة التفاعل الإنساني المعاصر , فهو الذي ولد من رحم الثورة فصارت أمه وحمّلته أمانيها وأهدافها , ولا خيار أمامه إلا أن يلبي نداءها بجماهيرها التي وضعت فيه آمالها وطموحاتها , وآمنت بأنه هو الربان الذي سيبحر بها إلى حيث ثارت وتطلعت وأرادت.
فلا يمكنه أن يختار , فهذا قدَره ودوره ورسالته ومصيره ومصير شعبه ووطنه.
وهو ظاهرة ثورية إنسانية أصيلة لم تتحقق في الثورات السابقة , فلم تصنع الثورات قادتها بهذا الأسلوب العربي المصري المتميز , الذي أوجد رمزه بالجد والإجتهاد والتحدي والإقدام والمواجهة والتفاعل الوطني الوهاج.
فأسقط ميدان التحرير نظاما عتيا وأوجد رمزا مصريا أبيا.
تحية لمصر وثوارها , وعزيمتها الوطنية ودورها الحضاري وقائدها المعاصر الذي صنعته بصدق وعنفوان إرادتها وقوة إنطلاقها نحو الغد السعيد.
وتحيا مصر!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat