سألتني مقدمة برنامج على قناة محلية، ماإذا كان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري سيتحرك فور إنتخابه ليصرح بما في نفسه عن كركوك، وعن حقول النفط، وصراع المكونات والمناطق المتنازع عليها، والموقف من وجود منظمات عسكرية تمارس العنف تحت عنوان تعديل المسار السياسي، وأخرى تجتاح مدن وقرى، وتهجر آلاف الأسر الفقيرة لإعتبارات طائفية مقيتة، وتهاجم مناطق يقطنها عرب سنة ينتمون لقبائل الجبور العريقة، حيث تم نحر أطفال أمام أعين أمهاتهم لمجرد إن آباءهم قاتلوا داعش ورفضوا مبايعة أمراء التنظيم المتشدد، عدا عن تدمير مئات المنازل في ضواحي تكريت، ومناطق العلم والمسحج والزوية والصينية؟
قبل سنوات أربع إنقضت جميعها، وقف السيد أسامة النجيفي ليبهر العراقيين بعبارة قالها من على منصة البرلمان، إنني رئيس برلمان لكل العراقيين ولست ممثلا لطائفة دون أخرى، أو لقومية دون سواها، وإمتدحه الناس كثيرا، وهللت وسائل إعلام محلية لذلك، وكتب معلقون سياسيون عبارات مماثلة ومتفائلة، ويبدو إن الأمور سارت بإتجاه آخر مع إزدياد التوتر الطائفي والصراع المرير بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولم يكن ممكنا مع كل التهويل والصدام السياسي والأمني أن يحدث التوافق بين أفرقاء يتصيد بعضهم الأخطاء لبعض، وصار الجميع ينتظر نهاية الدورة البرلمانية ليتخلصوا من أعباء تتكرر وتزداد وتلقي بحملها الثقيل على العملية السياسية ومن يتصدى لها.
الرئيس الجديد الدكتور سليم الجبوري من محافظة ديالى المتوترة على الدوام، ويقطنها هجين من السكان الموزعين عرقيا ودينيا وتتصل بمحافظات عدة، وهي قريبة من العاصمة بغداد، وترشح بالفعل عن قائمة تحمل عنوان هذه المحافظة، قتلت القاعدة شقيقين له، يبدو هادئا على الدوام، لكنه ينتفض في حال تصاعد التوتر السياسي والطائفي، مايزال محسوبا على جيل الشباب فهو من مواليد 1971 وتدرج في العمل السياسي، لكنه يواجه مهمة صعبة للغاية في التوفيق بين مكونات سياسية ودينية ينتمي لإحداها بالضرورة فهو عربي في مواجهة قومية الكورد، وسني في مواجهة الشيعة. وهذا يمثل تحديا حقيقيا فالموضوع ليس إختلافا يمكن معالجته ببعض جلسات سمر، أو نقاش هادئ، فالمشاكل التي أوقعت النجيفي وخصومه في دائرة حرجة ماتزال قوة بل إزدادت حدة مع إجتياح الموصل، وتمدد الأكراد بإتجاه مناطق العرب في كركوك وديالى والموصل وصلاح الدين، ومع تفريغ مناطق بكاملها من الشيعة والتركمان والشبك في تلك المحافظات، ماقد يؤدي الى ردات فعل عنيفة في بغداد ومدن في الوسط يقطنها السنة، وقد يتعرضون لهجمات، أو تهجير.
على الجبوري أن يتحرك لمناقشة الكورد، وأن يناقش الشيعة والسنة لتخفيف التوتر، ويجهد في تمرير الموازنة العامة وسواها من قوانين بعضها مايزال معلقا، والآخر عده البعض لاغيا كما في قانون المناطق المتنازع عليها.هي إستحقاقات دستورية صعبة للغاية.. الجبوري سليم قد يكون جاء بقلب سليم. يارب يخرج سالما منها.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat