صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الحَمَقُقراطية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"لكلّ داءٍ دواءٌ يُستطبُّ به....إلا الحَماقة أعْيتْ مَن يُداويها"

الحُمُق: قلة العقل.
واستحْمَق الرجل: فعلَ فِعلَ الحمقى.
ويُقال : حُمُق وحَمَق.

هل إننا محكومون بالحمقى؟
هل أن البلاد أسلمت أمرها للحمقى , فما عاد هناك عقلاء وحكماء , وذوي غيرة وطنية وإنسانية وعربية؟

هل أننا إستلطفنا التغابي والتجاهل والفساد والسحت الحرام والكذب والرياء , وأوجدنا دينا آخر غير الدين الذي عرفناه؟

هل أننا نعيش في عصرنا أم أننا نستحضر أهل القبور لقتلنا وتحقيق أعلى درجات ثبورنا؟

هل أن أرحام الأمهات نضبت , وما عادت تنجب رجالا أشداء على الظلم والفساد والمجرمين  , ومعتصمين بحبل الأخوة والألفة الوطنية المتين؟

هل لدينا نوازع عدوانية ضد الوطن , ورغبة لا شعورية للإنتحار الجماعي والفردي , والثقافي والفكري والعقائدي والحضاري والوطني؟

هل نحن في غفلة , وننام تحت ركام التداعيات المتوالية على أيامنا المستغيثة من وجود البشر؟

هل نحن نحن أم لا نحن؟

تساؤلات تفيض من أفواه الحجر في هذا الزمان , الذي ما عاد فيه مكان للعقل والحكمة والسلوك الحَسن , إذ يسود  كل بغيض وأثيم وداعية شرور وسفّاك دماء , وزاهق حق ومُحق باطل , ومُخادع ودجّال ومقنّع بألف دين ودين.

زمن تحوّل الكرسي فيه إلى رب ودين له أتباعه وطقوسه وطاغيته وفرعونه الذي يعلو ويتجبر.

زمن يحترق فيه المعروف ويتوهج المنكر , وتنهزم الكلمة الطيبة وتنتشر الكلمة الخبيثة.

زمن غاب فيه العقل وتسيّدت العواطف , وتمكن من السلطة بشر كأنهم ليسوا ببشر , فتمترسوا في حصون حصينة , ذات ألوان تهين لون الله المعطاء في الأرض , وتزداد بعدا عن عباده وتسيمهم مرّ العذاب والقهر والبلاء , وتحسب أنها تؤدي إرادة ربها في أرضه , وأنها كلمته وقدرته الفاعلة , كما إدّعى هولاكو من قبل , فقتل ضميره ومَن معه بهذه الإدعاءات التي بررت الجرائم المرعبة المروعة.

تلك حكاية ناعور خطايا وآثام تعصف في أشرف بقاع الأرض وأطهرها وأسماها , وتمعن في غيها وضلالها وبهتانها.

والناس تنسجر في تنور أحزاب الكراسي وفئات المآسي والمدعين بدين ولكن أي دين.

ولا تعجب من الآتيات , ما دامت البلاد يديرها الحمقى من الذين توهموا بالسياسة والسلطة , وما يعرفون منها إلا النهب والسلب وبناء السجون , وتدمير أبناء الشعب ببعضهم فيصادرون حقوقهم.

وينطبق عليهم هذا البيت الشعري:

"أقول له : عمرا فيَسمَعه سعدا...ويَكتبه حمدا ويَنطقه زيدا"!!!

فهل لنا من لبيب حكيم حليم؟!!

د-صادق السامرائي


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/09



كتابة تعليق لموضوع : الحَمَقُقراطية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net