صفحة الكاتب : تحسين الفردوسي

القلم والسيارات المفخخة فوهة واحدة
تحسين الفردوسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ (2500) سنة وفي الألف الخامس(ق.م), تطور أسلوب التعبير بالرسوم إلى الكتابة, حتى أخذ أشكال ورموز تدل على الكلمة, وسميت بـ ( اليكتوغرافية ) أو ( الصورية ), وخاصة في منطقة (أوروك) جنوب العراق, وفي الألف الثالث والرابع (ق.م) تطورت إلى(المسمارية)  واستمرت هذه الكتابة (المقطعية) المسمارية إلى عهد المسيح (علية السلام) على ألواح طينية, يتم حرقها حتى تصبح ألواح فخارية, تحفظ في أماكن خاصة لها.
للقلم رسالة مقدسة, جعل واو القسم تلتصق به في الذكر الكريم, عندما أقسم الباري به وقال (ن والقلم وما يسطرون), وما يخطُهُ القلم, هو نتاج فكر الممسك به, إما ينجيه أو يذهب به إلى الهاوية, كما قال سيد البلغاء علي (عليه السلام) "أيها الكاتب ما تكتب مكتوب عليك, فجعل المكتوب خيراً, فهو مردود إليك .
أستعمالات القلم عديدة, قد يكون رساماً, أو شاعراً, أو قاصاً, أو كاتباً, أو راوياً, أو صحفياً, أو مؤرخاً, وكل ما يتعلق بالكتابة والقلم, فهو منبر من منابر الإعلام الورقية الخطيرة, يجب الحذر في التعامل مع هذا القلم الهارب, لأنه ضمير الكاتب عندما يكون ثمنه  الآخرة.
هنالك قلم يفتح أزرار قميصه, ليغري به النفوس المريضة والوجوه المهزومة, لتنثر أموال السرقة عليه, ليمتلئَ حبره حراماً, حتى يكتب في عقول الأغبياء عباراته السخيفة, ليعبئ بها مشاريع التفرقة والحقد, ليكون بعدها صندوقً لتوفير الأزمات.  
بعض الأقلام للأسف, تعيش على التملق, وتتربى على الكذب, كل مهمتها أن تصبغ الوجوه الكالحة, وتلمعها وتغير أسمها وتكتب عليها, صالحةٌ للإستخدام السياسي والتأريخي, وتطرحها في سوق المعتوهين, ليشتريها المرتزقة والمغفلين, لأنهم بارعين في تحويل صورة الشيطان إلى ملاك, وتجعل من الأغبياء, قادةَ الإحراج والصدفة.
القلم آلة نقل قديمة, أثرت في جميع العصور, ورسمت للتأريخ وجوهاً مختلفة, إتخذت عقول الأجيال صحفاً, لتسويف العقيدة وإفسادها, ذلك التأريخ الذي مليء ظلماً وظلاماً, بالأقلام المستعبدة التي جعلت من يزيد سيداً لها, وحاولت أن تجعل الحسين (عليه السلام) خارجياً فلم تستطع, لنفاذ حبر الباطل, وإحلال الدم الطاهر مكانه, ليقول كلمته على ألواح العصور وينتصر.
القلم الأسود في التأريخ, جعل من الشيعة اليوم كفرة, ومجوس وروافض, وحول عقيدة بعض المسلمين, إلى إنتحاريين بسيارات مفخخة, للتعبير عن حقدهم الدفين, ومشاركة ما فاتهم من أفعال أسلافهم, وحتى أقلام اليوم إشتركت مع أقلام الأمس, في لبس الباطل ثوب الحق, وإشهار سيف الطائفية وقلب الحقائق, بمشابهة المجاهدين الشرفاء المدافعين عن العراق بكل أطيافه, بالدواعش الخوارج المجرمين, فسحقاً للأقلام الداعشية, الخارجة عن ضمير المخلوقات أجمع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تحسين الفردوسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/30



كتابة تعليق لموضوع : القلم والسيارات المفخخة فوهة واحدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net