اختلافاتنا طريق الى العولمة
عمار جبار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمار جبار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اختلاف امتي نعمة ، قالها رسول الله "ص" وعنى منها اختلاف الاّراء والأفكار ، ولم يك ُ يبغي منها الاقتتال والتحريض على الآخرين بحجة انهم يحملون أفكار اخرى ، وإنما اختلاف الاّراء هو نعمة من نعم الله في ان تلاقح الأفكار سيخرج بأفكار أنضج وارصن من ذي قبل .
اما خلافاتنا الناتجة عن التعصب في النظر الى من يخالفنا رأيا ً ، فتنبع من الطبيعة الانسانية الموظفة توظيف خاطئ لكون الانسان عدو ٌ لما جهل ، ولان الألفية الثالثة هي عصر افول الأيديولوجية وابتعاد الجمهور عن القرأة وميلهم الى السمع في الحكم على القضايا ، فسيكون تحويل الاختلافات الى خلافات أمرا ً هينا ً على تجار الحروب والفوضى ، لسهولة التجني على المذاهب وإطلاق العنان للأفكار السلبية من الطائفية والفئوية ، وهذا سيؤدي بصورة غير مباشرة وعلى الامد البعيد الى عولمة الفرد والمجتمع التي تعتبر نتيجة حتمية لتصاعد النزاعات الفرقية بغض النظر عمن يكون المنتصر في هذه النزاعات ، وهذه النزاعات الناتجة عن استخدام بعض الأفكار بشكل عكسي ، كأستخدام المنطق في قتل البعض كما يذكره الدكتور علي الوردي في كتابه خوارق اللاشعور ، " فلان ضحك من دون سبب ، الضحك من دون سبب هو تعبير عن قلة الأدب ، وكل قلة أدب هي مضرة بالدِّين ، وكل مضر بالدِّين يجب محاربته ، اذا يجب محاربة فلان لانه مضر بالدِّين ! " والكثير من هذه الاستنتاجات المغلوطة التي تسري في جسد المجتمع لتمزق النسيج الاجتماعي بسبب مجرد فكرة خاطئة عولمها البعض لتصبح فكرة عالمية تمثل دينا ً معينا ، ليكون منتقدا ً من قبل المجتمعات التي تؤمن بحرية التعبير والتفكير وما شاكلها من الشعارات البراقة التي يرفعونها ولا يعرفون روحها وفحواها ، بينما في الجانب الاخر يتم تدويل وعولمة بعض الأفكار التي تعتبر تافهة بالمقارنة مع بعض القضايا التي يعاني منها العالم الثالث ، فقد حاول الغرب بفضل قدرته على التأثير في الرأي العام العالمي وجعل قضاياه وأولوياته أساسية وعالمية ، ولم يكترث في الوقت نفسه لقضايا المجتمعات الاخرى وأولوياتها ، ولم يسمح بطرحها عالمياً رغم تفاقمها ، مثل قضية تخريب البيئة وغلاف الأوزون التي تعتبر تافهة بالمقارنة مع قضية الفقر والمجاعات والمجازر الجماعية التي تحدث في العالم الثالث ، رغم ان البيئة وغلاف الأوزون تتحملها الدول الصناعية التي أفرطت في استغلال الطبيعة وليس لدول العالم الثالث تدخل في ذلك ، فلا تعتبر شريك في القضية لا من ناحية الأسباب ولا من ناحية التأثير المستقبلي والنتائج التي تترتب على عولمة الفكرة .
ومن كل ذلك نستذكر ان ابسط اختلافاتنا التي تحولت الى خلافات دولية وعالمية ماهي الا نتيجة الجهل المطبق الذي نعيشه ، فالغرب تطور عندما ترك الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت وتوجه الى العمل ، ونحن ان أردنا التقدم لنترك خلافات السنة والشيعة في مضمارها الديني والعلمائي ، ولنتوجه الى مضمار العمل الانتاجي وليس هنالك طريق اخر لذلك .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat