صفحة الكاتب : محمود هادي الجواري

رديكالية الاحزاب وتطلعات الشباب
محمود هادي الجواري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أيدلوجية الأحزاب الرديكالية  وتطلعات الشباب ....الوطنيون المستقلون قادمون ....
وكيف هي كانت ولادة الوطنيون المستقلون ؟؟؟
ما جاء في كراس وطنيون مستقلون وفي الإصدار الأول الذي تناول نظرة على الأحزاب السياسية والمشورة في هذا الكراس طريقه إلى وسائل الإعلام ولم ينشر بشكل واسع وإنما كان محلي ويغطي سكان مدينة المسيب التي ولدت فيها وترعرعت وأدركت الحياة السياسية وفي مرحلة الشباب أي في المرحلة الإعدادية التي غادرتها عام    1975 منتقلا إلى أوربا الشرقية ومنها إلى أوربا الغربية ، وحزمة بسيطة أخرى من ذلك المطبوع لا تعدو بالمئات من هذا الكراس تسربت إلى محافظات العراق المختلفة من الشمال إلى الجنوب ومن شرق العراق إلى غربه  وشى نزر إلى العالم العربي مثل شمال إفريقيا والبلدان العربية وكذلك إلى أمريكا وأوربا .. إذن ما ورد في الكراس هو تلاقح بين ما نهلته من الثقافة العربية و  ثقافات  الشرق و الغرب وتجسيد حقيقي إلى النظرة المتكاملة للمفاهيم السياسية المعاصرة ..وبمعنىادق هي منحتني فرصة الخروج من المفاهيم الأحادية والضيقة المتمثلة بالتزمت الفكري وهيمنته على فرض  المفاهيم المتكررة والمقتبسة  إلى فضاء آت الفكر الحر الذي يستنشق هواء الحرية و الديمقراطية العقلانية المتمثلة بحرية الفكر  التي تتيح للانسان فرصة الفهم الواقعي بين العلاقة بين السياسة والإنسان ، ومغادرته مرحلة اللا وعي التي فرضتها الأحزاب الراديكالية والتي نرفض فكر وطموحات الأخر فالمرحلة تلك كانت بالنسبة لي وبشكل شخصي  بمثابة توافر النية الصادقة إلى  التأسيس إلى محطة فكرية مستقلة محاولا التغيير في المفاهيم التي سادت ولفترة طويلة والتي كانت تأدلج عن قصد أو دون قصد إلى حصر حق المواطنة في الانتماءات الحزبية وإعطاء المنتمين أولوية الحصول على المكاسب الوطنية ووضع سلم الارتقاء في درجات المواطنة وكما هو في حزب البعث والأحزاب الأخرى التي سارت على أخطاء ممن سبقهم وأصبح إلى حد ما عرفا سياسيا يستلب حقوق غير المنتمين إلى الأحزاب والذين يرون إن في استقلالهم هو الضمانة في البقاء لان الأحزاب لم تبلغ مبلغ الحوار المتمدن بل كان السلاح هو الفيصل في أكراه الأخر على الانصياع ا وقبول الرأي الأخر وعلى مضض ..  إذن كان لابد من البحث وبشكل أنساني لإيجاد نمط جديد لإعادة البحث  في موضوعة الأيدلوجيات وظروف ولاداتها في العالم العربي والعراق على وجه الخصوص واخص في ذلك تلك الأحزاب  التي تسربت  ألينا من ما وراء الحدود وكذلك تسليط الضوء الكاشف  على الأحزاب الوطنية التي لم تبصر النور  وظروف تشكيلها من إخفاقها  .. إذن لانحسار الفكر القومي وفشله في قيادة الأمة العربية وبرغم الدعوات وإنفاق المليارات من الدولارات لكنها لم تستطع توفير ادني مستوى من القناعة للمثقف العربي وأينما كان موقعه ودرجة ثقافته ولسبب بسيط أن الفكر العربي كان أسير اللاملاءات الأجنبية والغربية وكما كان  لفرنسا دورها الكبير في ترسيخ مفاهيم حزب البعث كحزب غروبي والحزب الشيوعي وذو التوجه الاممي  ولكن سرعان ما تتكشف الحقائق وتظهر واضحة وجلية أن حزب البعث لم  ينتجه العقل العربي وإنما  كان  مجموعة رسائل لطلاب فرنسيين من طلبة الدكتوراه يبحثون في النظرية الاشتراكية الحديثة والتي وضعت لتنسجم   تماما مع واقع الغرب وتتناغم مع ثقافة شعب  منتج وشغول كان مهيئا لأدراك العلاقة بين الاقتصاد والسياسة وأثرهما على واقع الشعب الفرنسي في تلك المرحلة   ولكن كان من المستحيل تطبيقه في المنطقة العربية التي تمتلك اقتصادا مجانيا وتتسم حياة الفرد بالخمول العقلي والكسل الجسدي في لا تستطيع أن تشق طريقها في الأوساط المجتمعية  إلا بالسيف وسياسة نبذ الفكر الأخر وإبادته ومنتمية ...إذن ظل الشعب العربي يعاني طويلا منتظرا تحولا ما في السياسة ولكن كان لهيمنة الأحزاب كبح لجماح أي فكر يناشد بالتغيير ... ومتأخرا  ادرك الشعب العراقي هذه الحقيقة وفي مطلع التسعينيات من القرن المنصرم ولكن كانت ردود الأفعال تعني الموت الزؤام وما الانتفاضة الشعبانية ما هي إلا تعبير عن يقظة حقيقية إلى النتائج الوخيمة التي سيصل إليها العراق ومن خلال تسلط حزب البعث الأحادي النظرة والبعيد كل البعد عن تطبيق شعاراته المرفوعة في الوحدة والحرية والاشتراكية . ولكن ماذا كان يختفي وراء تلك اليقظة فهل كانت تعني دخول الإنسان العراقي مرحلة الوعي أم الدخول إلى منظومة التحول والتجريب ، وكان من البديهي أن يقبل بنظرية التحول والتجريب لعدم ثبوتية وجود فكر يستطيع لملمة الأوضاع والانطلاق بأيدلوجية صادرة عن عقلية عراقية بمقدورها تجسيد واقع جديد  ونبذ الموروث الذي  تركه  حزب البعث والتي ستأخذ شكل الموروث المختلف عليه بين قاعدة المنتمين إلى الحزب والمتحفظين وكذلك المعارضين ...
نستشف مما أوردنا إن الشعب العراقي عانى ولعقود طويلة وحلت به المآسي والويلات ودائما ترتمي الأسباب وراء السياسات التي تفرض عليه من حين لأخر ولم تكن تلك السياسات يوما هي نابعة من ينبوع الفكر لهذا الشعب المعروف بعمقه التاريخي الضار ربه   جذوره في عمق الحضارة ، وكذلك بشجاعة أبنائه التي تتجلى فيه القيم الإنسانية كالإباء والكرم والشهامة .. كان الضيم يقع على جميع إفراد الشعب بكل انتماآتهم سواء أكانت العرقية أو المذهبية ، فجوانب من الظلم وآخري من بطش المستبدين في السلطة ، وكما شكلت مراحل الظلم تلك إضعافا لقوة التصاق الإنسان بأرضه كناتج لشدة الاهتزازات النفسية والبدنية ، وكانت قادرة على قلب الموازين فلم يعد هناك استقرار نفسي وينتاب الإنسان الشعور بالقلق باتجاه نيل ابسط الاستحقاقات التي من المفترض ان ينعم بها لأنه يقف على ارض تزاحمت فيها الثروات ومصادرها ، ولكن تراه محروما   من نعمة الأمن والطمأنينة والعيش الرغيد ولو بالحدود المقبولة ، ناهيك عن القلق الذي استدام والذي لايطمئن الجيل الحاضر فكيف النظر إلى حال مستقبل الأجيال والذين هم رهينة نتاجاتنا الفكرية التي ترسم الصورة الوطنية والمواطنة وعلى حد سواء ...ولعل من يقرا في كراس الوطنيون يتبادر إلى ذهنه سؤال هل أن الكاتب المؤلف هو بصدد التأسيس إلى حزب جديد ليضاف إلى الساحة المكتظة بالشعارات الدينية والدنيوية وهي زاخرة بكل الشعارات التي ترفع في المشرق والمغرب والتي لايمكن أن تشق لها طريقا إلى ارض الواقع ..أقول وبصدق ما هو في النية وفي ضميري هو السعي  لنشر ثقافة تتسم بالوعي والتفحص للعلاقة المتبادلة بين الفكر والإنسان     وان يكون المواطن وانأ كذلك أن نبدأ سوية في تحليل النظريات وما تطويها من الصفحات التي جاءت بها الأحزاب المختلفة وتسليط    الضوء على طبيعة وولادات الأحزاب التي ستحكم العراق إن كتب لها الصمود بعد سقوط طاغية العراق ونبحث في موضوعة نشوؤها وتشكيلاتها ، سواء أكانت تلك الأحزاب التي ظهرت في ثلاثينات القرن الماضي أو التي تشكلت في العقد الأخير من القرن المنصرم ، ومما سنلمسه وبشكل مباشر أن هناك أحزاب تشكلت كناتج لعوامل حتمية وكانت ناتج عصارة عقول الكثير من المفكرين والمنظرين الذين  دأبوا وبشكل جدي لإنتاج فكر أو لنقل فكر ، ومهما كانت طبيعة الولادة التي أحاطت بها ظروف التكوين المختلفة ، فأنهم وبدون أدنى شك أنهم في الأخر أنتجوا فكرا أو نقلوا فكرا نظريا وكانت كل أمالهم وأمانيهم  تنطوي وتنصب على أن يأخذ ذلك الفكر طريقه إلى التطبيق ومحاولة معالجة الواقع، ولكن أنتجت لنا التجارب وأعطتنا الادلة القاطعة أن النظريات تلك انحسر مداها في الجانب التثقيفي وكان السعي الحثيث للبحث عن المنتمين الذين لايتصلون بالفكر أو إدراك ذلك الانتماء من الزاوية الثقافية والسياسية وإنهم منقادون بالسليقة ، هذا نتاج هيمنة المؤسسين للاحتفاظ بالأمانات الحزبية ومستودعات إسرارها التي تطرح كمشروع عمل يدركه الجميع .. ولما  كان المنتمون الجدد المتمثلين بالقاعدة الحزبية  هم أنفسهم أرقاما من اجل توسيع العددية الرقمية  الحزبية ، إذن هو لن ولن يدرك إلى أين المسير، فهو لا يستطيع أن يصل إلى البعد والهدف الحقيقي ، فما حال الشعب المتطلع لرؤية حقائق وانجازات ملموسة كالتقدم في مناحي الحياة المختلفة ، من هنا تبدأ مرحلة تحول من طرح المبادئ والمشاريع المقترحة والتي لم يستطع  الوفاء بانجازها إلى استخدام أساليب جديدة في خلق الأعداء الوهميين أي الافتراضين ليعطي أسبابا للإخفاقات في تحقيق المشاريع التي سبق وكانت جزءا من وسائله الدعائية ولا تبتعد الإعداد للحرب وكما بان جليا وواضحا في النهج الذي سار عليه طاغية العراق ويعد هذا سر من إسرار بقائه في السلطة ، فلم يعد بمقدور الشعب مراجعة شؤونه الخاصة فكيف يستطيع أن يراجع برنامج الحزب المحتكر للسلطة ,,,  ولنا نظرة على تاريخ العراق السياسي الحديث فهو حافل بالذكريات المؤلمة التي حالت ووقفت بشدة دون رغبة المواطن في الانخراط إلى أي حزب ولربما ابتعاده عن مزاولة أي عمل سياسي ، شعور المواطنون وخاصة الشباب ذوو الأفكار المتحررة كان سعيهم إلى الدخول مباشرة إلى السياسة دون المرور في أروقة الأحزاب وقاعات اجتماعاتهم التي لا تغنيه و لا تسمنه من جوع .ولكي لا نوقع بظلمنا على ظروف تشكيل الأحزاب السياسية والأحزاب العراقية على وجه الخصوص والتي تشكلت في العقد الثالث من القرن العشرين أو الأحزاب التي تشكلت في العقود الأخيرة من ذلك القرن فحري بنا أن نعلل الأسباب التي سبغت تلك الأحزاب بطابع العنف والدموية ويمكن لنا أن نوجزها بالنقاط التالية.. 1 -   كانت نشوء الأحزاب في العراق وكما في البلدان العربية في ظروف تكون فيها الدولة غير مستقرة وفي غاية من القلق ويتعلق هذا الأمر لوجود أسباب  جوهرية ومنطقية ، فإما كان العراق يرزح تحت نير الاحتلال ولذلك تولد شعور شعبي فكان القادة لهم القدرة على القيادة وتوظيف تلك الجهود وصبها في هيئة حزب تلتف الجماهير حول قيادته ، وهنا تكون الضرورة حتمية في تنسيق العمل مع الجماهير ويصار الى قانون للعمل والانتماء تحت تلك المنظومات التي تكون بمقام السلطة أو بديلة عنها أي المرجعية الجماهيرية ، وليس بالضرورة ان تمتلك تلك الجهات أيدلوجية خاصة بها أو منهجا وإنما تعتمد الدين والمعتقد كأساس في العمل ولكن سرعان ما يتم نشوء فكر علماني أو إتباع المعتقد الديني الذي تستطيع من خلاله استقطاب ذوي العواطف في ادلجة الدين ويصبح الحزب سياسيا دينيا ، إذن يصبح الدفاع عن ذلك المكون المقدس حتى ولو تطلب الجود بالنفس وتحت مسمى الجهاد ، إذن كان السلاح هو احد مقومات بقاء   المكون الذي ينتمي أليه عوام الشعب  2 – الأحزاب التي تتخذ في نشوئها الطابع السري ، ويعود ذلك إلى طبيعة المنطقة العربية التي تغيب عنها الناهج  الديمقراطية والحرية الفكرية ، ولذلك يعيش الحزب في قلق والخوف من العلنية ولذلك يجب أن يكون الدفاع عن الحزب باستخدام السلاح وكما شهدنا كيفية نشوء حزب  البعث وكذلك الأحزاب الأخرى الموجودة حاليا وتمارس عملها في  السلطة .. فمن الأخطاء الجسام ان تحكم العراق أحزاب استخدمت السلاح وتبادلت الصراع الدامي والذي أزهق أرواح مئات الألوف من العراقيين ، نقول لايمكن للديمقراطية ان يكتب لها الحياة في ظل أحزاب استخدمت السلاح وأسست الى تنظيمات ميليشيويه   وكما في ظل حزب البعث فالمنهاج الحزبي في يد وفي الاخرى البندقية ...3 – لما كان لنشوء الاحزاب الحتمية في الظهور لبلوغه مرحلة النضج العقائدي المفترض  وكناتج للكفاح المسلح الذي اوصلها الى بناء ايدولوجية ما ، هي لاتمتلك مقاييس النجاح من الفشل وانما تضع تلك الاحزاب دائما اهداف غير معلنة وتتخذ من اماناتها مستودعا لاسرارها فلا تجد الحرية ولو بالحدود الضيقة في تبادل الاراء والافكار بين طبقة المنتمين وانما  تفرض المهام الحزبية وبما يشبه التنظيمات العسكرية وعلى مستوى القرار والتطبيق ، اذن تعيش تلك الاحزاب هربوا الى خارج العراق خوفا من بطش المتنفذين والقياديين في الحزب الواحد  وجميع الاحزاب تشترك في هذا التوجه وحتى هذه اللحظة ... 4 – الاحزاب الاكسيلسة او احزاب المنافي والتي تستمد ايدلوجيتها من البلد المضيف ، ودائما ما تكون الغايات والاهداف تنضوي تحت مسمى مقدس كالدين او القومية والدفاع عنهما هو الشعار المقدس،هذه الاحزاب في البدء لاتمتلك قاعدة جماهيرية في البلد الاصلي مما تكون مجبرة على تمويل منتميها ومؤسسته من البلد المضيف ، ولذلك تكون هذه الاحزاب خاضعة الى ارادات اقليمية او الى ذات الجهة الممولة والشعب العراقي اليوم يكابد من اجل التخلص من الهيمنة الاقليمية والاجنبية التي استعانت بها بعض الاحزاب من اجل الفوز بالسلطة وكما في الشاهد الحالي وهو الاحتلال الاجنبي .. ولما كان لغياب االاهداف الوطنية هو ناتج لتشتيت موقف الحزب من قبل الدولة ذات المصالح المباشرة في صنع القرارات  فكرا وعملا على ارض الواقع فمن المؤكد ان الحزب الذي ترعرع في الاكسيلات والمنافي سيواجه المصاعب الجمة والعقبات ولذلك لن يستطيع الصمود في تمرير لعبة المصالح ، وخاصة عندما يتنامى الوعي الجماهيري الذي كان ينتظر الخلاص من سنوات القهر والكبت فانه لا يستطيع الصمت وبذلكم يرفع اعلى درجات التمرد والعصيان المدني او ان يجنح الى استخدام العنف وهنا تعود تلك الاحزاب الاكسيلسة الى منافيها محملة بالاموال ولم يكن امامها من سبيل سوى نهب الثروات تحقيقا لمبدا المال في الغربة وطن وهذا هو اخطر مصير تمر به امة او شعب في تعيش محن العصر الذي لا ينصف والمادية فيه هي النفوذ واصحابها لهم الكلمة العليا ..
ولعل من اهم المشاكل التي تجعل الوطن سهلا ويسيرا لوضعه على مشرحة التقسيم هو فقدان لغة الحوا بين المنتمين الى حزب فيم بينهم او فتح حوار مع احزاب اخرى ، فلغياب عنصر التسامح وعدم اجادة استخدام لغة الحوار السياسي ، هنا من الطبيعي ان ان تظهر المعارضة الشرسة  سواء لمنتمين في داخل  للحزب او معارضة من الاحزاب الاخرى ، وعلى اساس هذا الاختلاف في الرؤى ، يكون عنصر القناعة مفقودا والايمان بالشعارات الحزبية تبدا في تسجيل ردود الافعال وتفقد من بريقها ولمعانها  ولذلك يكون التوتر هو احد سمات المشهد السياسي ... 5 – لقد انتجت التجارب السياسية التي مورست في جميع بلدان العالم التي شهدت حالة من الاستقرار السياسي ان هناك مشتركات ما بين الاحزاب ، كلها تجتمع حول هدف سامي ونبيل من اجل الدفع بالعجلة السياسية من اجل المصلحة المشتركة العليا وكلها تسعى الى ارساء قواعد لترسيخ الشعور الوطني وترسيخ المواطنة  وعبر الاهتمام بالانسان كهدف وليس منح المكرمات كوسيلة للارضاء وكما سار على هذا المنهج العقيم طاغية العراق حيث كان يوهب من يريد وكانما هو مالك للارض والانسان وعلى حد سواء .. وقد اصبح هذا المنهاج المدمر للقاعدة الوطنية وناسفا الى الحق الشرعي في ان يولى الانسان اهتمام الدولة كاستحقاق وليس كهبات تمنح .. اليوم المنهج الذي انتهجه طاغية العراق اصبح دستورا تعمل به الاحزاب الدينية والعلمانية التي اخذت تدريجيا نحو التقادم ووالخول في مدار الرديكالية  فالمنتمون اولا ومن ثم عامة الناس وبذلك ضهرت الفوارق الاجتماعية كهوة واسعة بين المنتممين الى الاحزاب والمستقلين الذين لا يعلمون اية باب يطرقون ليستمعوا الى جواب ولكن اسمعت لو ناديت حيا ...الايام والاشهر القادمة ستشهد خروجا من الاحزاب الرديكالية والتي لا تنسجم مع معطيات مطلع القرن الواحد والعشرين والذي تميز بالسرعة والدقة وانتشار الوسائل العلمية والتكنلوجية الحديثة وليس هناك من الاحزاب الحالية بمستطاعه مسايرة التقدم الهائل لهرم الايدلوجيات القديمة ودخولها مرحلة الياس في اقناع القائمين على تلك الاحزاب وهم بطبيعة الحال المهيمنون والمتنفذون وبذلك كان لابد من ان تكون النتائج معيقة وكان خيار الكثيرين مغادرة الاحزاب لان مقاومة التيار لن تكن مجدية في اتمرارية الاحزاب وحفاظها على الانمطة التي اعتادتها وكانت منهاجا لعملها ولفترة طويلة ... اذن ليس هناك من منحطات سيقف فيها قطار العولمة طويلا وما نشهده اليوم من جملة التحولات في الانظمة العربية التي كانت الاحزاب الرديكالية قابضة على السلطة بيد من حديد استطاع الطرق الجماهيري على رقعة السياسة التي سخنت من الرهبة ان تتفكك قواها وتغادر مدبرة الى اكسيلاتها ام منافيها او الجهات التي ددعمت تلك السياسات ان تقف لردح من الزمن ... اذن المرحلة القادمة ستضع الانسان امام اخطاء قد ارتكبت بحقه وكانت تلك الاخطاء مدعاة الى التخلف والمراوحة في العالم الثالث برغم امتلاك الكثير من تلك الدول اقتصاد مهول يمكنها من التقدم السريع ولكن كان الاقتصاد دائما منهوبا وتحت مؤسسات الدولة الفساد المالي والاداري والعراق اليوم يعاني من هذه الاحزاب التي لا تريد التطلع الى الجماهير الشبابية التي ستمتلك يوما زمام الامور وهذا اليوم هو ليس بالبعيد وواقع لا محالة .., اذن القادمون الجدد هم الوطنيون المستقلون والذين تم اقصائهم وتهميشهم ليس لذنب قد ارتكبوه ولكن كانوا يعلمون ان التناحر هو بين الاحزاب هو سر من اسرار بقائهم وقد تكشفت كل الحقائق فلم يعد الشعار الديني او المنادات بالقومية العربية وغيرها من الشعارات التي اصبحت سوقية وترسل برامجها لكنها لاتست
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود هادي الجواري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/09



كتابة تعليق لموضوع : رديكالية الاحزاب وتطلعات الشباب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net